النهار
الجمعة 20 سبتمبر 2024 03:40 صـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

التغيرات المناخية سبب رئيسي في انفلات الاسعار في مصر والعالم

أ ش أأكد خبراء الاقتصاد أن أزمة ارتفاع أسعار الغذاء التي تعيشها الأسواق المصرية حاليا هى جزء من أزمة الغذاء العالمى التي أثارت ومازالت تثير مخاوف مختلف الأوساط الدولية إذ أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) ، في اجتماع طارىء لها قبل يومين ، أن التقلبات الحالية في أسعار المواد الغذائية تشكل تهديدا كبيرا للأمن الغذائي وتعرض ما يقرب من مليار شخص للاصابة بأمراض سوء التغذية في العالم .. محذرة من مخاطر الارتفاع المضطرد في أسعار الحبوب واللحوم والسكر.وتتمثل هذه الأزمة فى معاناة الأسواق المصرية في الآونة الأخيرة من ظاهرة انفلات ملحوظ في أسعارالخضر والفاكهة لم يتوقف عليهما فقط بل إنه امتد ليضع اللحوم والحبوب والزيوت والدواجن الحية تحت طائلته .. حيث أكد الخبراء أن الموجات الحارة والصقيعة التي تعرضت لها مصر كان لها أثار سيئة على معظم الزراعات الأمر الذي أدى إلى قلة الإنتاج لاسيما محاصيل الفاكهة والخضراوات وأن ارتفاع حرارة الجو تسبب في إتلاف كميات كبيرة من مخزونها وأدى إلى انخفاض معدل التكاثر لمعظم محاصيل الخضراوات ترتب عليه انخفاض حاد فى إنتاجية محصول الطماطم على سبيل المثال خلال العام الجاري من 40 طنا للفدان إلى 15 طنا فقط.واتفقت رؤية الخبراء مع التقرير الرسمي الذى أصدره مركز البحوث الزراعية التابع لوزراة الزراعة فى أن التغيرات المناخية التي تشهدها مصر أدت إلى انخفاض إنتاجيتها الزراعية بنسبة تجاوزت ال 70 % مقارنة بإنتاجيتها فى العام الماضي وهو ما أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار الخضر والفاكهة بطريقة غير مسبوقة وصلت إلى ثلاثة أضعاف سعرها فى السابق نتيجة قلة المعروض منها .. فعلى سبيل المثال حققت أسعارالعنب زيادة قدرت بنحو 66 % وأسعار الموز 45 %.فيما رصدت دراسة حديثة ، أعدتها الغرفة التجارية بمحافظة الشرقية ، ارتفاعات كبيرة فى أسعار السلع الغذائية الأساسية على مدار السنوات الثلاث الماضية تجاوزت ثلث القيمة الحقيقية للأسعار.وكان الرئيس حسنى مبارك قد دق ناقوس الخطر فى الكلمة التى ألقاها فى قمة الأمن الغذائى العالمى التى انعقدت فى روما العام الماضى تجاه قضية الأمن الغذائي على المستوى العالمى ، وأشار إلى أن التعامل مع هذه القضية على أرض الواقع مرهون بوضع برنامج عمل دولي وفق منظور شامل موجها الدعوة للمجتمع الدولى لشراكة عالمية تتعامل مع مسببات أزمة الغذاء وتداعياتها على المدى القصير والمتوسط والبعيد وإجراء حوار دولي يؤسس لهذه الشراكة ويطرح حلولا يتفق عليها الجميع ويلتزم بها وتتعامل مع المخاطر التي تواجهها دول العالم وتضع فى اعتبارها مصالح الدول النامية والمتقدمة ومصالح مصدري السلع الغذائية ومستورديها فى ذات الوقت.