النهار
الجمعة 15 نوفمبر 2024 08:52 مـ 14 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

فن

”آية” وثائقي يروي أيام الحرب وليالي النزوح في لبنان

المخرج محمد خميس وآية حماد ونور الحاج
المخرج محمد خميس وآية حماد ونور الحاج

الأفلام الوثائقية أحد أبرز وسائل الفن لتوثيق الأحداث التاريخية والحروب وما تعكسه من معاناة إنسانية؛ تمكن المخرجين من نقل نبض الواقع ومشاعر الناس، وتخليد قصصهم في تلك الفترات العصيبة؛ ومن هنا انطلق المخرج الفلسطيني محمد خميس في إنتاج أول فيلم وثائقي يرصد الحرب في لبنان ومعاناة الشعب اللبناني، هذا العمل يسلط الضوء على واقع النزوح والصمود، مستعرضاً قصصًا حية لأشخاص واجهوا أهوال الحرب بأساليب مختلفة؛ منهم من نزح طلبًا للأمان ومنهم من بقي لمواجهة الأخطار.

"آية" عمل وثائقي بدأ محمد خميس تصويره في أكتوبر الماضي بأحلك الفترات التي تمر بها لبنان بين دمار وتهجير، يقول خميس: "كانت لدي فكرة فيلم عن فتاة تحاول حماية نفسها وعائلتها من قسوة الحرب، تقاوم فكرة النزوح وتتمسك بالبقاء في وطنها رغم المخاطر".

وأوضح لـ "النهار" أنه تعرّف على إحدى بطلات العمل، آية حماد، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تحمست الأخيرة لنشر قصتها كأم وحيدة تسعى لحماية ابنها وسط الحرب، أما البطلة الثانية فهي صديقة له منذ 12 عامًا ويعرف معاناتها لذا تشجع لمشاركتها في العمل.

"آية".. النزوح من أجل الأمان

تروي آية حماد، بطلة القصة الأولى، وهي مخرجة ومصورة فوتوغرافية، قصة نزوحها من الجنوب اللبناني بعد تصاعد القصف، ما اضطرها وأهلها إلى جمع أغراضهم وترك المنزل، فحملت كاميرتها وحاسوبها لتوثيق حياتها كنازحة.

وعلقت: "كنت أصور أحداث حياتنا اليومية دون هدف، ولكن عندما رأيت المخرج محمد خميس يطلب مصورين من جنوب لبنان عبر حسابه على انستجرام، تواصلت معه، وبدأت قصتنا معًا".

وتابعت آية في حديثها لـ "النهار" أنها تحمست للمشاركة في الوثائقي لنقل حياة أهل الجنوب اللبناني الذين ينتمون لبيئة المقاومة بشكل بسيط مع مقارنة لحياتهم قبل وبعد النزوح، قائلة: "قبل النزوح كنا نعمل ونحلم ونعيش حياة جيدة، لكن الآن نحن نبحث عن الأمان بأقل مقومات الحياة المتوفرة على أمل العودة".

وترى أن توثيق الحروب سواء في لبنان أو فلسطين عن طريق الفن يعد وسيلة لعرض صورة مختلفة عن الشعبين ونقل معاناتهم، موضحة: "رسالتنا هي أننا شعب جميل ومثقف ويحب الحياة.. نحن لسنا شعوب إرهابية ولا متطرفة ومقاومتنا وجدت للدفاع لا للاعتداء".

ولفتت آية إلى معاناة أخرى يعيشها النازحون وهي أن أهالي مناطق النزوح يخافون من النازحين، ويشعرون أنهم سيتعرضوا للقصف بسببهم، وهو ما ينعكس على معاملتهم للنازحين.

"نور".. صوت المخيم

القصة الثانية تحكي عن نور الحاج، الصحفية الشجاعة التي تعيش في بعلبك وتعمل في أكثر مناطق لبنان خطورة، توثق أحداث الحرب وتجابه التحديات يوميًا، رغم أنها بعيدة عن أهلها المقيمين في طرابلس.

تقول نور لـ "النهار": "أشعر بأن من واجبي نقل ما يحدث من قلب الأحداث للعالم، لذا وبعد نزوحي 15 يومًا عدت إلى مكاني لتغطية الأحداث حتى لا تبقى منطقتي محرومة إعلاميا".

وعن الفيلم الوثائقي؛ تضيف أن ما شجعها على المشاركة هو رغبتها في توثيق معاناة اللبنانيين في مواجهة خيارات صعبة، إما البقاء في بيوتهم التي تطالها التهديدات يوميًا أو النزوح بعيدًا عن البيت والأهل.

تحديات وصعوبات الإنتاج

أوضح خميس أن إنتاج الفيلم تم بمجهود شخصي ومن خلال طاقات شبابية، مع انضمام المخرج حسن شحادة كمونتير للعمل، لافتًا إلى أن الفريق يواجه تحديات متعددة، منها نقص المعدات وظروف التصوير الصعبة، لكن إصرارهم كان الدافع للاستمرار.

ويأمل خميس أن يكون الفيلم جاهزًا للعرض في المهرجانات السينمائية بحلول مارس المقبل، معربًا عن أمله في أن يساهم في تغيير النظرة السائدة حول معاناة الشعبين اللبناني والفلسطيني.

هدف الفيلم

يأمل فريق العمل"آية" أن يعكس الفيلم قصصًا إنسانية حقيقية تكشف أوجه متعددة للمعاناة والصمود في لبنان، ويظهر أن الشعب اللبناني شعب قوي يحب الحياة، ويكافح من أجل البقاء.