77 سنة من الإبداع.. أحمد زكى نجم الأعمال الفنية المعقدة
فنان استثنائي لديه موهبة كبيرة، دائمًا كان يحب المغامرة والمخاطرة عندما يقدم أدواره، فقد كان يتقمص جميع الأدوار حتي يحولها لروح ودم ولحم، وكان يتمتع بروح الإصرار التي تساعده على الوصول لأهدافه، هو الفنان الراحل أحمد زكي والذي تحل اليوم الاتنين الموافق الـ18 من نوفمبر ذكرى ميلاده.
ولد أحمد زكي في ميدنة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وتلقى تعليمه في المدرسة الصناعية قبل أن يشق طريقه نحو عالم الفن بالتحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج عام 1973، وبعد تخرجه، بدأ مشواره في المسرح وقدم العديد من المسرحيات الشهيرة التي أصبحت علامة في تاريخ المسرح المصري مثل: مدرسة المشاغبين وهالو شلبي والعيال كبرت واللص الشريف.
يعد أحمد زكي رمزا من رموز السينما المصرية، وقد ترك بصمة لا تنسى في تاريخ الفن من خلال موهبته الفريدة وأدائه المتميز، حيث كان لديه رؤية فنية طموحة تتعلق بتقديم أفلام تتناول الرموز الوطنية المصرية.
وبدأ هذا المشروع بفيلم "ناصر 56" الذي تناول حياة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تلاه فيلم "أيام السادات" الذي استعرض حياة الرئيس أنور السادات، ثم فيلم "حليم" عن حياة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وكان زكي يطمح إلى استكمال هذا المشروع بأفلام أخرى تسلط الضوء على شخصيات وطنية مهمة، لكن القدر لم يمنحه الفرصة لذلك.
حقق أحمد زكي شهرة واسعة في بداية التسعينيات مع فيلم "كابوريا" الذي صدر في عام 1990، ولاقى الفيلم نجاحا كبيرا وأصبح علامة مميزة في الثقافة الشعبية المصرية، كما تم إصدار شريط كاسيت يحمل أغاني الفيلم، مما ساهم في تعزيز مكانته كفنان مؤثر.
كما حقق الفنان أحمد ذكي معادلة مستحيلة، بتجسيد شخصية الرئيس جمال عبدالناصر، وشخصية الرئيس السادات، ولكل منهم فترة حكمه بنتغيراته وشخصيته المغايرة، والتحديات الخاصة بمرحلة حكمه، ورغم ذلك نجح ذكي في الابداع الفني، خاصةً بشخصية الرئيس أنور السادات بفيلم "أيام السادات"، وكان آخر أفلامه هو "حليم"، الذي عرض بعد وفاته في عام 2006.
رحل أحمد زكي عن عالمنا في 27 مارس 2005 بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، ورغم رحيله فإن إرثه الفني لا يزال حيا في قلوب محبيه في السينما المصرية، ورحل جسده وبقيت أعماله خير دليل على تفرده وحبه للفن، وبقى اسمه وفنه يملأ شاشات التليفزيون يعيش في قلوب محبيه وجمهوره تاركا فراغا كبيرا في قلوب محبيها، إلا أن أعماله الفنية ستظل شاهدا على موهبتها الفذة وإسهاماته الكبيرة في تاريخ الفن المصري والعربي.