الأجزاء الدرامية ”المتصلة المنفصلة”.. بين النجاح والتحديات
تقديم الأعمال الدرامية عبر أجزاء متعددة "متصلة منفصلة" يمكن أن يكون أداة لإضفاء التغيير والتجديد على المشهد الدرامي، برزت هذه الظاهرة كوسيلة لجذب الجمهور والحفاظ على استمرارية الإنتاج، ورغم أن هذه الاستراتيجية حققت نجاحات كبيرة في بعض الأعمال مثل "صوت وصورة" و"رقم سري"، لكنها قد تثير تساؤلات حول مدى تأثيرها على جودة العمل الدرامي ونجاحه وتأثر كل جزء بالآخر وعلاقته بالجمهور.
في هذا السياق يرى الناقد كمال القاضي أن تقديم أجزاء منفصلة يُعد محاولة لكسر الرتابة، لكنه يعتبر أن هذا النهج قد يؤدي إلى تفكيك النص الأصلي وتشتيت المشاهد الذي يتوق إلى التسلسل المنطقي للأحداث.
وأكد لـ "النهار" أن العمل الدرامي يحتاج إلى تسلسل واتساق بين الأجزاء ليحافظ على قيمته وتأثيره، موضحًا أن اللجوء إلى تغيير الأبطال أو الاعتماد على تعدد الأجزاء دون رؤية واضحة يعتبر محاولة لتعويض نقص الأفكار، مما ينعكس سلباً على جودة العمل وإقبال الجمهور.
وأضاف القاضي أن النجاح في هذا السياق يعتمد بشكل أساسي على قوة النص وجودة الأحداث وليس على الدعاية أو التكرار.
أما الناقد أحمد سعد الدين، قال إن وجود أجزاء جديدة للأعمال الدرامية أمر طبيعي وشائع عالمياً، ويشير إلى أن الأعمال المنفصلة لكنها مرتبطة ببعض العناصر المشتركة يمكن أن تحقق نجاحاً إذا قُدمت بمنطقية وبتماسك في الأحداث.
وأوضح لـ "النهار" أن المؤلف هو المسؤول عن تحديد ما إذا كان من الأفضل الاستمرار بأحداث متصلة أو الانتقال إلى أحداث جديدة، ضاربًا مثالاً بمسلسل "الاختيار"، حيث تتناول الأجزاء قضايا مختلفة لكنها مرتبطة بالقضية الأم وهي الوطن.
ولفت سعد الدين إلى أن نجاح الجزء الأول يمكن أن يساهم في جذب الجمهور للجزء الثاني إذا كانت العناصر الدرامية متماسكة ومقنعة.