النهار
الخميس 21 نوفمبر 2024 08:59 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
جامعة حلوان الأهلية تعلن الكشوف النهائية في انتخابات الاتحادات الطلابية الأحد المقبل.. انطلاق مؤتمر «مستقبل الابتكار وريادة الأعمال» بجامعة سوهاج جمعية رجال أعمال إسكندرية تبحث سبل التعاون مع الشؤون التجارية بسفارة اليونان نقابة المهندسين بالإسكندرية تُسلم تأشيرات رحلات عمرة المولد النبوي الشريف لأول مرة.. إجراء عملية جراحية ناجحة لرضيع يعانى من عيب خلقى بالمريء بمستشفى بني سويف التخصصي الشعب الجمهوري: نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي ساهم في حماية الدولة من تداعيات الأزمات الدولية المتلاحقة إبراهيم درويش: القطاع الزراعي في صميم أولويات استراتيجية مصر 2030 بعد توجيهات النيابة العامة.. هل يتحرك النواب تشريعيا بشأن العقارات الآيلة للسقوط بالإسكندرية المنظمة العربية للتنمية الإدارية تختتم فعاليات ”الملتقى العربي الثاني للسياحة” بالمغرب مؤتمر أدب الطفل بدار الكتب يوصي بتوظيف الذكاء الاصطناعي في مجال أدب الطفل وفد كنسي في زيارة للوحدة المحلية لمدينة الغردقة مكتبة الإسكندرية تحتفل باليوم العالمي للطفل

عقارات

«سباق الإيجارات في مصر».. هل الوافدون من السودان وسوريا وراء ارتفاع الأسعار؟”

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحت وطأة الحرب والنزاعات السياسية، أصبحت مصر ملاذًا آمنًا لآلاف اللاجئين والمهاجرين من السودان، وسوريا، على مدى السنوات القليلة الماضية، شهدت الأحياء المصرية المختلفة زيادة كبيرة في تدفق هؤلاء الوافدين، مما انعكس بشكل مباشر على سوق الإيجارات، خاصة في المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية.


في الوقت الذي يبحث فيه اللاجئون عن الأمان والاستقرار، يواجه المصريون تحديًا متزايدًا يتمثل في ارتفاع أسعار الإيجارات بصورة غير مسبوقة، هذا التحقيق يرصد الأثر الذي تركه تزايد الطلب على الإيجارات نتيجة الوافدين الجدد، ويحاول الإجابة على السؤال الجوهري: هل بات الوافدون الجدد هم السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأسعار، أم أن الأمر أعمق ويتعلق بمشكلات في سوق العقارات المصري؟

يروي سعد أحد السودانين في مقابلة النهار، أنه عند قدوم أسرته للعيش في مصر وخاصة بعد الأحداث الأخيرة في السودان، كان هناك حالة من الترحيب الرهيب من قبل أحد سماسرة العقارات في مدينة نصر، وخاصة بعد معرفته بأنه سوداني الجنسية وشعوره بحالة من الحب والتعاطف بين الشعبيبن الشقيقن، ولكن بعد معرفة حجم الاستعلال الذي يتعرض له من قبل هؤلاء الأشخاص غير السويين في المعاملة تغيرة نظرته لهؤلاء الأشخاص.


ويضيف سعد أنه في عام 2023 كانت الإيجارات تتراوح في أحد العمارات السكنية بأرض الجولف امتداد عباس العقاد بمدينة نصر تبدأ من 8000 لـ 12000 جنيه في الشقة التي تتكون من 3 غرفة و2 حمام ومطبخ، وعند التجديد في العام الحالي بنفس المكان السكني ارتفاع الإيجار ليتراوح من 20000 لـ 45000 جنيه مما اضطر الأسرة لتغير محل الإقامة والبحث عن مكان أخر بسعر يتناسب معهم.


وأكمل سعد حديثه، عند قدوم عمه للعيش في مصر وبعد استأجر أحد الشقق السكنية في مدينة نصر ودفع إيجار 12000 جنيه إيجار شهريا، وبعد التواصل مع المستأجر القديم علم أنه كان يدفع 4000 جنيه في الشهر، " إحنا مكناش نعرف الكلام دا السمسار قال لينا يومين وتعالوا استلموا الشقة كاملة ولو كانا نعرف أنه هيطلع حد عشان يأجر لينا مكناش أخدنا المكان".
وهناك بعض السماسرة التي ترفض عمل عقد إيجار بمدة 6 شهور ويطالب بأن يكون عقد الإيجار شهر واحد فقط، وبعد التفاوض كانت أقصي مدة عقد الإيجار 3 شهور بأرض الجولف.


وعند سؤاله عن فرق قمية الإيجار بين مصر والسودان، كانت الإجابة: الإيجار عندنا في الشهر 60000 سوادني بما يعادل حاليا بالمصري 1200 جنيه.


ويروي عبدالرحمن سعد، أحد المواطنين السودانين الموجودين بمصر أنه يسكن بأحد المناطق السكنية بالمهندسين وتبلغ قيمة الإيجار 500 دولار في الشهر، والسعر كان بمثابة المفاجاة لي ولكنني في حاجه له، وكما أننا أسرة ميسرة الحال وتسطيع تدبير المبلغ للإيجار.

صورة أرشيفية

فيما أشارت فتاة تدعى (يسر) وهو اسم مستعار حيث رفضت ذكر اسمها الحقيقي في التقرير، إلى انه عند قدومها هي وزوجها إلي العيش في مصر وفي نهاية 2023 وبعد معرفة أسعار الإيجارات بالقاهرة، قررت البحث عن مكان أرخص ليتناسب مع نفقات أسرتها حتي وصلت لأحد الشقة السكنية بمدينة الشروق وبعقد إيجار يبلغ قيمته 3000 جنيه مصر والذي ينتهي في نهاية العام الحالي، ولكننا لا ندري هل الزيادة سوف تكون طبيعية في أسعار الإيجار أم أن هناك ارتفاع مبالغ فيه.


وفي مقابلة أحد الأشخاص السوريين ويدعي يحيي البالغ من العمر 25 عام يقول " أنا موجود في مصر 2021 وكنت بدفع إيجار 1800 جنيه في أحد الشقق السكنية بمساكن شيراتون وكان العقد ممتد لعام 2024 ، وكانت الزيادة المتعادة بقيمة 10 % من قيمة الإيجار كل سنة وبعد لما العقد خلص وقررنا نجدد العقد مع المستأجر، زادة قيمة الإيجار بأسعار مضاعفة والتي بلغت ما يقرب من 4000 جنيه في الشهر مع عقد إيحار لمدة 6 شهور فقط، والتجديد بعد الإنتهاء".


وتابع، السماسمرة بتاجر بينا في موضوع الإيجارات دا يعني 6 شهور، وفي حالة وجود عرض من مستاجر أخر بسعار أغلي من السعر الحالي، يتم إجلاء المستأجر بعد انتهاء المدة، وبعد انتهاء المدة قررت الانتقال إلي زهراء مدينة نصر، واستاجر مكان أخر ولكن السعر كان مرتفع أيضا والذي يبلغ 6000 جنيه شهريا.


واستطرد يحي، أنه عند قدوم أسرته من حلب لزيارة لمصر والسكن هنا لمدة قصيرة معه، كان في رحلة البحث عن محل سكن أخر لهم في نفس المكان بزهراء مدينة نصر ، وبعد رحلة طويلة من البحث والتعامل مع أحد السماسرة تم التوصل لشقة سكنية بعقد لمدة 3 شهور، والتكلفة في الشهر الواحد 7 ألف جنيه.


وعلى الجانب الأخر يروي عبدالله جمال أحد الشباب المصريين الذي يسكن بأحد الشقق السكنية في مدينة نصر بشارع مكرم عبيد، قائلا : أنا كنت ساكن بـ 3 ألف جنيه في الشهر شقة من عفش لمدة 4 سنوات من 2019 لـ 2023 ، ولكن عند قدوم السودانين لمصر ارتفاع إيجار البيت من 3 لـ 15 ألف جنيه لنفس الشقة والتي كانت تتكون من 2 أوضة وحمام ومطبخ ومساحة الشقة لا تتجاوز 80 متر، ومما اضطرني لترك المكان البحث عن مكان آخر.


وفي سياق متصل قال المهندس محمود داوود الخبير العقاري، إنه من المؤكد وجود علاقة قوية بين ارتفاع الأسعار ووجود الوافدين السوريين والسودانين في مصر ، لانه كلما زاد الطالب زادت الأسعار وأسواق والعقارات من أكثر الأسواق التي تعتمد على العرض والطلب في جميع أنحاء العالم.


وأَضاف داوود، السودانين أعدادهم تتقارب من المليون شخص في مصر وهكذا السوريين ، كما نلاحظ وجود أعداد كبيرة فيةبعض المناطق كفيصل والهرم مما زاد من أسعار الإيجارات والعقارات في مصر، على سبيل المثال وحدة سكنية في المريوطية هرم تبلف مساحته 200 م كان سعر إيجارها 4000 جينه ، الأن يصل نفس سعر الوحدة لـ 10000 جنيه.
وتابع، السورويين والسودانين يعتبرون مصر وطن بديل لبلادهم، كما نري زيادة أملاك السوريين في مصر وخاصة بعد استثمارتهم وخاصة في مجال الأغذية والمأكولات السوريين ، مما ساعد في زيادة الأملاك وزيادة إيجار الوحدات السكنية، بالإضافة لزيادة سعر الصرف مما أدي إلي اتفارع أسعار الإيجارات.

موضوعات متعلقة