بعد سقوط بشار الأسد ورغبة ”جمال سليمان” الترشح للرئاسة.. الفن السوري إلى أين؟

تكهنات وتخمينات حول الفن السوري وتدهور حالته تحوم في الآفاق، بعدما انهارت القبضة الحديدية للرئيس السوري "بشار الأسد" وسقوط نظامه الإستبدادي الذي عانى منه السوريين لسنوات طويلة، فأصبح حال الفن السوري على شفا الإنهيار وذلك عقب إذاعة التليفزيون الرسمي السوري أناشيد دينية صوتية مرتبطة بالفصائل السورية بعد أقل من 24 ساعة من مغادرة بشار الاسد حكم سوريا ومنع إذاعة أغاني "فيروز" لينشغل بال جموع الوطن العربي حول ما سيشهده الفن السوري في الفترة القادمة.
فقد أكدت الناقدة الفنية "ماجدة خير الله" في تصريحاتها الخاصة لـ"النهار" انه لايستطيع أي شخص التنبؤ بما ستشهده سوريا ليس فقط فنيا ولكن سياسيا أيضا، منوهه على أن الفن السوري يمثل قوة كبيرة وقادر على التواجد في كل مرحلة سياسية والتعبير عنها سواء بالدراما أو الأغاني فالشعب السوري شعب ذواق وفنان ومبدع.
وعن إعلان الفنان السوري "جمال سليمان" رغبته الترشح لرئاسة سوريا قالت "خير الله" ان هذا التصريح يعكس طموح فنان قدير ولكنه الآمر الأصعب في ظل الإختلافات السياسية التي تشهدها سوريا حاليا، موضحه أن تجربة ترشح فنان لرئاسة دولة ليس بالأمر الجديد ولكنه حدث مع "رونالد ريجان" ممثل الدرجة الثانية الذي حالفه الحظ وأصبح رئيسا لأمريكا في الفترة من 1981 إلى 1989.
أما الناقد الفني "أحمد سعد الدين" فحذر في تصريحاته لـ"النهار" من الحياة الضبابية التي ستشهدها سوريا في كل مناحي الحياة الفنية بعدما تخلى عنها رئيس دولتها وأصبحت إلى المجهول وهو ما لم يحدث من قبل في التاريخ.
وحذر "سعد الدين" من توقف الحياة الفنية بسوريا وتعرضها لهزة مدوية لأن غياب الدولة يعني غياب كل مؤسساتها وبالتالي عزوف الفنانين السوريين على التواجد بسوريا وتقديم أعمال فنية بها والسفر إلى لبنان أو القاهرة أو أي دولة آخرى ليمارسوا عملهم بحرية.
فيما تابع "سعد الدين" حديثه بأن الجميع ليس على علم بإتجاه الجانب السياسي في سوريا حتى يستطيع التنبؤ بما ستؤول إليه الأوضاع هل من سيترأس الحكم مدنيا أم تابع للجماعات الإسلامية وهو ما ينذر بتراجع الفن السوري بعد احتمالية صعوبة استكمال الفنانين السوريين لأعمالهم الدرامية مع إقتراب شهر رمضان.
ووجه "سعد الدين" رسالة تحذير إلى الفنان "جمال سليمان" يطالبه فيها بالتفكير مسبقا قبل اتخاذ هذا القرار المصيري في حياته فالخبرات الحياتية تشير إلى انه لم يستطع أي فنان الوصول إلى رأس السلطة في أي دولة عربية، فضلا عن تواجد "جمال" بمصر منذ أكثر من 18 عام فعلى الرغم من كونه نجم معارضه إلا أنه ليس منتميا إلى مجموعة المقاومة التي دخلت سوريا وكان لها دور أساسي في خلع بشار من الحكم.
مستكملا حديثه بأن "جمال" ليس على اتفاق سياسي مع أي شخص وان اعتماده على اسمه وجماهيريته فقط كفنان لن يؤتي ثماره في عالم السياسة فهناك الكثيرين ممن سيبدون اعتراضهم عليه فكيف له ان يترشح وهو يتواجد خارج سوريا منذ سنوات، قائلا "ترشحه للشهرة لا أكثر ولا أقل".
كما كشف الناقد الفني "سمير الجمل" في تصريحاته لـ"النهار" أن الجماعة الفنية السورية تتواجد خارج سوريا منذ عام 2011 فالغالبية العظمى يتواجدون بمصر ولبنان والإمارات، حتى أن الإنتاج السوري الحالي ما هو إلا انتاج حكومي لا يقارن بحكم الإنتاج السوري الضخم قديما والذي وصل إلى حوالي 50 مسلسل في العام.
وأكد "الجمل" أن السوريين شعب شغوف بحب الفن والثقافة ولديهم من النجوم أسماء لامعة في عالم الفن ولكن الأجواء الحالية تنذر بكارثه فنية قائلا: "أخشى على سوريا من مصير السودان.. فأنكشفت أوراق المعارضة مبكرا بعدم اذاعة أغاني فيروز.. أين حرية الرأي امام المعارضة المسلحة".
وناشد "الجمل" جموع الدول العربية بضرورة التضامن مع الفنانين السوريين وصنع محطات لسوريا مثلما حدث في العدوان الثلاثي عام 1956 حينما تم قصف محطة الإذاعة بالقاهرة وانتقال البث الإذاعي المصري إلى دمشق تحت العبارة الشهيرة "من دمشق.. هنا القاهرة".
وشدد "الجمل" على ضرورة مساندة الفنانين السوريين في ممارسة إنتاجهم الفني سواء كان إنتاج سوري فقط أو انتاج مشترك مع الفنانين العرب، حتى لايندثر الفن السوري.
وعن ترشح "جمال سليمان" لرئاسة سوريا أكد "الجمل" انه تربطه صداقة قوية به منذ أكثر من 40 عام ونصحه بعدم الترشح، موضحا أن شهرة جمال فنيا لم تأتي من مصر بل من سوريا أولا فكان من ضمن نجوم الصف الأول وله نخبة من أبرز الأعمال مثل مسلسلات "صلاح الدين الأيوبي"، "التغريبة الفلسطينية"، و "ربيع قرطبة".
وتابع "الجمل" تصريحاته قائلا: "قولت لجمال أبعد عن السياسة حتى لاتخسر نفسك كفنان له قيمة كبيرة في العالم العربي كله.. فدورك أساسي وتمثل صوت سوريا فإذا تم القضاء عليها سياسيا سيبقى صوت سوريا متواجد من خلال فنها".