النهار
الخميس 9 يناير 2025 09:21 صـ 10 رجب 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

بعد تأكيدات مصر على رفض الإملاءات والتدخلات الخارجية في سوريا: 

خبراء سوريون : علاقة مصر وسوريا عصية على الانفصال ونتطلع لدور فاعل في بناء سوريا الجديدة

صورة لوزيرا خارجية مصر وسوريا
صورة لوزيرا خارجية مصر وسوريا

شكل أول اتصال هاتفي بين وزير الخارجية بدر عبد العاطي ونظيره في الحكومة الانتقالية السورية أسعد حسن الشيباني منطلقا لرسم ملامح العلاقات المصرية مع سوريا الجديدة التي يتطلع السوريون لأن تلبي طموحاتهم نحو وطن آمن مستقر بعد سنوات عجاف عاشها السوريون تحت مظلة الحكم البائد .
واعتبر مراقبون أن العلاقات المصرية السورية التي تتسم بسمات خاصة عبر التاريخ تؤكد حاجة سوريا والسوريين للدور المصري الذي ظل داعما للدولة السورية القومية التي تعد عمقا استراتيجيا لمصر .
ومن ثم جاء تأكيد الوزير بدر عبد العاطي على محددات وأولويات الدولة المصرية تجاه سوريا

ومن ثم اكد بدر عبد العاطي على أهمية دور البلدين في تحقيق الاستقرار والازدهار للمنطقة، فيما اكد وزير خارجية سوريا أن مصر وسوريا يجمعهما تاريخ واحد ومستقبل واعد.

وعكس الاتصال موقف مصر المؤكد على وقوفها بشكل كامل مع الشعب السورى ودعم تطلعاته المشروعة.
وفي هذا السياق دعت مصر عبر وزير خارجيتها كافة الأطراف السورية في هذه المرحلة الفاصلة إلى إعلاء المصلحة الوطنية، ودعم الاستقرار فى سوريا والحفاظ على مؤسساتها الوطنية ومقدراتها ووحدة وسلامة أراضيها.

وعبرت مصر عن أملها ان تتسم عملية الانتقال السياسي فى سوريا بالشمولية، وأن تتم عبر ملكية وطنية سورية خالصة دون إملاءات أو تدخلات خارجية، وبما يدعم وحدة واستقرار سوريا وشعبها بكل مكوناته وأطيافه، ويحافظ على هويتها العربية الأصيلة.
وشدد عبد العاطي على ضرورة أن تتبنى العملية السياسية مقاربة شاملة وجامعة لكافة القوى الوطنية السورية تعكس التنوع المجتمعي والديني والطائفي والعرقي داخل سوريا، كما طالب كذلك أن تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة، مع إفساح المجال للقوى السياسية الوطنية المختلفة
ودعا إلى أن يكون للقوى السياسية الوطنية دور في إدارة المرحلة الانتقالية وإعادة بناء سوريا ومؤسساتها الوطنية لكى تستعيد مكانتها الإقليمية والدولية التي تستحقها
ويأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه السفارة المصرية في دمشق بشكل طبيعي، كما تعمل السفارة السورية في القاهرة بشكل طبيعي أيضا،
وأكد خبراء سوريون ل"النهار" أهمية الدور المصري الداعم والمساند لوطنهم من أجل اعادة بناء الدولة واستعادة استقرارها ، متطلعين إلى أن يكون الدور المصري اقتصاديا بقوة حيث الإسهام في اعادة الإعمار وتنشيط التعاون الاقتصادي مع سوريا .
وقال المفكر السوري نادرعكول"النهار" ان ما يربط مصر وسوريا هو علاقة عصية على الإنفصال ،تتمثل بالروح الواحدة التي تتجسد في كيان واحد حيوي يتمدد احيانا فتنعدم الحدود ،واحيانا أخرى تظهر كيانات طارئة تفصل بينهما جغرافيا لكن الحقيقة المطلقة تظل الروح الواحدة تتعاظم...ووفق ذلك فإن الدور المصري الفعال الذي يتناغم مع الروح الواحدة لكلاهما هو نقل كل الخبرات المصرية في بناء الجمهورية الجديدة إلى سوريا طواعية وبلا تردد ويأتي هذا الوفاء والأصالة من المصريين وفق الأمن القومي المصري والمجال الحيوي لمصر في سوريا وهذا هو حق أعضاء الجسد الواحد وفق الروح الواحدة


واضاف عكو إن السوريين الموجودين في مصر خلال العقدين الماضيين قد مارسوا المواطنه المصرية بكل معانيها وأبعادها ،نتيجة إيمانهم بأنهم جزء لا يتجزأ من الروح الواحدة والأمن القومي والمجال الحيوي الواحد، موضحا أن سوريا الآن تحيا من تحت الرماد وستبنى من جديد ،وتحتاج إلى كل الشركات المصرية العملاقة التي اكتسبت الخبرة وعملت ونفذت المشاريع التنموية وفق المقاييس والمعايير العالمية، قادرة أن ترسل مجموعاتها من الخبراء للمشاركة في إعادة الإعمار ،كذلك في إعادة تأهيل الإنسان السوري الذي تعرض لاقسى انواع القهر والتخويف وبالتالي فإن لدى سوريا جيلين من الناس يحتاجون إلى بث روح المشاركة الفعالة في بناء الأرض ، فسوريا حاليا ارض مستباحة وتحتاج إلى الدبلوماسية المصرية القادرة على إخراج الغرباء من الأرض الذين يسرقون الموارد ويستعبدون السوريين .
وشدد عكو على ان الدور المصري دور أساسي وضروري في إعادة تأهيل سوريا إلى المشروع العربي وإبعادها عن المشاريع الاستيطانية الشريرة.
فالدور المصري ضرورة حتمية لاحترام الإنسان السوري في أرضه وعرضه وتنميته وازدهاره في سياق عودته للعب دوره على الساحة الدولية.
وان إتصال وزير خارجية مصر بوزير خارجية سوريا انطلاقه جديده لعودة جزء الجسد الذي فقد حيويتة أثناء الحكم الأسدي المجرم الذي جعل من الأسرة السورية الواحدة تتجسس على بعضها حتى يضمن أفرادها الحياة والحصول على الوظيفة وفي الختام روح واحدة لجسد ممتد.