أطفال قتلهم البرد ... بعد أن تحولت خيام النازحين لما يشبه الثلاجة!
مع حلول ساعات المساء، تُشغل الأمهات في خيام النازحين في احتضان أطفالهم، في محاولات يائسة لإكسابهم قليلا من الدفء في ظل تدني درجات الحرارة في هذه الوقت من العام.
حيثُ تحولت خيام النازحين لما يشبه الثلاجة فلا عوازل تقي من درجات الحرارة المنخفضة، فيتسرب الهواء البارد من ثنايا الخيام ليضرب بقسوة جلود الأطفال والصغار التي تتضاعف معاناتهم بسبب نوبات التشنج التي تلازمهم طوال الليل.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة أن البرد القارس تسبب بوفاة أطفال نتيجة انعدام وسائل التدفئة. كان آخر هؤلاء الشهداء الطفلة الرضيعة عائشة صبح، والتي لم يتجاوز عمرها العشرين يوما، فارقت الحياة بعد أن تجمد الدم في عروقها بسبب تدني درجات الحرارة في الخيام، عندما عجزت والدتها عن توفير ملابس شتوية لها تقيها برد الشتاء. وتقضي معظم الأمهات ساعات الليل الطويل في تدفئة أطفالهم ، فمعاناتهم تتضاعف بسبب سلطات الاحتلال التي ضاعفت من هذه المعاناة، بعدم سماحها بإدخال خيام جديدة أو "كرفانات" يمكن أن تكون حلا بديلا، ولو على نحو مؤقت في ظل تدني درجات الحرارة.
وكشف تقرير لمنظمة "اليونيسيف" أن غالبية أطفال غزة لا يجدون ملابس شتوية، فيضطرون لارتداء ملابس صيفية لا تتناسب مع درجات الحرارة المنخفضة، وقد أثر ذلك في مناعتهم التي تدهورت بشكل سلبي، فأصيبوا بأمراض الجهاز التنفسي دون توفر دواء لهم.
وفي الجانب الآخر تواصل إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 445 ، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمئة من السكان.