النهار
الجمعة 25 أكتوبر 2024 02:21 صـ 21 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
من هو الدكتور محمد صلاح مدير مديرية التربية والتعليم بالمنوفية؟ دورة تدريبيه ابدء مشروعك ضمن برامج رياده الأعمال لتمكين المرأة اقتصاديا بالسويس إنكسار حزب الله وتحفظ إيران سيفرض سحب خبرائه من صنعاء وفرصة للضغط على الحوثيين مدير مستشفى كمال عدوان: ما يحدث بشمال غزة إبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين عشرات الشهداء والجرحى في مجزرة إسرائيلية جديدة بجباليا وزير السياحة والآثار يختتم زيارته لمدينة الغردقة اليوم بلقاء مجموعة من أعضاء جمعية مستثمري البحر الأحمر وزير السياحة والآثار ووزيرة السياحة الإيطالية يفتتحان المدرسة الإيطالية للضيافة بمدينة الغردقة بالبحر الأحمر محافظ السويس والقيادات يشهدون موكب عربات الزهور من أمام النصب التذكاري بشارع الجلاء إحتفالاً بمرور51 عاما علي إنتصارات 24 أكتوبر 1973 تكريم ”فيصل القصيبي” في ختام بطولة المملكة للسباحة البارالمبية السفيرة هيفاء ابو غزالة : الجامعة العربية حريصة على تكثيف جهودها من أجل تعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني ومشاركة الشباب في مجالات... مندوب فلسطين بالجامعة العربية يكرم الأستاذ صلاح جمعة لإسهاماته الإعلامية في دعم القضية الفلسطينية ض فيلم ”أصل الحكاية” في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي ..يروى تاريخ السينما المصرية

تقارير ومتابعات

إبراهيم العشماوي الخبير في الشأن اليمني لـ ( النهار ) 

إنكسار حزب الله وتحفظ إيران سيفرض سحب خبرائه من صنعاء وفرصة للضغط على الحوثيين


  • تطورات الشرق الأوسط تؤخر السلام في اليمن

  • أزمة اليمن معقدة بثلاث مستويات للصراع محليا وإقليميا ودوليا وأمريكا تمسك العصا من المنتصف

  • إستمرار الحرب سيفرز نتائج وخيمة على وحدة الأراضي اليمنية وتغلغل التنظيمات الإرهابية

  • اليمنيون يعشقون كل ما هو مصري ولا ينسون دورها في التنوير والثقافة والنضال
  • في صنعاء أبو عمار أكل البطيخ بيديه وعادل إمام طلبني لمرافقته مع اللاجئين وصالح يفاجئ الصحفيين بساندوتشات كبدة صباحا

أكد إبراهيم العشماوي مدير تحرير الأهرام والخبير في الشأن اليمني أن التطورات الحالية في الشرق الأوسط والتصعيد الإسرائيلي في لبنان وغزة ينعكس سلبا على فرص وقف الحرب والصراع على السلطة في اليمن ويؤخر توصل الأطراف المعنية إلى صيغة سلام نهائية ويصرف الأنظار عن تبعات الحرب التي تجاوزت عشر سنوات وخلفت أكبر أزمة إنسانية في العالم.
وقال في حوار خاص لــ ( النهار ) أن إنكسار حزب الله وإغتيال عدد كبير من قادته وتحفظ إيران على خوض مواجهة شاملة مع إسرائيل سينجم عنه سحب عدد من خبراء الحزب العسكريين والفنيين في صنعاء ويمكن أن يكون فرصة للضغط على جماعة الحوثيين أحد أذرع طهران لوقف هجماتها على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والتي أضرت بالملاحة الدولية وكذلك تخفيف تعنتها وشروطها لإستئناف مفاوضات السلام مع الحكومة الشرعية اليمنية .
وأوضح العشماوي الذي عمل مديرا لمكتب الأهرام في اليمن لسنوات طويلة أن دعم مصر لليمن على مختلف المستويات وحرصها على تحقيق توافق بين الأطراف اليمنية وحماية ووحدة وسلامة الأراضي اليمنية لم يتوقف يوما على إعتبار العلاقات التاريخية والمصالح المشتركة وأمن البحر الأحمر الذي يعتبر خطا أحمرا ، فضلا عن إستيعاب القاهرة لما يقارب مليون نازح يمني وآلاف الطلاب والدارسين .
وفيما يلي نص الحوار :
* كيف ترى تطورات المشهد اليمني في الوقت الحاضر وإنعكاسات الأوضاع المحلية والإقليمية عليه ؟
** اليمن حاليا تعيش حالة إنقسام حادة منذ عام 2014 فهناك قيادتان وحكومتان وبرلمانان وجيشان أو جيوش وميليشيات مسلحة في حالة إستقطاب حادة زادت مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة بعد 7 أكتوبر الماضي وإشتعال المواجهات مع حزب الله ودخول جماعة الحوثيين طرفا فيها كذراع لطهران من خلال الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر تحت شعار دعم غزة ، وهو أمر إنعكس على تباطؤ جمع الأطراف اليمنية على طاولة سلام رغم التقارب السعودي الإيراني العام الماضي وتعثرت تفاهمات برعاية الأمم المتحدة بشأن تبادل الأسرى ووالتعاون النقدي وتشغيل المطارات . وكانت الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي إقتربا العام الماضي من التوقيع على خارطة سلام تدعمها السعودية وعمان وتحظى بقبول دولي وتهدف إلى تحقيق السلام في البلاد عبر إستئناف المفاوضات برعاية أممية ، غير أن التطورات الحالية في الشرق الأوسط والتصعيد الإسرائيلي في لبنان وغزة سيعيق أي جهود لوقف الحرب والصراع على السلطة في اليمن ويؤخر توصل الأطراف المعنية إلى صيغة سلام نهائية . وهناك تحليل آخر يرى أن إنكسار حزب الله والضربات القاسية التي تلقاها أخيرا وإغتيال أبرز قادته العسكريين وتحفظ إيران على خوض مواجهة شاملة مع إسرائيل وترددها في الرد على هجمات تل أبيب عليها ، يمكن أن يكون فرصة للضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وكذلك تخفيف تعنتهم وشروطهم لإستئناف مفاوضات السلام مع الحكومة الشرعية اليمنية .
* هل أنت متفائل بقرب حل الأزمة اليمنية ؟
** التفاؤل والأمل ليس مستحيلا إذا إجتمعت الإرادة السياسية للحل ، المشكلة أن الأزمة في اليمن مركبة ولها مستويات ثلاث لابد أن تنسجم جميعا حتى يتم طي صفحة الحرب والإقتتال ، أولها الأطراف المحلية وفي المقدمة جماعة الحوثي سلطة الأمر الواقع في صنعاء والقيادة الشرعية بقيادة الرئيس الدكتور رشاد العليمي الذي يبذل جهودا كبيرة والمجلس الإنتقالي الجنوبي والأحزاب السياسية الرئيسية مثل المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح الذي يضم الإخوان المسلمين والقبائل اليمنية التي إنشطرت في الأحداث ويمارس بعضها إنتهازية سياسية مع من يدفع أكثر مع أنها القوة الناعمة التي يمكن أن تكون رمانة الميزان في إستقرار البلاد ، أما المستوى الثاني للأزمة فهو القوى الإقليمية وفي مقدمتها إيران والسعودية والإمارات وأعتقد أنها حاليا تعطي مرونة كبيرة لحلحلة الأزمة اليمنية وإن كان الأمر يحتاج إلى سياسة موحدة متناغمة مع كل الأطراف اليمنية ، أما المستوى الثالث فهو موقف القوى الكبرى مثل أمريكا وروسيا والصين والإتحاد الأوربي وهنا يبدو تناقض المصالح والصراع الشديد خاصة مع تقارب روسيا مع الحوثيين والأنباء التي تحدثت عن طلب إيراني لدعمهم بصواريخ روسية متطورة ، أما أمريكا المنشغلة بملفات الإنتخابات الداخلية وتطورات غزة فهي تمسك العصا من المنتصف فرغم ردها على هجمات الحوثيين وتلويحها بإعتبارهم جماعة إرهابية إلا أن الواقع أن هناك قبول أمريكي بوجودهم بضوابط معينة حيث ترى واشنطن أن عدوها في اليمن هو تنظيم القاعدة والتنظيمات الإسلامية وليس جماعة الحوثيين ، كما أنها تستفيد من البعبع الحوثي في تخويف دول الخليج وعقد صفقات أسلحة بمليارات الدولارات لتأمين نفسها .
توقعي الشخصي أن الأزمة والحرب اليمنية مرشحة للبقاء فترة من الزمن ، فالمسار السياسي يرتبط بشكل وثيق مع تطور المواجهات العسكرية وما يتحقق في الميدان وهو أمر غاية في الصعوبة التكهن بنتائجه ومجرياته نظرا لتداخل عوامل شتى ، صحيح توقفت الهجمات خارج الحدود على منشآت سعودية وإماراتية وكذلك غارات دول التحالف على أهداف حوثية لكن إستمرار القتال في الداخل ووجود جبهات عدة تشهد مناوشات متفاوتة وأيضا التعنت في الملف الإقتصادي وحركة النقد والعملة فضلا عن حملات الإعتقالات العشوائية والتضييق على حركة المواطن اليمني .
اليمنيون لا بد أن يساعدوا أنفسهم وأن يتنازلوا لبعضهم وألا يراهنوا على مساعدة الخارج التي ستتوقف في يوم ما . من الضروري خلق جبهة وطنية عريضة وإصطفاف شامل أساسها وحدة الصف الداخلي اليمني وتحقيق تقارب بين مختلف القوى السياسية والحزبية والقبلية وتدعيم قيم السلام .
* وهل يمكن أن يؤثر ذلك على مستقبل وحدة اليمن وإعادة الإنفصال مجددا ؟
** كل الأطراف تؤكد تمسكها بشعار الوحدة بما فيها الحوثيين بإستثناء المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي يدعو إلى الإنفصال . لاشك أن بقاء الأوضاع الحالية وإستمرار الحرب سيفرز نتائج وخيمة ليس على وحدة الأراضي اليمنية ولكن لتغلغل التنظيمات الإرهابية في مناطق كثيرة وتوسعها ونشاطها مستغلة ضعف الدولة اليمنية وصراعات الأطراف ، وهذه التنظيمات ومنها القاعدة وأنصار الشريعة وغيرها حلمها الكبير إعلان ولايات إسلامية على الطريقة الأفغانية أو تنظيم الشباب المؤمن في الشاطئ الآخر بالصومال ، والأخطر قدرة هذه التنظيمات على إستمالة الشباب اليمني ومشائخ القبائل إلى صفوفها . أما عن مستقبل الوحدة اليمنية فهناك مرونة تكتيكية من قبل الجنوبيين وصولا إلى إقناع المجتمع الدولي بخيار الإستفتاء على حق تقرير المصير وهو خيار لا أراه بعيدا في ظل حالة التشرذم الحاصلة ، إذ بات الحوثيون الذين كانت لديهم في فترة نزعة الهيمنة على الجنوب يدركون أن أولوياتهم إقتطاع جزء من اليمن في الشمال وترك الجنوب الذي ينتشر فيه المذهب السني لقوى أخرى .
وقد تفرض إفرازات الواقع الجديد نفسها بمعطيات مختلفة قد يكون أفضل صورة لها فيدرالية من إقليمين . رغم أن المناخ الإقليمي والدولي ما يزال مواتيا لبقاء الوحدة اليمنية ولو بصيغ معينة مدفوعا بالرغبة في الإستقرار وحماية المصالح الدولية في منطقة القرن الأفريقي وباب المندب ، لكن في الظرف الحالي ومع حالة الإنشطار السياسي والأمني والعسكري تبدو الوحدة اليمنية مثل قشة في مهب الريح يمكن أن تعصف بها الأعاصير العاتية مع مخاوف من تشرذم البلاد إلى عدة دويلات أو مناطق نفوذ بين الحوثيين والقاعدة وكيانات متعددة إذا لم تتفق القوى الكبرى والإقليمية على صيغة للخروج بحلول توافقية لوقف الإقتتال وإعادة البلاد إلى مسار التعافي .
* وما هي إنعكاسات الحرب اليمنية على المواطن ؟
** المواطن اليمني البسيط ليس طرفا في الصراعات وهو الضحية دائما ويدفع الثمن حتى أصبحت اليمن تشكل أكبر أزمة إنسانية في العالم نتيجة الحرب. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 24.1 مليون شخص من السكان 80% منهم بحاجة إلى الحماية والمساعدة الإنسانية، وهناك أكثر من 14 مليون شخص في حاجة ماسة إلى الدعم وأكثر من 3 ملايين نازح منذ عام 2015
وتؤكد التقارير الأممية أن الاقتصاد اليمني يواجه أيضًا تحديات مالية غير عادية حيث فقد اليمن 90 مليار دولار من الناتج الاقتصادي وفقد أكثر من 600 ألف شخص وظائفهم، كما يعيش 58 % من السكان في فقر مدقع. اليمن بلد غني بموارده البشرية التي تتجاوز 30 مليون نسمة وموارده الطبيعية من النفط والغاز والأسماك والزراعة والسياحة ، وسواحله الممتدة بطول 2500 كم على البحرين العربي والأحمر وأكثر من 200 جزيرة وموقعه الجغرافي الإستراتيجي وتحكمه في ممر الملاحة وآثاره الكثيرة المهمة ومناطقه السياحية كل ذلك يمكن أن يجعله في مصاف الدول المستقرة المتطورة إذا توقف صوت المدافع وذهبت رائحة البارود .
* وماذا عن تجربتك الصحفية في اليمن والتي إمتدت إلى ما يقارب ربع قرن ؟
** وصلت اليمن زائرا في رحلة صحفية من الأردن كان يفترض أن تكون عابرة لبضعة أيام لإستكشافها وسبر أغوارها عند تأسيس مجلس التعاون العربي الذي يضم مصر والعراق واليمن والأردن لكنها إمتدت إلى 24 عاما . دخلت صنعاء في 3 يناير 1990 م وغادرتها في 28 سبتمبر 2013 م بعد رحلة حياتية شكلت تجربة مثيرة ومهمة في مسيرتي الحياتية والصحفية .
إحتفلت مع اليمنيين بتحقيق الوحدة بين شطريها كحلم عربي كبير وبكيت في مسيرات طافت شوارع صنعاء فرحا بهذا الحدث الكبير ، وتابعت التطورات الدراماتيكية في علاقات اليمن بمحيطها الجغرافي نتيجة موقفها من حرب الخليج ورفضها التصويت في مجلس الأمن ضد إستخدام القوة ضد العراق لإخراجه من الكويت ، بما فهم أنه إنحياز للرئيس العراقي صدام حسين وترتب عليه تهجير مليون يمني من السعودية ودول الخليج ، وتابعت عن قرب حرب مواجهة الإنفصال عام 1994 والنتائج الكارثية لها على الصعيد الإجتماعي والسياسي والإقتصادي .
حضرت إستلام اليمن لجزيرة حنيش في البحر الأحمر عام 1998 م بعد أن إحتلتها القوات الإريترية لعدة شهور ورافقت وزير الدفاع اليمني في إستلامها بعد نجاح صنعاء في إستعادتها بالتحكيم الدولي بمساندة خبراء قانون مصريين في مقدمتهم الدكتور مفيد شهاب ، فضلا عن مشاركتي في كل الفعاليات الإنتخابية والأحداث السياسية ، وجبت أغلب مدن وقرى اليمن زائرا وسائحا وكاتبا منبهرا بكرم وجود الشعب اليمني ومطلعا على تراثه الإنساني الثري .
وعند إختيار صنعاء عروسا وعاصمة للثقافة العربية لعام 2004 ، أصدرت كتابا بعنوان " اليمن كما رأيته " رصدت فيه مكنونات التاريخ العريق لحضارة بلاد سبأ والتنوع المدهش في الفنون وحكايات الزمن العتيق .
قال لي مسئول الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الألمانية عند زيارتي إلى برلين في مهمة صحفية خلال سبتمبر 1997 عندما لاحظ أن جواز سفري مصري .. لماذا تشتغل في اليمن " الفقير" ولم تذهب إلى دولة خليجية " غنية "..؟ طلبت من المترجم أن يبلغه بكلمتين هما " العشق والقدر "!! الإنسان في اليمن رائع بسيط يعيش على الفطرة ويتصف بالذكاء وحسن العشرة وإكرام الضيف .
فاجأتني بساطة المجتمع اليمني وسهولة تآلف الناس مع بعضهم ، فالوزير يتناول طعامه بجانب العامل، والسفير يجلس حارسه إلى جواره في جلسة القات ، ومن الطبيعي أن ترى الناس بينهم رتبا عسكرية متفاوتة يفترشون شوارع وأزقة صنعاء الأرض ويأكلون معا " السلتة " الشهيرة وهي وجبة يقال أن أصلها تركي غنية بتنوع مكوناتها الغذائية .
اليمنيون يعشقون كل ما هو مصري ويجلون كل وافد عربي إليهم لكنهم يسهبون في مدح دور مصر معهم في التنوير والثقافة والنضال والكفاح ، فالمصري هو معلم الأجيال وهو الجندي الذي قاتل وتعمدت الجبال بدمه لرفع راية اليمن .
إن دعم مصر لليمن مستمر حتى الآن ويتجلى ذلك في موقف القيادة السياسية المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي بالتمسك بوحدة واستقرار اليمن، ودعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية لحل سياسي للأزمة في البلاد ، ومصر جددت موقفها الثابت والداعم للشرعية على مختلف المستويات ، فضلا عن إستقبال القاهرة لما يقارب مليون يمني ما بين نازح ومقيم على أرضها يلقون كل الحفاوة والرعاية بخلاف آلاف الطلاب اليمنيين الدارسين في الجامعات المصرية .
* هل يمكن أن تتذكر أهم المواقف التي صادفتها خلال إقامتك في اليمن ؟
* المواقف كثيرة في مشوار الصحافة باليمن ، منها مثلا لقاء صحفي مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات عام 1991 في صنعاء حينها كان عمري 26 عاما تقريبا وتهيبت كثيرا عندما رأيته لأول وهلة بزيه العسكري ولفة الحطة الفلسطينية المميزة حول رقبته حيث لم يكن يلتقيه سوى رؤساء التحرير ، ويبدو أنه إستشعر ذلك مني فوجدت ملاطفة منه وتشجيعا حتى أنه قبل الحوار أصر على تناول العشاء معه بحضور قيادات كثيرة ، وفوجئت أنه لم يتناول البطيخ بالشوكة كما يفعل الجميع بل أمسكها بيده في تصرف بسيط وتلقائي ساعدني على إجراء الحوار معه بثقة وإرتياح . الموقف الثاني عند زيارة الزعيم والفنان عادل إمام إلى صنعاء عام2000 كسفير للنوايا الحسنة للأمم المتحدة ، إتصل بي سفير مصر حينها لدى اليمن الدكتور محمود مرتضى وأبلغني برغبة عادل إمام أن أرافقه بالإسم في رحلته إلى مخيمات اللاجئين وحدد موعدا للسفر عبر مطار صنعاء في اليوم التالي ، عند لقاء الزعيم عرفته بنفسي ووجدت ترحيبا غير عادي فسألته عن سبب إختياري لمرافقته فقال أنني كتبت في الأهرام عن استعداد الجماهير اليمنية لاستقباله بأسلوب المحب العاشق ، وأثناء الجولة كان يتفقدني وأجلسني بجانبه على طاولة الغداء وفي فندق شيراتون بصنعاء تحدث معي عن مشروعه الجديد فيلم " أمير الظلام " ودوره كطيار وبطل مصري فقد بصره في الحرب وتلقى يومها نبأ حصوله على لقب جد لأول مرة بوصول مولود لنجله المخرج المعروف رامي إمام . موقف ثالث مع الرئيس الراحل علي عبد الله صالح أثناء جولة إنتخابات الرئاسة عام 2006 وأثناء وجودي في القصر الجمهوري بمدينة حجة فوجئت برئيس الدولة بنفسه برفقة أحد العمال يوزع علينا نحن الصحفيين ساندويتشات كبدة ولحمة مغلفة بورق القصدير وقت الإفطار وعندما وصل إلي تحدث بكل خير عن مصر وحبه لها ودورها في المنطقة العربية ، بل كان يتوقف بعد كل مهرجان سياسي ليسألنا عن رأينا في خطابه وملاحظاتنا عليه .
* ما أبرز الدروس التي خرجت بها من رحلتك الصحفية الطويلة ؟
** هي دروس الحياة عموما وفي الصحافة خصوصا ومنها أن لكل مجتهد نصيب وأن الإصرار والصبر والإمساك بالحلم مهما كانت الصعوبات والثقة في القدرات ستجعل الإنسان يصل إلى هدفه الذي يجب أن يحدده من البداية بدقة . تعلمت أن الواقع مهما كان محبطا وصعبا فإن هناك خيط الأمل قادم والضوء في نهاية النفق وأن مع العسر يسرا بشرط أن يأخذ المرء بالأسباب ويسعى قدر إستطاعته وكما تسمح له الأوضاع . تعلمت أن الصحافة رسالة قبل أن تكون وظيفة وعلى الصحفي أن يكون نصيرا للمجتمع وقضاياه وأن يكون دليلا في التنوير والثقافة والتوجيه وأن يكون نبض الناس وقناة توصل همومهم وأن يدافع عن مقدرات بلده وهويتها وأمانها . في هذا المشوار عرفت أن الكتابة مسئولية وطنية وإلتزام وأنها أمانة يفترض أن يؤديها الصحفي كما ينبغي أن تكون ، كما تعلمت أن التثقيف الذاتي والقراءة والإطلاع هم سبيل الصحفي إلى مواكبة الجديد وفهم الواقع الدروس حقيقة أكثر من أن تحصى .
* في سطور قليلة من هو إبراهيم العشماوي ؟
** من مواليد قرية ديمشلت مركز دكرنس محافظة الدقهلية عام 1965 وحاصل على بكالوريوس إعلام قسم الصحافة جامعة القاهرة عام 1987 . عملت بعدد من الصحف المحلية قبيل رحلة السفر الطويلة إلى الخارج بدأت بالأردن عام 1989 بجريدة أخبار الأسبوع ، وفي اليمن جريدة 26 سبتمبر بصنعاء منذ عام 1990 ولمدة 24 عاما متنقلا في رئاسة الأقسام الصحفية والتحريرية المختلفة مثل الأخبار والإدارة الاقتصادية ، ومراسل اقتصادي لجريدة " الحياة " اللندنية في اليمن منذ أكتوبر عام 1995 وحتى2013 ، ومدير مكتب جريدة الأهرام ومجلة الأهرام العربي في اليمن . خلال هذه الرحلة صدرت لي أربعة مطبوعات الأولى ، الوحدة اليمنية بعيون عربية ـ منشورات 26 سبتمبر مايو 1991 ، واليمن كما رأيته إصدارات وزارة الثقافة والسياحة اليمنية بمناسبة اختيار صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004 ، وكتاب الساحر والأفاعي .. قصة علي عبد الله صالح .. إصدار مركز الأهرام للترجمة والنشر 2019 ، وأخيرا صيد الترحال .. وحكايتي مع العواصم والبلدان إصدار دار الأديب للطباعة والنشر والتوزيع 2023 . الحالة الاجتماعية متزوج ولدي ثلاثة أبناء كلهم مواليد اليمن هند وأحمد أطباء أسنان ومحمد مهندس ووظيفيا مدير مكتب مؤسسة الأهرام بالدقهلية .