شبكة «رائد» تستعرض جهود المجتمع المدني العربي لدعم مبادرة «تيراميد» أمام (COP 29)
استضاف جناح جامعة الدول العربية بمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 29)، المنعقد في باكو بجمهورية أذربيجان، اجتماعاً جانبياً نظمته الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، بعنوان «التحول إلى الطاقة الجديدة والمتجددة: خطوة نحو الاستدامة في عصر التغيرات المناخية»، بهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجه عملية الانتقال إلى الطاقة الجديدة والمتجددة، ومناقشة الحلول والبدائل الأكثر أهمية المتاحة للاستفادة منها.
تضمن الاجتماع استعراض جهود المجتمع المدني العربي لدعم وتعزيز مبادرة «تيراميد» لإنتاج تيراواط من الطاقة النظيفة، حيث استهل الدكتور عماد الدين عدلي، المنسق العام لشبكة «رائد»، المناقشات بالتأكيد على أن التحول العالمي نحو تنويع مصادر الطاقة يمثل أحد أهم الاستراتيجيات التي تتبناها العديد من دول العالم، للحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، المتهم الرئيسي في قضية التغيرات المناخية، حيث يتسبب في أكثر من 75% من انبعاثات غازات الدفيئة عالمياً.
وأضاف عدلي أن منظمات المجتمع المدني تعمل جنباً إلى جنب مع القطاعات الحكومية في الانتقال إلى الطاقة المتجددة، كأحد المسارات الرئيسية لتحقيق معايير الاستدامة، خاصةً في ظل عصر تتفاقم فيه تأثيرات التغيرات المناخية، وأوضح أن مبادرة «تيراميد» تستهدف مضاعفة الطاقة المتجددة في منطقة البحر المتوسط لتصل إلى تيراواط بحلول عام 2030، وذلك من خلال توحيد الجهود في دول المنطقة، عبر الاستفادة من التقدم التكنولوجي، والموارد المتجددة لتحقيق أهداف الطاقة الطموحة.
من جانبه، أكد الدكتور علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، أن مبادرة «تيراميد»، التي تم إطلاقها رسمياً خلال فعاليات أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة، خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الماضي، تتماشى مع الجهود العالمية لمواجهة التغيرات المناخية، بما يحقق العديد من الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية للدول المشاركة.
وقال إن تنويع مصادر الطاقة يمثل أحد أكبر التحديات، نظراً لأن الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة يتطلب ظروفاً بيئية محددة، واستثمارات مالية ضخمة، لتوفير التقنيات الحديثة، لاسيما في الدول النامية، التي غالباً ما تعتمد على استيراد هذه التقنيات، وشدد في هذا الصدد على أنه من الضروري ضمان انتقال عادل إلى مصادر الطاقة المتجددة، مع مراعاة أسواق العمل، وتجنب أي اضطرابات في القطاع الاقتصادي، قد تؤدي إلى حدوث تأثيرات اجتماعية.
كما أشار الدكتور محمود فتح الله، مدير إدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية ورئيس الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة بجامعة الدول العربية، إلى أنه في ظل معدلات النمو السكاني في كثير من الدول العربية، قد تلجأ بعض المجتمعات إلى استخدام غير مستدام للموارد الطبيعية، لتلبية الطلب المتزايد، على الرغم من العواقب البيئية التي تنجم عن هذه الممارسات، وأضاف أن منظمات المجتمع المدني تلعب دوراً محورياً في دفع الانتقال العادل إلى مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، من خلال إطلاق العديد من المبادرات والمشروعات التي تسهم في تحقيق الأهداف المنشودة.
وشهد الاجتماع مشاركة ممثلين عن عدد من الدول العربية، من بينهم هاجر الخمليشي، من مؤسسة المناخ الأوروبية، والدكتور ماجد محمود، من المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، والدكتورة فاطمة زرواطي، وزيرة البيئة والطاقات المتجددة السابقة من الجزائر، والدكتور محمد فتوحي، الأستاذ بجامعة محمد الخامس في الرباط، والمنسق العام المساعد شبكة «رائد» بدول المغرب العربي، والدكتورة نجوى بوراوي، منسق شبكة «رائد» في تونس.