”الفستان الأبيض” يثير الجدل بين الصحفيين بمهرجان الجونة.. والنقاد يعلقون
أثار فيلم "الفستان الأبيض" جدلًا واسعًا بعد عرضه الخاص في مهرجان الجونة السينمائي أمس، حيث وُجّهت له عدة اتهامات منها إهانته للصحفيين، ما أثار استياء عدد كبير منهم خلال المؤتمر الصحفي للفيلم.
تدور أحداث الفيلم حول ياسمين رئيس التي تؤدي دور فتاة تعشق مهنة الصحافة وتسعى لتحقيق حلمها في هذا المجال، وتستغل البطلة الكارنيه الخاص بها كـ متدربة من أجل دخول العروض الخاصة والحفلات، بمساعدة له علاقة أيضًا بـ الصحافة.
بعد عرض الفيلم أعرب الصحفيون عن رفضهم التام لإهانة مهنتهم بهذا الشكل، مؤكدين أن الصحافة لا تقوم على استغلال "كارنيه"، بل تهدف إلى نقل الحقائق وخدمة المجتمع.
في هذا الصدد؛ علقت الناقدة دعاء حلمي على الأزمة موضحة أن العلاقة بين النجوم والصحفيين قد تشوبها التوترات باستمرار، بسبب التداخل بين ما يجب أن يفعله كل طرف وما لا يجب، معتبرة أن الصحفيين هم من قللوا من قيمة مهنتهم عندما ركضوا خلف شخصيات لم تستحق النجومية.
وأوضحت لـ "النهار" أن الصحفيين في الماضي كانوا على مستوى النجوم، مثلما كان صلاح جاهين يجلس مع سعاد حسني وأحمد زكي كأصدقاء وشركاء في الإبداع، حيث كان الصحفي نجمًا في مجاله، كما كان النجم في فنه، مشيرة إلى أن الساحة الآن امتلأت بأشباه النجوم، وأصبحت الشهرة ترتكز على المظهر، البوتوكس والفيلر، والاهتمام بالمجوهرات والفساتين، بينما تراجع مضمون الفن ذاته.
وأكّدت حلمي أن نجوم الزمن الماضي كانوا يعيشون بتواضع ويقدرون المحتوى، كأمثال سعاد حسني وأحمد زكي الذين عاشوا بقرب من الجمهور وحافظوا على احترام عقولهم، مشددة على أن الساحة اليوم أصبحت مليئة بأنصاف النجوم الذين لا يجتهدون في تطوير أنفسهم، تمامًا كما أن هناك صحفيين باتوا يقللون من قيمة الصحافة، وأعطوا شهرةً لأشخاص لا يستحقونها، مما أضرّ بالمهنة وبقيمتها.
واختتمت أنها لا تنحاز لأي طرف دون الآخر، لافتة إلى أن كلًّا من الصحفيين والنجوم مخطئون، الأمر الذي انعكس في الفيلم كصورة تهين كلا الطرفين، حيث تعكس هذه العلاقة المتوترة خلفية من الصراعات القائمة بينهما.
ومن جهته؛ وصف الناقد الفني طارق الشناوي الانتقادات الموجهة لفيلم "الفستان الأبيض" بأنها "منزوعة المنطق والحرية".
وأكد لـ "النهار" أن الفيلم لا يتضمن ما يُسيء للصحافة أو الصحفيين، موضحًا أن الشخصية الرئيسية هي مجرد خريج لكلية الإعلام يعمل بمفرده، وهو أمر شائع في الواقع، ولا يعتبر إشارة للمهنة بشكل عام.
وأضاف الشناوي أن الفيلم لا يحتوي على أي عناصر تُهين الصحافة، معتبرًا أن الجدل المثار حوله "مجرد تلاكيك".
ودافعت مؤلفة الفيلم جيلان عوف خلال المؤتمر الصحفي للفيلم، قائلة إن البطلة كانت تحلم بالعمل في الصحافة، لكنها كانت في مرحلة التدريب، وإن العمل لم يكن يقصد الإساءة للمهنة، مؤكدة احترامها الشديد لمهنة الصحافة وأهميتها الكبيرة.