إيران تحذر من تأثير عالمي إذا تصاعد الصراع في الشرق الأوسط
حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي يواجه موقفا أميركيا أكثر صرامة في ولاية دونالد ترامب الثانية، من أن الصراع في غرب آسيا قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار على نطاق أوسع، مع تداعيات قد تمتد إلى ما هو أبعد من حدود المنطقة.
وقال وزير الخارجية عباس عراقجي يوم السبت في حفل أقيم في طهران لتكريم زعيم حزب الله الراحل حسن نصر الله: "يجب على العالم أن يعلم أنه إذا اتسعت الحرب، فلن تقتصر آثارها الضارة على غرب آسيا".
جاءت تصريحات عراقجي في ظل سلسلة من المواجهات بين إيران وإسرائيل، وفوز ترامب في الانتخابات الأمريكية. أقيم الحفل لإحياء ذكرى نصر الله بعد مقتله في غارة جوية إسرائيلية في 27 سبتمبر2024 . حيث نفذ جيش الأحتلال الأسرائيلي عملية واسعة النطاق، أطلق عليها اسم "النظام الجديد"، حيث تم استخدام أكثر من 80 قنبلة لاستهداف المقر المحصن تحت الأرض لحزب الله في منطقة حارة حريك في بيروت، على عمق 60 قدمًا تقريبًا تحت الأرض.
وردا على الاغتيال شنت إيران ضربة صاروخية في الأول من أكتوبر استهدفت منشآت عسكرية إسرائيلية في ما يمثل أكبر هجوم صاروخي مباشر على إسرائيل من قبل طهران. واعترضت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية العديد من الصواريخ القادمة. وردت إسرائيل في 26 أكتوبر2024 بضربة جوية كبيرة في عمق إيران، استهدفت أنظمة الدفاع الجوي ومنشآت إنتاج الصواريخ.
وفي أعقاب ذلك الهجوم، أصدر المسؤولون الإيرانيون تصريحات غاضبة لمدة أسبوع قبل الانتخابات الأمريكية، مهددين برد قاس على إسرائيل.
ومع ذلك، لم يذكر عراقجي والمسؤولون الآخرون الذين تحدثوا اليوم أي رد أو هجوم ضد إسرائيل، في إشارة إلى الحذر بعد انتخاب ترامب.
كما تحدث محمد جواد ظريف، وزير الخارجية السابق ونائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، مؤكدا التزام إيران بدعم ما تسميه طهران "حركة المقاومة" والمقصود بها حزب الله. حيث قال "حزب الله حي، ولن ترى إسرائيل يوما واحدا من السلام حتى التحرير الكامل للأراضي الفلسطينية". وحذر ظريف من أن السلام سيظل بعيد المنال ما لم يتم الاعتراف الكامل بحقوق الفلسطينيين واحترامها، مضيفًا: "يتعين على النظام الصهيوني والولايات المتحدة أن يقبلا أنه طالما لم يتم احترام حقوق الشعب الفلسطيني... فلن يروا السلام".
يعتقد العديد من الناشطين والمحللين الإيرانيين أن رئاسة ترامب الثانية قد تؤدي إلى تجدد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران. وتضمنت حملة ترامب لعام 2024 مؤشرات على العودة إلى سياسة الضغط على إيران والتي كانت بين عامي 2018 و2020، بهدف الحد من نفوذ طهران الإقليمي وطموحاتها النووية.
بعد الانتخابات الأمريكية، أعرب ظريف بحذر عن أمله في أن تعطي الإدارة القادمة الأولوية للاستقرار على المواجهة، قائلاً إن إيران ستظل ثابتة ضد العدوان.
كما أشاد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر غاليباف، في كلمته أمام جمهور طهران بحزب الله باعتباره قوة في المنطقة. وقال: "كان حزب الله هو الذي احتوى التهديد الدولي وأقام الاستقرار والأمن في العالم من خلال تضحيات أبنائه". وأضاف أن "أوروبا مدينة بأمنها لقيادة نصر الله"، لكنه لم يوضح كيف ساهم نصر الله في أمن أوروبا.