هل يزور الجولاني إسرائيل؟
في أعقاب السقوط السريع والمدوي لنظام بشار الأسد ووصول أحمد الشرع "أبو محمد الجولاني سابقا" زعيم هيئة تحرير الشام جبهة النصرة سابقا إلى سدة الحكم شهدت دمشق توافد وهرولة الدبلوماسية الغربية والإقليمية إلى دمشق من كل حدب ووصوب.
والبداية جاءت من الاتحاد الأوربوي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا حتى أن أهم شخصية في الخارجية الأمريكية بعد الوزير السفيرة باربرا ليف كانت في دمشق للقاء الشرع وإنها فضلت عدم لقائه في القصر الجمهوري ولا التصوير معه حتى لا تضفي عليه الشرعية وزيارات خليجية وعربية إلا أن تأخر العرب جعل المراقبين يصفون ما حدث في سوريا بحالة العراق عقب الغزو الأمريكي لها في تركوها لقمة سائغة للنفوذ الإيراني والهيمنة الصفوية عليها.
يقول الدكتور حسين العدوان خبير العلاقات الدولية إن غالبية الدول العربية تلكأت في التواصل مع حكومة الشرع في دمشق وكررت نفس الخطأ كما حدث مع بغداد وإن كان بطريقة أقل واستفادوا قليلا من العراق الذي تركوه فريسة لإيران التي وجدته لقمة سائغة وهو ما عزز المحاصصة الطائفية المقيتة في العراق وأفرز الكتل والطوائف بأن يكون رئيس الجمهورية من حصة الأكراد ورئيس الوزراء من الشيعة ورئيس مجلس النواب من العرب السنة وهو ما نخشى عليه في سوريا أو يكرر نفس السيناريو ولكن هذه المرة برعاية ووصاية تركية خالصة حيث إن الداعم الأساسي للشرع وأعوانه إبان فترة التمرد في إدلب هم الأتراك والأمريكيين.
وتوقع "العدوان" أن يزور الشرع تل أبيب وواشنطن ويقوم كذلك بجولة غربية في نهاية يناير الجاري على أقصى تقدير حيث إن تصريحاته الودية تجاه تل أبيب وواشنطن ستدعوه إليها قريبا.
وأضاف السفير حازم خيرت سفيرنا السابق في سوريا أن الوصاية التركية الواضحة على كل شيء في سوريا بداية من إدلب إلى كل شيء هناك وعلمنا أن العملة التركية الليرة جرى استخدامها على نطاق واسع في الشمال السوري في إدلب وحلب والحسكة والرقة وأطراف حمص كذلك وليس العملة التركية فقط بل إن تركيا ستكون هي الشريك التجاري الأول والحصري في الفترة الانتقالية الحالية والتي ستمتد إلى سنوات بل إن اذا لم يتدارك العرب الموضوع في التداخل التركي بسوريا ستضيع وتصبح امتدادا طبيعيا لتركيا.