النهار
الخميس 26 ديسمبر 2024 04:10 مـ 25 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
القومى للمرأة يهنئ الدكتورة مايا مرسى لانتخابها رئيساً للمكتب التنفيذي لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب لمدة عامين وزيرا ”التربية والتعليم” و”العمل” يتفقدان عدة مدارس لمتابعة انتظام سير العام الدراسى بقنا أبو الغيط يُدين اقتحام وزير إسرائيلي متطرف للمسجد الأقصى محافظ الغربية يعلن رفع درجة الاستعداد لاحتفالات العام الجديد بأعمال تجميل ونظافة مكثفة أخده بالحضن.. طالب يهدي وزير التعليم بورتريه بصورته خلال زيارة مدرسته في قنا الرئيس السيسى يوجه بسرعة وتيرة العمل بالمشروعات المستهدفة في منطقة قناة السويس تجسيد بارع لقوى الشر.. إنجي المقدم تتصدر تريند ”اكس” وحديث السوشيال ميديا شبانة: الأهلي يبحث إعارة الساعي المؤبد لكهربائي سيارات بتهمة الإتجار في المواد المخدرة بشبرا الخيمه شبانة: الزمالك يفاوض أحد السعودي للتخلص من ميشالاك ”الرقمنة مفتاح التحول نحو التميز المستدام في قطاعي البنوك والبريد المصري” سيمنار معهد التخطيط القومي وزارة الشؤون الإسلامية السعودية تقيم حفل استقبال لضيوف الدفعة الثانية من برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة

سياحة وآثار

الذكاء الاصطناعي يقدم إمكانيات هائلة للتنقيب عن الآثار ومخاوف من استخدامها في التنقيب العشوائي

مازالت قدرات الذكاء الاصطناعي التي دخلت في كل مجالات الحياة تدهشنا بكل جديد، فقد طوّر باحثون في جامعة خليفة بالعاصمة الإماراتية أبوظبي حلاً عالي التقنية للبحث عن مواقع أثرية محتملة في المناطق القاحلة الضخمة.

وفي الأعوام الأخيرة، اكتسب الاستشعار عن بُعد باستخدام صور الأقمار الصناعية البصرية، من منصات مثل "Google Earth"، شعبيةً فيما يتعلق بالبحث عن سمات غير عادية في المساحات الشاسعة.
وابتكر الفريق خوارزمية تعلم آلي لتحليل الصور التي تم جمعها بواسطة رادار الفتحة التركيبية (SAR)، وهي تقنية تصوير بالأقمار الصناعية تستخدم الموجات الراديوية للكشف عن الأشياء المخفية تحت الأسطح، بما في ذلك النباتات، والرمال، والتربة، والجليد.
وتصل دقة التكنولوجيا إلى 50 سنتيمترًا، ويمكنها إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد للهيكل المتوقع، ما سيعطي علماء الآثار فكرة أفضل عما هو مدفون في الأسفل.

وأصبح السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ماذا لو وقعت هذه التكنولوجيا في أيدي الأشخاص العاديين وتم استخدامها في التنقيب عن الآثار، ولماذا لا يتم استخدام هذه التقنيات في البعثات الأثرية الرسمية بدلا من التنقيب اليدوي؟

الدكتور بسام الشماع المؤرخ والمحاضر الدولي طالب باستخدام طائرات صغيرة مسيرة بالتحكم اللاسلكي بواسطة آلة "ريموت كونترول"، وهي طائرات صغيرة الحجم "درون" مسيرة" للكشف عن آثار تحت الأرض حول الهرم.

وقال: أعتقد أن هناك الكثير من الآثار وأطلالها مازالت تحت الرمال، ولا أجد أي سبب يجعل وزارة الآثار تحجم عن عمل عملية مسح تام لكل هضبة الاهرامات مثلا او منطقة ابيدوس بالبلينا سوهاج أو قاع نهر النيل حيث غرقت أعداد من السفن
و القوارب الغارقة بسلامتها و احجاره وتماثيلها.

وأضاف: هذه التقنيات تساعد على الاكتشافات بمميزات رائعة وهي:
١- لا تؤثر بالسلب على الأثر أو ما حوله لأنها لا تلمس الأرض اصلا .

٢- سريعة جدا و نتائجها مضمونة ،حيث أنها لن تظهر على شاشاتها شئ أو أثر دون ما يكون موجود.

٣- سوف تفتح الطريق لاستجلاب روبوتات تساعد بكفاءة مذهلة في انتشال الآثار من قاع نهر النيل و تحت طبقات الرمال الصحراوية بعد تحديدها بسهولة، وهو ما يوفر أعداد غفيرة من البعثات الاجنبية
واستبدالها بعلماء مصريين.

وأكمل: من الممكن أن يكون اقتراح حفر و إزالة الرمال من حول الجهات الأربعة للهرم للدراسة الأكثر تحديدا ومثلا أسهل و أكثر توكيدا و حاذفا للمناقشات والمهاترات و القرارات الشخصية، و ذلك لإظهار الطبقات الحجرية السفلى للهرم، وبقايا أبو الهول الثاني الموازي للحالي خلف معبد الوادي و هكذا.

ومن جانبه قال الدكتور أحمد صالح مدير آثار أسوان الأسبق: إن الذكاء الاصطناعي في مجال الآثار مهم جدا وأحدث ثورة هائلة في القدرة علي تحليل البيانات وتفسير النتائج وأيضا التنبؤ بالمواقع الأثرية.

وأضاف: نحن كأثريين لدينا كمية بيانات ضخمة سواء يوميات الحفائر أو تسجيل القطع الأثرية في كتالوجات وهذا يتطلب منا تحليلها بدقة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ستساعدنا في تحليلها بدقة وبسرعة كما أن هذه الكمية الضخمة من البيانات تحتاج منا في فهرستها في أنماط وأيضا الذكاء الاصطناعي سيساعدنا في ذلك وخاصة في قطع الفخار التي نعثر عليها بالالاف في الموقع الواحد.

وتابع: بمساعدة تقنيات التعرف الضوئي على الحروف (OCR) ومعالجة اللغة الطبيعية (NLP) نستطيع الي أن نصل إلى معضلة تواجهنا وهي اننا نجد نصوصا غير مكتملة أو تالفة أو مفقودة وبهذه التقنيات نستطيع أن نكمل النصوص أو نملأ الأجزاء التالفة والمفقودة.

وواصل: كما أننا من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي نستطيع ان نعيد تركيب مشروعات ضخمة تحتاج منا الي مجهود وإمكانيات ضخمة مثل معبد بهبيت الحجارة التي أسقطه الزلزال في العصور القديمة، وكنا سننجز ذلك في وقت بسيط ونختصر مجهود سنوات نقوم فيه بتسجيل قطع المعبد الحجرية يدويا، ويفيدنا الذكاء الاصطناعي ايضا في تحليل الصور والتي صورناها عن القطع الاثرية في كتالوجات ويمكن ان تعطينا تفسيرات جديدة ومعلومات ما كنا نستطيع الوصول إليها.

واكمل: قبيل الحفائر كنا نقضي وقتا طويلا في تحليل الصور المأخوذة بالجو حتي نعرف ما هو في باطن الارض كي نقرر عمل حفائر وربما يكون تحليلنا العقلي محدود وغير دقيق ولكن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تستطيع ان تحلل بدقة الصور المأخوذة بالجو بل عمل تخيل لشكل التضاريس ونستطيع ان نعرف بدقة ما هو في باطن الارض وشكل المباني، هذا بالاضافة الي تطبيقها علي الواقع المعزز AR والواقع التقديري VR والتي يمكنها عمل تخيل دقيق عن شكل المباني القديمة وتخطيط الطرق وتعطي للباحث تخيل دقيق يعطيه نتائح جديدة وتعطي للزائر العام تعامل تفاعلي مع الاثر المتخيل شكله

وختم بقوله: أما أهم التحديات التي تواجهنا مع تقنيات الذكاء الاصطناعي انها تحتاج الي امكانيات لن تتوفر في الامكنة النائية ، كما انها تتطلب من وزارة الآثار الي السماح برقمنة كل شيء سواء تسجيل القطع الاثرية او يونيات الحفائر وتطبيق تقنيات يستطيع ان يتعامل معها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، أما أهم الجوانب السلبية هو ماذا لو وقعت هذه التقنية وتطبيقاتها في يد غير المتخصص فإنها ستشجعه علي التنقيب بنفسه والتعامل مع الاثر دون تخصص، مع العلم أن تقنية الذكاء الاصطناعي مطبقة حاليا في مشروعين يتعلقان بالآثار المصرية، الأول وهو مشروع فرنسي مصري وهو ScanPyramids والذي يشرف عليه الدكتور هاني هلال، والثاني مشروع أمريكي قائم علي تحليل البيانات وإعادة التخيل وهو مشروع الجيزة الرقمي، والمشروع الأمريكي يقام في أمريكا وليس في مصر.