الواعظات في صدارة التغيير.. دور المرأة في بناء الوعي العالمي
في عالم يتطور بسرعة، تبرز أهمية دور المرأة في تشكيل المجتمعات وبناء الوعي بشكل متزايد، يأتي المؤتمر الدولي الأول للواعظات ليعكس هذا الدور الحيوي من خلال تسليط الضوء على المساهمات التي تقدمها النساء في مجال التوعية والإرشاد، ويهدف إلى تقديم منصة تجمع بين الواعظات من مختلف الخلفيات والخبرات لتبادل الأفكار والاستراتيجيات، مما يساهم في تعزيز قدراتهن على التأثير الإيجابي في المجتمع.
تسلط "جريدة النهار"، الضوء علي دور المؤتمر الدولي الأول للواعظات ودور المرأة التوعوي في المجتمع ومشاركتها في بناء الوعي وأهمية إشراكها وكيف تعمل الدولة لتعظيم دور المرأة وإشراكها في بناء الوعي؟ وهل تنجح المرأة في القيام بدور فعال في الجتمع؟
دور الواعظات..
لم يقتصر دور الواعظات خلال الفترة الأخيرة على تعزيز الوعي وبناء المجتمع، بل أمتد ليشمل برامج تثقيفية متنوعة للأطفال والسيدات على حد سواء، مثل البرامج الشتوية والصيفية التي تشمل تحفيظ القرآن والقصص الدينية وبناء ثقافي.
وهدفت تلك الأنشطة وفق ما أعلنت "الأوقاف" إلى تزويد الأطفال بالسلوكيات والقيم الدينية والثقافية المهمة، هذا بالإضافة إلى قوافل التوعية التى تتم بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة والمراكز الشبابية.
وأكد مؤتمر الأوقاف الأخير للواعظات على دور المرأة في نهضة المجتمع من خلال قدرتها على التغيير الإيجابي، وحضورها الفاعل في مختلف جوانب الحياة، والتكامل بين مختلف سلطات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية وذلك لدعم وجود المرأة في قلب مسيرة العمل الوطني والدولي ، وفي ميادين العمل كافة للمشاركة في اتخاذ القرارات.
دور فعال..
قالت النائبة سناء السعيد، عضو مجلس النواب المصري وعضو المجلس القومي للمرأة، للنساء دور حاسم في التوعية المجتمعية، وهذا الدور يتطلب مؤهلات محددة لتحقيق الفعالية، يجب أن تكون المرأة قادرة على الإقناع وأن تكون مؤثرة في المجتمع، ولتحقيق ذلك، تحتاج المرأة إلى فهم عميق للقضايا التي تتناولها، مثل موضوع الإرهاب، يجب أن تكون ملمّة بجوانب الموضوع المختلفة، من التحديات والمشكلات إلى دور الدولة في مواجهته، كما يجب أن تمتلك القدرة على تقديم المعلومات بوضوح وإقناع الآخرين بها، خاصة عند الحديث عن قضايا مثل الزيادة السكانية، حيث تحتاج إلى معرفة دقيقة بالإحصائيات والأرقام لتكون قادرة على توعية المجتمع بشكل فعال.
وأشارت "السعيد"، في تصريحات لـ"جريدة النهار"، التوعية المجتمعية مسألة غاية في الأهمية، ويجب أن يتسم من يقوم بها بالمعرفة الواسعة بالقضايا الملحة مثل تغير المناخ والزيادة السكانية، كمجلس قومي للمرأة، قمنا بالعديد من الحملات التوعوية، بما في ذلك التوعية حول قانون مكافحة الإدمان وأهمية المشاركة السياسية، كنت شخصياً مسؤولة عن لجنة المشاركة السياسية، حيث قمت بجولات في جميع أنحاء الجمهورية للتأكيد على أهمية التصويت والمشاركة في الانتخابات، بالإضافة إلى ذلك، عملنا على التوعية بالقوانين والتشريعات الجديدة، مما يتطلب من القائمين على التوعية أن يكونوا على دراية كاملة بجميع القضايا المجتمعية.
وأوضحت عضو مجلس النواب المصري، المرأة تلعب دوراً مهماً في بناء الوعي المجتمعي، سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع، تعليمها لأطفالها ونشأتها لأجيال جديدة له تأثير كبير على المجتمع، في تجربة سابقة قبل 30 يونيو 2013، لعبت المرأة دوراً توعوياً هاما من خلال توعية الشباب والمجتمع حول المخاطر التي تواجه البلاد، والمرأة بفضل إحساسها العميق بالقضايا الاجتماعية، تساهم بشكل فعال في التوعية، وفي المؤتمر الدولي الأول للوعاظ، كان للواعظات دور كبير ومؤثر في الحملات التوعوية، حيث عملن جنباً إلى جنب مع المجلس القومي للمرأة في مختلف الفروع والمراكز لتقديم الدعم والإرشاد في القضايا المهمة.
ندوات إجتماعية..
قالت لمياء لطفي، استشاري النوع الاجتماعي وحقوق المرأة ومؤسس مبادرة المرأة الريفية، أنا شخصيًا أؤمن بأهمية أن يتواكب الخطاب مع التطورات الاجتماعية، وهذا لا يعني أنني أول من يتناول هذا الموضوع أو أنني خبيرة فيه، بالعكس أعتقد أن هذه القضية تتناولها أعداد كبيرة من الرجال والنساء في المجتمع بطرق متنوعة، وعلى سبيل المثال، نجد بعض الرجال مثل "البلالي" الذين يمتلكون رؤى مستنيرة في قضايا حقوق المرأة وحرية الحركة والتزاماتها الأسرية، وقد يتفاجأ البعض من أن هؤلاء الرجال يدعمون أحيانًا أفكارًا قد تبدو تقدمية أكثر من بعض النساء اللاتي يتبنين رؤى تقليدية في فهم النصوص الفقهية، وفي النهاية فإن الفقه يتضمن قراءات وتفسيرات متعددة للنصوص، وتباين هذه القراءات هو جزء من تعددية الفكر.
وأشارت "لطفي"، في تصريحات لـ"النهار"، ما يهمني هو أن يتبنى الدعاة خطابًا مستنيرًا اجتماعيًا وثقافيًا وإنسانيًا، يدعم المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان ويعزز العدالة والمساواة كما تقتضيها الشريعة الإسلامية من وجهة نظر بعض الأئمة الكبار، أؤمن بضرورة وجود النساء في كافة المجالات، بما في ذلك الدعوة، لأنهن يمكن أن يلعبن دورًا مؤثرًا في الوصول إلى قضايا النساء والعمل على تعزيز حقوقهن، وأعتبر أن من الضروري أن يتم تبني أفكار تدعم حقوق الأقليات والدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بدلاً من تبني أفكار قد تضغط على هذه الحقوق.
وأنهت استشاري النوع الاجتماعي وحقوق المرأة ومؤسس مبادرة المرأة الريفية حديثها قائلة: من المهم أن ندرك أن التواجد النسائي في مجال الدعوة يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز الوعي حول قضايا النساء في المجتمع، النساء في هذا المجال يمكن أن يكون لهن تأثير أكبر في الوصول إلى البيوت والتواصل مع النساء في قضاياهن، المجتمع يحتاج إلى التنوع في الأفكار والآراء، ويجب أن يدرك أهمية مشاركة النساء في هذه الأدوار، تقديم هذه الأفكار في مؤتمرات ومناسبات عامة يمكن أن يساعد في تعزيز الدور الذي تلعبه النساء في قضايا حقوق الإنسان والتوعية الاجتماعية.
الاختيار بعناية..
يقول الدكتور مجدى عاشور مستشار فضيلة المفتي، إن هناك برامج تدريبية مهمة جدا للواعظات في أكاديمية الأوقاف الدولية، ويتم اختيار الواعظات بعناية، ويجب أن يتمتعن بالقدرة والكفاءة التى تؤهلهم للقيام بهذة الدور الكبير.
وأضاف أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه يتم تأهيل الواعظات على كل المستويات الفكرية وليس التأهيل الشرعي، لما لهن من دور كبير في مجال الدعوة وخدمة المجتمع، وتعزيز الوعي وبناء المجتمع، فدورهن لا يقتصر فقط على المساجد، بل يمتد ليشمل العديد من الأنشطة التوعوية خارج المساجد.
وأشار إلى أن وزارة الأوقاف تقوم بتدريبهن وعقد امتحانات فى كل المجالات بشكل مستمر لهن للتأكد من كفاءة الواعظات، للتعامل مع ما يواجهونه من تحديات عديدة،فدورهن لا يقل عن دور الرجال فى المسجد، فى نشر الفكر المستنير ومحاربة التطرف والأفكار المغلوطة.