من رائحة الزمن الجميل وعمرها 100 عامًا.. حكاية أقدم ورشة تصليح راديو زمان بالبحيرة ”فيديو”
جالساً على طاولته البسيطة تحاوطه الأجهزة الكهربائية العتيقة، فى يده معدات التصليح وصوت إذاعة الراديو تصدح بورشته التاريخية، التى تأخذك فى جولة عبر الزمان لأكثر من مائة عام، جدرانها المتشققة تحكى أصواتاً وذكريات من روائح الطيبة والبساطة ولمسات الأيدى المصرية.
وعلى وجهه ابتسامة شغف وبعين تترجم شفرات العيوب التى تحتاج للإصلاح، يبدأ يومه من الصباح الباكر وسط العشرات من أجهزة الراديو التى يرجع بعضها لعمر 60 عامًا وأجهزة التلفزيون وغيرهم من المعدات الكهربائية، وكأنه يعيش فى آلة زمنية تنقله إلى عالمه الصغير الذى ورثه عن أجداده بورشة "راديو وكهرباء" والشهيرة بـ"راديو مجدى" والمؤسسة منذ عام 1922م.
عمرها 100 عاماً..حكاية أقدم ورشة تصليح راديو زمان بالبحيرة
التقت عدسة " النهار" مع "عم محمد" البالغ من العمر 75 عامًا وصاحب أقدم ورشة تصليح الأجهزة الكهربائية بدمنهور، محافظة البحيرة، ليروى حكاية ورث والده من داخل ورشته التاريخية لقرن من الزمان، قائلاً: ورثت مهنة التصليح عن أجدادى ووالدى منذ صغرى وبعدما وصلت لسن الكمال وانتهاء سنوات وظيفتى بالأوقاف، تفرغت تماماً للتصليح داخل الورشة حتى أحافظ على ميراث والدى وذكريات طفولتى.
وأكمل "عم محمد" أجد راحتى وسعادتى فى تصليح الأجهزة وعندما تعود لأصلها، أشعر وكأننى فى عرس على الرغم أن هذا يتطلب دقة ومجهود وليس أمرًا سهلًا، فالتعامل مع الأسلاك الرفيعة والحساسة صعب للغاية ويحتاج لخبرة وليس كل من يستطيع إصلاح الأجهزة الكهربائية القديمة.
وتابع "صاحب الورشة" لدى أقدم أنواع الراديو ومازال الكثيرين يحتفظوا بها فى منازلهم ولا يستطيعوا الإستغناء عنها، ولذلك يثقوا فى دقة عملنا وورشتى البسيطة، وهنا بالمدينة محلات مخصصة لبيع قطع الغيار الخاصة بهم، وهناك فرق فى الجودة بين الراديو القديم والحديث، فالقديم قطع غياره لها جودة أعلى ولها صوت رنان.
واختتم "عم محمد" برسالة لمن وصلوا لسن المعاش بأن يستكملوا حياتهم بطريقة طبيعية ويبحثوا عن شغف ووسائل جديدة ليستمتعوا بحياتهم، كما يبعث رسائل أمل للشباب وتحفيز للحث على العمل لمواكبة ظروف الحياة ومواجهة الصعوبات وبناء الذات والتعلم دائماً من أخطاء الحياة.