أسامة شرشر يكتب من أبوظبي: بلاغ للدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية: شريف عيسى سفيرنا في الإمارات فشل في احتواء أزمة لاعبي الزمالك
حملني عدد كبير من المصريين المقيمين في أبوظبي، وكذلك بعض المصادر في نادي الزمالك، بصفتي الصحفية قبل البرلمانية، لأنني أنتمي إلى بلاط صاحبة الجلالة، قبل أن أكون نائبا مستقلا في البرلمان المصري، رسالة وبلاغ للدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية الذى يواصل الليل بالنهار في لقاءات ورحلات مكوكية لإبراز دور الدبلوماسية المصرية في أزمة غزة ولبنان، مفادها فشل السفير شريف عيسى، سفير مصر في أبو ظبي في احتواء أزمة لاعبي الزمالك منذ بدايتها وقبل وصولها إلى مرحلة التقاضى.
وأكدت المصادر أنه لم يقم بالدور المطلوب كسفير يمثل الدولة المصرية بكل رمزيتها وأهميتها وبعدها العربي والإقليمي والدولي في احتواء «خناقة ملعب» مع مواطن إماراتي من الذين نكن لهم كل الحب والتقدير ويبادلوننا نفس المشاعر، وهذا ما شاهدته بنفسي أثناء تواجدي في استاد محمد بن زايد وأثناء تعاملي مع المسئولين الإماراتيين خلال مشاهدتي للمباراة من حب وتقدير حقيقي للشعب المصري والرئيس عبدالفتاح السيسي، بل إنني فوجئت أن أغلب الإماراتيين يشجعون نادي الزمالك.
ولكن أن تتصاعد الأزمة بهذا الشكل غير المبرر وغير الدبلوماسي ولا يتم حلها في بدايتها فهذا إخفاق كبير يتحمله أولا شريف عيسى المسئول الأول عن مشاكل وهموم المصريين في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وهذا يذكرني بالسفير المحترم شريف بديوي سفير مصر السابق في الإمارات، الذى كان يحظى بتقدير واحترام وثقة أعلى السلطات الإماراتية في أبو ظبي.. والله لو كان موجودا ما كنا سمعنا عن الأزمة في حد ذاتها، ولكن أن يتم استمرار حبس اللاعبين - الذين نرفض تصرفهم غير الأخلاقي وغير الرياضي- إلى يوم 29 أكتوبر، فهذا يدل على أن السفارة المصرية لم تقم بدورها اللازم في احتواء هذه الأزمة التى استمرت لمدة 48 ساعة بلا حل.
أردت أن أوضح وأنقل للوزير بدر عبدالعاطي ما يتردد بين بعض المصريين ذوى الثقل والمقيمين في دولة الإمارات لمدة طويلة بعضهم يصل إلى 30 عاما. . الأمر الذى اضطر بعض النواب المصريين المتواجدين في الإمارات للتدخل وحاولوا في اللحظات الأخيرة التصرف مثل النائب محمد توفيق الجمل، أحد نواب المنوفية، وهو نموذج مشرف للنواب والمصريين في الإمارات، وحاول مع الكابتن حسين لبيب رئيس النادي الذى قدم اعتذارا محترما يدل على عمق العلاقة التاريخية بين الشعبين المصري والإماراتي ومعه النائب حسام المندوه أمين صندوق نادي الزمالك، القيام بمفاوضات لإنهاء الأزمة في اللحظات الأخيرة، وكانت هذه المفاوضات تتم داخل مكتب النائب محمد توفيق الجمل في أبوظبي
دعونا نعترف بالأخطاء حتى لا تتكرر مرة ثانية، ولكن تعلمنا من الدبلوماسية المصرية العريقة الضاربة بجذورها التى عشنا مع بعض رموزها وسمعنا عن سيرة بعضهم أمثال الوزير محمود فوزي والوزير عمرو موسى والوزير نبيل فهمي والوزير سامح شكري وصولا إلى الوزير بدر عبدالعاطي، وتعلمنا منهم أن كل شئ قابل للتفاوض وحتى التفاوض نفسه قابل للتفاوض،
وأعتقد أنه يجب إعادة اختيار السفراء في الدول الهامة والتى بها عدد كبير من العمالة المصرية، مثل الإمارات التى يعمل بها أكثر من 750 ألف مصري يمتازون بالالتزام والأخلاق واحترام القوانين ويحبون رئيسها الشيخ محمد بن زايد وفي المقابل يحظى المصريون في دولة الإمارات العربية التى أسسها حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بوضعية خاصة لدى الشعب الإماراتي المحب لمصر وقيادتها وشعبها، ويتعامل مع الجالية المصرية بكل احترام وأدب.
أردت أن أرفع هذا للوزير بدر عبدالعاطي لاتخاذ ما يراه مناسبا لتصحيح بعض الأخطاء والمفاهيم لدى بعض السفراء في الخارج، وإعادة تقييم أدائهم حسب قدرتهم على حل مشاكل المصريين في الخارج، والتأكيد عليهم أن أبناء الشعب المصري خط أحمر في كل مكان في العالم طالما احترموا القواعد وقوانين البلاد التى يعملون بها.