أيمن الرقب القيادي بحركة فتح لـ«النهار»: اغتيال يحيى السنوار لا يقضي على «حماس» في غزة.. شقيق السنوار المسؤول عن الأسرى في القطاع .. الاحتلال يريد تقسيم غزة إلى 5 مناطق

وصلت الحرب التي شنّها الاحتلال إلى ذروتها خلال الأيام الماضية، لاسيما بعدما حقق الاحتلال الأهداف المرجوة من حربه على الأراضي الفلسطينية، حيث عمل خلال أيامه الأخيرة على اغتيال القادة وزعماء المقاومة من حركة حماس.

وأحدثت عملية اغتيال القيادي يحيى السنوار زعيم حركة حماس والعقل المدبر لعملية طوفان الأقصى التي قامت بتنفيذها حماس في السابع من أكتوبر عام 2023، انقلابا واضحا في مسار المفاوضات بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، لاسيما بعدما أجرى السنوار مساعيه لتوحيد الفصائل الفلسطينية، كما أحدثت عملية اغتياله انقلاب على طاولة الحوار مع الاحتلال.

وخلال حوار أجرته «النهار» مع الدكتور أيمن الرقب القيادي في حركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أكد على أن سلسلة الاغتيالات التي يقوم بها الاحتلال خلال تلك الفترة لم تكن الأولى، بل اعتاد على ارتكاب تلك الجرائم.

ولفت القيادي بحركة فتح إلى أن رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو يثق في فشله، وأنه حال تأكد نجاحه في الانتخابات لطالب بإجراء انتخابات مبكرة، بل اتخذ من المشهد القائم بين دولته والمقاومة ستارا يختبئ خلفه، لعدم كشف حقيقة فشله أمام العالم أجمع.

وإلى نص الحوار..

*بعد اغتيال يحيي السنوار مهندس طوفان الأقصى.. كيف تقرؤون المشهد في غزة الآن؟ وما هو مستقبل المقاومة؟

استشهاد يحيى السنوار يؤثر على حركة حماس؛ وذلك لأن السنوار أجرى مصالحات مع الفصائل الفلسطينية، ولم يكن معادي للشهيد أبو عمار؛ بل بالعكس كان يسترشد بكلماته في كل المناسبات مما جعله مقبولا من جميع الفصائل.

ووفاته تؤثر على المشهد بلا شك، وعملية اغتيال السنوار شبيه بعملية اغتيال أسامة بن لادن، وتشبيه حماس بالقاعدة يعتبر تشبيه مضلل؛ لأن القاعدة هو تنظيم له أهداف وقواعد محددة؛ لكن حماس تنظيم شعبي كبير يمتد من داخل فلسطين إلى خارجها، ولكن غياب شخص لا يعني انتهاء هذا التنظيم ولا يقضي على المقاومة في غزة.

بالإضافة إلى ذلك؛ رئيس الجناح العسكري لحركة حماس هو شقيق يحيي السنوار، ويدير الأمر بشكل مختلف، وهو المسؤول بشكل كبير بالأسرى المتواجدين في قطاع غزة، خاصة أن الاحتلال يضيق الخناق بشكل كبير على المقاومة، واعترف الاحتلال غازات سامة حيث يخرج المقاومين من الأنفاق.

*كيف لـ«حماس» أن تحل عقدة استهداف قيادة الحركة مثلما حدث مع هنية او السنوار؟ وما رأيك في فكرة طرح قيادة جماعية أو مجلس قيادة دون تسمية أحد لرئاسة المكتب السياسي؟

عمليات الاغتيال ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اغتيال قيادات للفصائل فلسطينية، وهذا لم يثني المقاومة وينهيها؛ ولكن هذه المرة تعد أكثر حدة، قد يكون تشكيل قيادة جماعية يحل الأزمة الداخلية، لأن عندما تم اختيار السنوار حل أزمة كبيرة جدا في توجهات الحركة، الأمر بشكل أساسي تعذر إجراء الانتخابات، وبالتالي سيكلف رئيس مكتب سياسي بشكل مؤقت.

*حال إعلان إسرائيل وقف الحرب عن غزة مع استمرار تواجدها العسكري.. ما مصير الملفات المفتوحة كصفقة الأسرى ومحور فيلادلفيا والانسحاب من غزة؟

لا أعتقد أن الاحتلال الإسرائيلي سيوقف الحرب على غزة؛ فهو يريد أن يقسم غزة إلى خمسة مناطق، وخلال هذه الفترة يضغط لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى، فهو يعلم أن الملف الوحيد الذي تمتلكه المقاومة هو ملف الأسرى، الاحتلال يسيطر على بعض المناطق في قطاع غزة، والأمور ستظل كما هي حتى يقتنع الاحتلال لضرورة وجود حل سياسي لوقف الحرب على غزة.

*هل تعتقد أنه بعد الخسائر التي تكبدتها حماس وجب على الحركة إجراء مراجعات حول جدوى هجوم 7 أكتوبر؟
حركة حماس لاتستطيع أن تتحدث عن أخطاء 7 أكتوبر، وهي تعتبر عملية نوعية، المراجعات لا تتم الآن، المراجعات تتم عندما تضع الحرب أوزارها، ويتم بعد ذلك مناقشة هذا الأمر ولماذا حدث الأمر وإلى أين وصلنا به.

*بعد عام من الحرب.. كيف ترى المكاسب والخسائر على مستوى القضية الفلسطينية سواء محليا أو دوليا؟
الأمر الوحيد الذي كسبته القضية الفلسطينية أنها أصبحت في أذهان العالم والشعوب العربية بشكل خالص، وندرك ضرورة التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية ووجود الاحتلال مرفوض.

*ما رأيكم في السيناريوهات التي تم طرحها حول غض إسرائيل عن هجوم 7 أكتوبر واستدراج حماس لهذا المربع للقضاء على حماس أو إزاحتها من المشهد؟
الاحتلال لم يعلم أن حماس ستفعل هذا الأمر، لأنها أحدثت حالة خداع الاحتلال على مدار عامين بعد حرب 2021، الاحتلال هاجم غزة استهدف الجهاد الإسلامي، وكانت حماس ترسل رسالة عبر وسطاء عدة بأنها لاتريد أن تدخل الحرب وتصبح غزة ككيان فلسطيني يعيش في ازدهار؛ وبالتالي تطمئن الاحتلال بشكل كبير، والاحتلال تفاجأ بهذا المرض فخدعته حماس واقتحمت الجدار وقتلت الكثير.

*كيف تقرؤون الدور المصري خلال عام الحرب.. وتأثير ملف غزة ولبنان على مصر باعتبارها من الحدود الملتهبة؟
مصر قدمت رسالة للعالم بأن ما يقوم به الاحتلال هي إبادة جماعية، ويجب تتوقف هذه الحرب، ولابد من فتح آفاق سياسية تفتح إلى مسارات سلام، وعقدت مؤتمر سلام في الأيام الأولى للحرب وطالبت العالم للتحرك واستضافت رؤساء الوزراء وأمين العام للأمم المتحدة ولعبت دور كبير لصالح القضية الفلسطينية، وأول من أرسل المساعدات إلى غزة، حيث أن 70% من المساعدات التي دخلت غزة هي مساعدات مصرية حسب تقرير للهلال الأحمر.

*كيف تقرؤون المشهد داخل إسرائيل؟ ومصير حكومة نتنياهو؟ وهل استطاعت تحقيق أهدافها من الحرب؟
كلما أوغر الاحتلال في الدم تزيد شعبية نتنياهو، لأن هذا المجتمع يميني دموي، وهو الذي جاء بهذا اليمين إلى الحكم، هذه العمليات المتدرجة ساعدت في رفع قيمة الاحتلال وزيادة قوة نتنياهو، لو شعر نتنياهو أن الانتخابات ستحسم لصالحه فسوف يوافق على إجراء انتخابات مبكرة حتى أثناء الحرب، والتي كان يرفضها لأنه كان يعلم أنه سيخسر هذه الانتخابات.

*بعد عام من الحرب.. هل ترون أن طوفان الأقصى حلقة في مسلسل التحرر أم مناورة غير محسوبة مع الاحتلال؟
قبل أحداث طوفان الأقصى كان الأمر صعب في الأراضي الفلسطينية؛ حيث كان الاحتلال يقتحم مناطق جنين بقطاع القدس، وآن الأوان بعد طوفان الأقصى أن يكون هناك ضغط دولي لاحترام الاحتلال حقوقنا السياسية؛ حيث إن هناك موقف عربي واضح بضرورة قيام دولة فلسطينية، الاحتلال الإسرائيلي يتنكر لما حققنا على مدار سنوات من الصراع.