وسط توقعات بزيارة بزشكيان للقاهرة قريبا :
هل تمهد مباحثات عراقجي في مصر لتطبيع العلاقات بين طهران والقاهرة ؟
شكلت الزيارة التاريخية لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى مصر نقلة نوعية في مسارالحهود الرامية لعودة العلاقات بين القاهرة وطهران حيث تعد هذه اول زيارة لمسؤول إيراني بهذا المستوى إلى مصر منذ العام 2013 .
واعتبر مراقبون ان هذه الزيارة لعراقجي والتي استقبله خلالها الرئيس عيد الفتاح السيسي ووزير الخارجية بدر عيد العاطي ستسهم بقوة في تطبيع العلاقات بين مصر وايران خلال الفترة المقبلة
فيما توقعت مصادر مطلعة أن هذه المشاورات تمهد لزيارة مرتقبة للرئيس الايراني مسعود بزشكيان إلى مصر وعقد قمة بين الرئيسين قريبا .
وسيطرت الاحداث في المنطقة على مباحثات عراقجي في القاهرة حيث دعت مصر وايران الى تكثيف الجهود من أجل وقف الحرب في غزة ولبنان.
واتفق الطرفان على ضرورة تكثيف الجهود لوضع حد للجرائم في غزة والاعتداء على لبنان.
وعبر الرئيس السيسي عن الموقف المصري الداعي الى عدم توسع دائرة الصراع وضرورة استمرار وتكثيف الجهود الرامية الى وقف اطلاق النار في غزة ولبنان ووقف الاعتداءات والانتهاكات في الصفة الغربية وانفاذ المساعدات الانسانية اللازمة لانهاء المعاناة المتفاقمة للمدنيين.
من جانبه أعرب وزير الخارجية الإيراني عن تقدير بلاده للجهود المصرية المستمرة لتحقيق الاستقرار والأمن بالمنطقة، وتم الاتفاق على أهمية استمرار المسار الحالي لاستكشاف آفاق التطوير المشترك للعلاقات بين الدولتين.
واعتبر السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق ان هذه الزيارة جاءت في اطار جولة زار خلالها عدد من العواصم في المنطقة موضحا ان الهدف من تلك الجولة شرح الموقف الايراني ازاء التطورات الجارية في المنطقة خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية من جهة ، والمواجهة العسكرية المستمرة بين اسرائيل وايران من ناحية اخرى ، والتأكيد على أن ايران تسعى خفض التصعيد في المنطقة والإعراب عن استعدادها للتعامل بايجابية مع اَي جهود دولية أو اقليمية لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان .
وقال ان المباحثات مع الرئيس السيسي تعرضت لمسار العلاقات الثنائية المصرية الإيرانية واتفق خلال هذا اللقاء الهام على استكمال واستمرار الاتصالات بين الجانبين للتوصل إلى تطبيع العلاقات بينهما في الوقت الملائم .
وأشار إلى ان العواصم التي زارها عراقجي لها علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية سواء تحالفات او شراكة استراتيجية وبالتالي اراد من هذه الزيارات توجيه رسائل إلى الادارة الأمريكية بان ايران مستعدة للتجاوب مع الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان والعمل على عدم تصعيد المواجهة الإيرانية مع إسرائيل ، كما تأتي الجولة في اطار التوجهات التي أعلنها الرئيس الايراني بزشكيان عن السياسة الخارجية الإيرانية ، وحديثه امام الامم المتحدة بنبرة تعكس الرغبة في الانفتاح على العالم والاستعداد للتعامل الإيجابي مع المجتمع الدولي في اطار احترام السيادة والمصالح الإيرانية .
وأوضح هريدي ان ايران بعد التطورات في لبنان وفلسطين واليمن أصبحت في موقف مغاير عن ذي قبل وبالتالي تحتاج الى الدول العربية وفي مقدمتها مصر ، والتنسيق والتعاون مع هذه الدول من اجل التوجهات الجديدة في السياسة الخارجية الإيرانية .