هل يستطيع العماد عون تثبيت وقف اطلاق النار في الجنوب والحد من الانتهاكات الصهيونية
قرابة خمسون شهرا مضت علي شغور الموقع الرئاسي في لبنان فهو مهم للغاية وان كانت سلطات الرئيس شرفية وصلاحياته محدودة الان الفترة التي ظل فيها موقع الرئيس شاغرا في اعقاب انتهاء ولاية الرئيس السابق العماد ميشيل عون رئيس الجمهورية اللبنانية السابق ورئيس التيار الوطني الحر السابق تعد من أطول فترات خلو موقع الرئاسة وهو مؤشر جد خطير علي تماسك النسيج الوطني اللبناني في ظل التداخلات الإقليمية والدولية وتقاطعها علي حساب مصلحة لبنان الوطنية.
يقول الدكتور طارق وفيق خبير العلاقات الدولية ان لبنان مبتلي منذ الحرب الاهلية اللبنانية والتي اندلعت في عام 1975 ولم تتوقف الا مع توقيع اتفاق الطائف 1989 في المملكة العربية السعودية والذي ساهم بكل تأكيد في وقف القتال الاهلي في لبنان الا ان اهم مساؤه هي تكريس فكر المحاصصة الطائفية بحيث ان منصب رئيس الجمهورية وهو منصب شرفي بدون صلاحيات تنفيذية كبيرة من نصيب الطائفة المارونية ونصيب رئيس مجلس الوزراء من نصيب السنة ورئاسة مجلس النواب من حصة الشيعة وبالمناسبة تم تكرار نفس السيناريو من المحاصصة السياسية في العراق ومنذ اتفاق الطائف حتي الان ويعاني لبنان من التدخلات الإقليمية في شؤونه حيث نجد التدخل السوري العسكري ابان حكم الرئيس السوري الراحل الاسد الاب ولم تخرج سوريا وترفع يدها عن لبنان الا ابان حكم الرئيس الشهيد رفيق الحريري والذي تورط نظام بشار الأسد في اغتياله كذلك.
واضاف الدكتور وفيق ان ايران كان ولا يزال لها يد طولي في لبنان من خلال الثنائي الشيعي حزب الله وحركة امل برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري والمملكة العربية السعودية تدعم ال الحريري ممثلي السنة في لبنان وفرنسا المستعمر القديم تعيش في دور الوصاية المبطنة علي الدولة اللبنانية لذا نجد ان الرئيس جوزيف عون المنتخب والذي بحظي بتأييد ودعم خارجي قوي امامه مهمة ثقيلة في انه هل يستطيع ان يسيطر علي حزب الله ويمنعه من التعاطي مع الاستفزازات والانتهاكات الصهيونية اليومية وعملية فتح النار علي قوي الجيش اللبناني في الجنوب والبقاع حتي يفوت الفرصة علي اسرائيل والتي تتمني العودة الي الحرب مجددا في لبنان.
واشار الدكتور وفيق ان حالة الاجماع المرتفعة في التصويت للجنرال جوزيف عون اليوم تضعه امام تحد كبير في الحفاظ علي التهدئة مجددا وفي جمع شمل الفرقاء اللبنانيين والتفرغ لعملية انقاذ لبنان الذي بات علي حافة الهاوية منذ فترة ليست بالقصيرة