استعدادات الكنائس المصرية للاحتفال بعيد الميلاد المجيد وسط أجواء روحية وأمنية مشددة
تستعد الكنائس المصرية بمختلف طوائفها للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، حيث يتزين كل منها استعدادًا لهذه المناسبة الدينية الهامة، ومع اقتراب مساء 24 ديسمبر، يترقب الأقباط الكاثوليك والكنيسة الأسقفية وغيرهم من المؤمنين بدء احتفالات العيد التي تشمل العديد من الطقوس الخاصة.
ومن أبرز هذه الاستعدادات، استمرار الأقباط الكاثوليك في صلوات "تسبحة كيهك" ونقل تمثال المسيح إلى المغارة ليلة العشية، بينما تقوم الكنيسة الأسقفية بتجهيز أشجار الكريسماس وتقديم برامج خاصة تشمل قداسات لذوي الإعاقة، مما يعكس روح المحبة والاحتفال التي تميز هذه الأيام المقدسة.
"احتفالات قاتمة"..
قال الأب رفيق جريش، المتحدث الرسمي الأسبق للكنيسة الكاثوليكية ورئيس جريدة "حامل الرسالة"، استعدادات الكنائس الكاثوليكية للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، تختلف بين أقباط الكاثوليك في القاهرة والدلتا وأقباط الكاثوليك في صعيد مصر، حيث يحتفل الأقباط الكاثوليك في القاهرة والدلتا بعيد الميلاد في 25 ديسمبر، بينما يحتفل أقباط الصعيد في 7 يناير.
وأكد "جريش"، في تصريحات لـ"جريدة النهار"، أن الكنائس الكاثوليكية تُنظم فعاليات متنوعة خلال هذه الفترة، مثل الندوات الروحية والمعسكرات الروحية، بالإضافة إلى احتفالات تشمل حفلات للأطفال مثل "كريسماس كاز" و"طراطير الميلاد"، مع اهتمام خاص بإقامة المغارة وشجرة عيد الميلاد في مختلف الكنائس، وأشار إلى أن الكنائس تهتم بتقديم النشاطات الروحية مثل دراسة الكتاب المقدس والرياضات الروحية، إلى جانب الاحتفالات الخاصة للأطفال مثل تقديم هدايا بابا نويل.
وأشار المتحدث الرسمي الأسبق للكنيسة الكاثوليكية، إلى أن الاحتفالات هذا العام تشهد حالة من الحزن والقتامة بسبب الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشرق الأوسط، خاصة في غزة ولبنان وسوريا، حيث يعاني الشعب هناك من الحروب والصراعات، وأكد أن هذه الظروف تؤثر على الأجواء الاحتفالية، رغم أن الكنائس تحاول تخفيف المعاناة عبر الأنشطة الروحية والاحتفالات للأطفال.
كما أكد جريش أن هناك بعض التجاوزات ضد المسيحيين في بعض مناطق سوريا، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة، وهو ما ينعكس على أجواء العيد هذا العام والذي يشهد أجواءً قاتمة بسبب الحروب والصراعات التي تعصف بالعالم، وخاصة في غزة التي تشغل مكانة خاصة في قلوب المصريين والعالم أجمع، إن المجازر التي يعاني منها أهل غزة من عطش وجوع ودمار وإجرام إسرائيلي تذكرنا بما فعله هيرودس الملك في الماضي.
"خدمات أمنية عالية"..
قال اللواء خالد الشاذلي، مدير المباحث الجنائية بسوهاج سابقا والخبير الأمني، إن عيد الميلاد ليس مقتصرًا على الأقباط فقط، بل هو عيد للمصريين جميعًا، نلاحظ دائمًا أن الإخوة المسلمين في الصفوف الأمامية يقدمون التهاني في قداس عيد الميلاد لإخوانهم المسيحيين.
وأوضح "الشاذلي"، في تصريحات لـ"جريدة النهار"، أن هناك اهتمامًا كبيرًا من قبل أجهزة الأمن التي تستعد بشكل قوي لتأمين الكنائس والاحتفالات، حيث يتم وضع عدة حلقات أمنية، الحلقة الأولى تكون أمام الكنائس التي تقام فيها الاحتفالات، بينما الثانية تنتشر في الشوارع الجانبية التي تشهد تجمعات كبيرة، سواء قبل أو بعد الصلاة داخل الكنائس أثناء الاحتفالات.
وأشار الخبير الأمني، تتبع أجهزة الأمن في الوزارة عدة إجراءات لتأمين الكنائس، حيث توجد قنوات اتصال مفتوحة على مدار الساعة بين القائمين على الكنائس وضباط الأمن الوطني، بالإضافة إلى رؤساء ومفتشي المباحث التابعين لكل كنيسة على حدة، يتم إخطار أجهزة الأمن مسبقًا بأي احتفالات تقام.
وأنهي حديثه قائلا: لا توجد كنيسة في مصر لا تخضع لحراسة أمنية، وتختلف مستويات الحماية باختلاف حجم الكنيسة وأهميتها، ففي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية والمطرانيات الكبيرة، تُنفذ خدمات أمنية عالية المستوى، توازي تلك التي تؤمن الوزارات السيادية، أما في الكنائس الصغيرة في القرى والنجوع والعزب، فيتم توفير خفير حراسة يتمركز أمام الكنيسة.