”فيديو” مزار البابا شنودة الثالث بالبحيرة..إرث ديني وسياحي لمقنيات مباركة تخطفك لعالم السلام والروحانيات
إرثٌ ديني وتاريخ عريق لمقتنيات مباركة رافقت ولامست البابا شنودة الثالث في حياته، جميعها في متحف واحد مزخرف بالرسومات الدينية للسيدة العذراء وابنها المسيح عيسى، تعلوه أصوات الصلوات والوعظ، لتلامس هدوء قلوب زواره من أقباط مصر والسياح من حول العالم، تخطفك الأجواء في رحلة زمنية عبر حياة قداسته الروحانية، ليصبح من أهم وأشهر المزارات الدينية بمصر، لرجل ديني أحب وطنه وكان داعمًا للسلام.
مزار البابا شنودة الثالث وتشجيع السياحة الدينية
اشتهر مزار البابا شنودة الثالث بمقتنياته الثمينة والمتعلقات الشخصية التي يتبارك بها زواره محبة فيه، وباقة كبيرة من الكتب وكلماته المعبرة للسلام والوعظ وعددًا من الصور التذكارية، وملابس الكهنوتية والرهبنة جميعها معروضة للزوار، لذلك يقصده جميع أقباط مصر لملامسه بركة متعلقاته، وتنظيم رحلات من الكنائس سواء كانت رحلات ثقافية دينية أو رحلات عائلية وفردية للصلاة بداخله، ويقع المزار في دير الأنبا بيشوي، وهو أحد أشهر الأديرة القبطية بصحراء وادي النطرون بمركز أبو المطامير، محافظة البحيرة.
سر وصية قداسة البابا شنودة الثالث بدفنه بدير الأنبا بيشوي
منذ أن دخل البابا شنودة الثالث أشهر باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سلك الرهبنة وهو تربطه علاقة قوية وروحانية بدير القديس الأنبا بيشوي، وهناك سر مبارك بالنسبة له وهو عندما ظهرت القرعة الهيكيلة للاعلان بأنه أصبح البطريرك رقم 117 كان يقف قداسته بجوار جسد الأنبا بيشوي يصلي ويدعو للشفاعة، وكان مكانه المفضل للصلاة، وأقام بداخله مقرًا باباويًا لإدارة شئون الكنيسة داخل الدير، ومن وقتها ترك وصية بأن يتم دفنه بدير الأنبا بيشوي واعتبرها رسالة من السماء في هذا الوقت، وبالفعل تنيح قداسته في القاهرة عام 2012 ودُفن في مزار خاص به بالجهة البحرية من كنيسة الأنبا بيشوي بوادي النطرون.
بُني المزار عام 2000 وكان متحفًا يضم الملابس الكهنوتية والرهبنة للبابا مكاريوس الثالث البطريرك رقم 114 ، وتم نقلها إلى المائدة الأثرية بعد وصية دفن البابا شنودة الثالث بالدير، بعدما تنيح عن عمر يناهز 89 عامًا، وحضر جنازته والصلاة على جسده ممثلي الكنائس في العالم ورجال السياسة وآلاف المسيحين والمسلمين، ليتحول إلى مزارًا سياحيًا ودينيًا خاص به.
التقت عدسة "النهار" بالراهب "نوفير الأنبا بيشوي" مسؤول الزيارات بالدير، ليتحدث عن مزار البابا شنودة الثالث، قائلاً: نتبارك بدفن جسد البابا شنودة الثالث بدير الأنبا بيشوي، والذي بُني على مساحة فدانين ويضم خمسة كنائس أكبرها "كنيسة القديس العظيم الأنبا بيشوي" والتي بها المزار، حيث تم تشكيل مرقد البابا شنودة على هيئة كنيسة صغيرة تضم قبابًا منقوشًا ومرسومًا عليها بالفن القبطي بصور المسيح وأمه العذراء مريم والقديسين وفي منتصفها وضع جسد البابا شنودة الثالث.
وتابع "الراهب": يحتوي مزار البابا شنودة الثالث على 21 صليبًا كان يمسك بهم البابا، فمنهم من كان للقداسات والمباركات ومنهم للاستعمال الشخصي، بالإضافة إلى الأزياء البابوية والكهنوتية وأيقونات يرتديها حول رقبته وتيجان بابوية أبرزهم التاج الأخضر، كما يضم المزار جزء من ثوب السيدة العذراء مريم، وكان هدية من بابا الفاتيكان إليه قبل وفاته، مُشيرًا إلى أن المزار يستقبل الزوار من الساعة 9 صباحًا إلى الساعة 6 مساءًا.