النهار
الخميس 24 أكتوبر 2024 06:28 مـ 21 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
المجلس القومي للمرأة يشارك بجناح ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية بنسخته الثانية2024 رئيس جامعة الأزهر يتفقد كليات الطب بدمياط ويحث الطلاب على الجد والاجتهاد مؤسسة المرأة الجديدة تعقد أولى جلسات الحوار المجتمعي حول سياسات الحماية من العنف بين قانون العمل واتفاقية 190” المجلس القومى للمرأة يشارك في جلسة ”تمكين المرأة والشباب من أجل التنمية المستدامة” الرياض تستضيف أول سيرك مائي متنقل في الشرق الأوسط محافظ السويس يتفقد قافلة طب وجراحة العيون المجانية بالمجمع الطبي بحي فيصل إحالة أوراق قاتل زوجته بعد 4 أشهر من الزفاف بالإسماعيلية للمفتي .. تفاصيل نائب محافظ قنا يشهد ختام الدورة التدريبية لمشروع تعزيز استدامة خدمات مياه الشرب بصعيد مصر انقلاب سيارة نقل ”تريلا” بطريق الإسماعيلية القاهرة الصحراوي وكيل ”تعليم البحيرة” يفاجىء مدارس مركز كفرالدوار ويشدد على الانضباط الإدارى وتنفيذ القرارات الوزارية وفد صيني رفيع المستوى في زيارة لمكتبة الإسكندرية إيهاب توفيق يحيي حفل نوفمبر المقبل علي مسرح البالون

عربي ودولي

من لبنان …وزير الخارجية والمغتربين الأسبق عدنان منصور في حوار شامل ل”النهار” :

المنطقة على شفا حرب موسعة …ولبنان لن يقبل بسياسية إسرائيل لفرض الأمر الواقع !

صورة ارشيفية لوزير الخارجية اللبناني الاسبق مع الزميلة هالة شيحه
صورة ارشيفية لوزير الخارجية اللبناني الاسبق مع الزميلة هالة شيحه

- نقدر دور مصر الداعم لبلادنا …ونتطلع لموقف عربي موحد لوقف الحرب على غزة ولبنان

- بعد عام على طوفان الأقصى..نتنياهو لم يحقق اَي إنجاز سياسي في غزة أو لبنان !

- إسرائيل تتحصن بواشنطن ..ولن نقبل بإفراغ الجنوب …واعادة المستوطنين للشمال إلا بعودة اللبنانيين
في وقت عاصف تتسارع فيه الاحداث الدامية في قطاع غزة المنكوب، وفي لبنان ذلك البلد العروبي المحوري الذي طالته الحرب الاسرائيلية الشعواء ومخططاتها الخبيثة …ورغم العراقيل واختراق واستهداف شبكات الاتصالات والإضرار بها حرصنا من خلال التواصل مع وزير الخارجية والمغتربين الأسبق عدنان منصور على القاء الضوء على مستجدات الساحة اللبنانية في ظل العدوان الاسرائيلي المتواصل عليها، ورؤاه حول مخطط نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط واهمية الدور المصري والعربي والدولي في دعم لبنان ازاء المخطط الصهيوني الذي تجاوز كافة الخطوط الحمراء وانتهك سيادة البلاد بدعم أمريكي لا محدود .


واعرب منصور في حواره ل"النهار" عن التقدير للدور المصري والتحركات الرامية لوقف إطلاق النار محذرا في الوقت ذاته من تدحرج كرة النار لتشمل دول المنطقة برمتها …والى نص الحوار :
- في البداية نود القاء الضوء على مستجدات الأوضاع في لبنان وهل تسعى إسرائيل لاستنساخ سيناريو غزة في لبنان؟
- لاشك ان إسرائيل في الأشهر الأخيرة قامت بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية في لبنان وما قاله نتنياهو والقادة العسكريين الإسرائيليين بانهم سيحولون لبنان إلى غزة جديدة يكشف ان ما ترتكبه إسرائيل من جرائم في لبنان يذكرنا بغزة على اعتبار ان العدو الاسرائيلي يقوم بقصف المنشآت والأبنية المدنية ودور العبادة والسكن والمستشفيات وكل شيء لا يمت بصلة لقضايا عسكرية ومن ثم فان اسرائيل تقوم بحرب ابادة فعلا متبعة سياسة الارض المحروقة لاستنساخ سيناريو غزة ولكن هذا الأمر يواجه من قبل المقاومة بكل قوة وبرد عنيف ايضا داخل اسرائيل ، فما تريده اسرائيل من هذا الفعل حيث القصف العشوائي والهدم في كل مكان والذي طال الجنوب وشمال شرق لبنان وضاحية لبنان وحتى بيروت تريد من خلاله اسرائيل فرض سياسة الامر الواقع لعل المقاومة تستسلم في لبنان ومن خلال هذا الاستسلام والقبول بوقف إطلاق النار من جانب لبنان تستطيع اسرائيل ان تحقق ما تريده بالنسبة للبنان وهو انسحاب المقاومة شمال خط الليطاني وايضا اعادة النازحين من المستوطنات الاسرائيلية إلى الشمال وبعد ذلك افراغ لبنان من المقاومة بحيث يبقى الجنوب اللبناني تحت رحمة الإسرائيليين وفي اي وقت تستطيع اسرائيل ان تتحرك وان تنقض على الجنوب ، وهذا الامر لا يمكن ان يتم .

- ماذا عن الدور العربي والدولي ازاء ما يحدث في لبنان والى اين تتجه الأوضاع في ظل مخطط اسرائيل لجر المنطقة لحرب شاملة وهل تتسع رحاها لدول اخرى؟

اسرائيل تريد جر ليس فقط بعض الدول إلى الحرب وانما تجر المنطقة كلها من خلال ما ترسمه اسرائيل وما تخطط له ، فعندما يتحدث نتنياهو في اليوم الثاني للحرب قائلا نريد تغيير الشرق الأوسط ، فماذا يعني ذلك ؟! ، تغيير الشرق الأوسط لا يشمل دولة فقط وانما يشمل دول المنطقة ككل ولهذا السبب فاليوم اسرائيل لا تكترث لما يصدر في دول العالم من نداءات لوقف إطلاق النار ولوقف الحرب حتى ان إسرائيل قالت : "ليس هناك من قوة في العالم تستطيع ان تملي شروطها علينا "، فاسرائيل بكل تأكيد تتحصن بالقرار الأمريكي ، لأن الولايات المتحدة الأمريكية منذ اليوم الأول وقفت إلى جانب إسرائيل ماديا وعسكريا و لوجيستيا واعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا ووفرت لها كل وسائل الدعم بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة حتى اللحظة لم تنتقد إسرائيل بكل ما قامت به في غزة وفي لبنان من حرب ابادة جماعية وتطهير عرقي وقتل اكثر من45 الف شهيد في غزة بالإضافة إلى 140 الف جريح ، وايضا في لبنان خلفت الاف الجرحى والشهداء ، والولايات المتحدة الأمريكية حتى هذه اللحظة لا تعتبر اسرائيل قامت بعملية ابادة جماعية وتقول بانه ليست هناك من ادلة تثبت أن اسرائيل قامت بعملية تطهير عرقي .
ومن هنا فان الأوضاع التي تتحرك في المنطقة تشكل مؤشرا خطيرا على اعتبار ان هذه الحرب إذا ما توسعت وخرجت عن النطاق اللبناني -الإسرائيلي ، او الفلسطيني - الإسرائيلي فان ذلك سيشعل المنطقة ككل ولن يستطيع أحد منذ الآن أن يتصور المشهد القادم أو يحدد ماهية التداعيات التي ستنعكس على المنطقة برمتها ، فعندما نسمع وزير المالية سموتريتش يقول ان على دولة اسرائيل أن تضم لبنان والأردن بالكامل وأجزاء من سوريا والعراق ومصر والسعودية فماذا يعني ذلك ؟! هل يعني ان إسرائيل حمامة السلام ترفع شعار السلام ؟! ..مطلقا!! إذن نوايا التوسع الاسرائيلية واضحة وليس الان ، ولا بعد طوفان الأقصى ، بل قبل قيام الدولة الاسرائيلية ، قبل عام 1948 وهنا علينا ان ناخذ في الاعتبار ما يخطط له العدو الاسرائيلي عندما يتحدث عن الشرق الأوسط الجديد.

وكيف ترون دخول ايران على خط الحرب ؟
بالنسبة لايران فهي لا تريد التصعيد العسكري في المنطقة لانها في نهاية الامر جزء من هذه المنطقة فما يحدث يؤثر على جميع دول المنطقة ولا تستطيع اي دولة أن تنأى بنفسها او تقول بانها بعيدة عما يحدث، لأن الشظايا تصل اليها من قريب أو من بعيد وقد أعلنت ايران مرارا انها لا تريد التصعيد وانها تريد وقف الحرب في لبنان ، وايران اليوم في وضع حساس ، وقد وجدنا ايران قد ردت على العدوان الاسرائيلي الذي استهدف ارضها عندما تم اغتيال اسماعيل هنية ، وقامت ايران بالرد وهذا حق قانوني بموجب القانون الدولي لا سيما المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ، والان إسرائيل تريد الرد على ايران بقصف المنشآت ولا احد يعرف ما هي هذه المنشآت وكيف ستكون وسيلة الرد وايران هددت في نفس الوقت بان اي عمل عدواني من جانب اسرائيل ضد ايران فان الأخيرة سترد ، مما يعني ان المنطقة ستدخل في " الفعل ورد الفعل" مما يهدد باشعال المنطقة ككل وهنا مكمن الخطورة كلها.

كيف ترى اعتداءات إسرائيل على قوات اليونيفيل في جنوب لبنان وما هو الرادع لاسرائيل في ظل حربها الوحشية سواء في غزة او لبنان ؟

إسرائيل ليست المرة الاولى التي تقوم فيها باعتداءات على قوات اليونيفيل " قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان" ففي عام 2006 قصفت مباشرة موقعا لليونيفيل وسقط عشرات الشهداء من جراء القصف لليونيفيل ، وها نحن نرى إسرائيل تعود لتكرار هذا العدوان لانها تريد ابعاد قوات الطوارئ الدولية عن الأماكن المتواجدة فيها على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة لأنه إذا ما تراجعت هذه القوات وابتعدت عن النقاط الموجودة فيها فان هذا يعني الإتاحة لاسرائيل
بالتوغل داخل الأراضي اللبنانية بسهولة دون ان يكون هناك حاجز لقوات اليونيفيل التي تمثل في نهاية الأمر المجتمع الدولي والتي أتت بموجب قرار أممي ، وقد ادانت الامم المتحدة هذا العمل وكذلك دول عديدة ادانت عدوان اسرائيل ، واعلن قائد اليونيفيل ب" اننا لن نتزحزح عن مواقعنا في جنوب لبنان وسنبقى في أماكننا ولن نتخلى عن الأماكن المحددة التي نتواجد فيها .

- ماذا عن العلاقات المصرية اللبنانية وكيف ترى الجهود المتواصلة من اجل وقف إطلاق النار ؟

نحن لاشك نعول كثيرا على تحرك العالم العربي ونريد لهذا العالم العربي ممثلا في الجامعة العربية بضرورة ان يكون هناك عمل عربي فاعل ومؤثر يعبر عن امكانات الامة والعالم العربي من أجل التوصل لوقف إطلاق النار خاصة وان دولا عديدة في العالم العربي لها وزنها ورأيها وايضا مواقفها خاصة تجاه دولة شقيقة مثل لبنان الذي هو عضو في الجامعة العربية ، ومصر وما لها من دور حساس فهي مركز الثقل في عالمها العربي وهي بوضعها الجيوسياسي ووضعها السياسي وتاريخها العريق تستطيع ان تقوم بجهد مؤثر وفاعل في هذا الصدد ، ولذلك لبنان يعول اهمية على الأشقاء العرب والاصدقاء في العالم والمجتمع الدولي من اجل حمل اسرائيل على وقف العدوان وان تلتزم بالقرارات الأممية الصادرة منذ عام 1948 وحتى اليوم ، فاسرائيل حتى اليوم لم تحترم قرارا أمميا واحدًا ولم تنفذ أي قرار أممي ، ولذلك اليوم فان العالم العربي أمام مسؤوليته خاصة وان المعني هو دولة شقيقة لهم ، لأن كرة النار إذا ما تدحرجت لن تتوقف عند فلسطين او عند لبنان ، وها نحن نرى ان الخلل في دولة ما يطال اكثر من دولة ، فالعدو الاسرائيلي لديه شهية كبيرة للتوسع رغم اتفاقيات السلام ورغم القرارات الدولية ، فتطلعاته نحو التوسع لا تتوقف ومن ثم لابد من وقفة عربية واحدة في مواجهة السياسة الاسرائيلية العدوانية .

- كيف ترى سياسة الاختراقات الاسرائيلية ونهج الاغتيال المتواصل لقادة حماس وحزب الله ومحاولات زرع الفتنة في لبنان ؟
ليست المرة الاولى التي تقوم فيها اسرائيل بعملية اغتيال فحتى قبل طوفان الأقصى هناك اعتداءات اسرائيلية متواصلة على اكثر من دولة في المنطقة خاصة في غربي اسيا ، فاسرائيل قامت بعمليات اغتيال لقادة عسكريين وسياسيين ولكل الفئات التي تتعارض مع السياسات الاسرائيلية والتي تعارض الاحتلال الاسرائيلي ، فكل فصيل مقاوم ضد الاحتلال الاسرائيلي وجدنا اسرائيل تقوم بحملات ضده وكانت تقوم بعمليات تصفية للزعماء وسياسيين تابعين او مسؤولين عن حركات مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي .
- في ظل الصلف الإسرائيلي الا ترى ان اسرائيل تعصف بكل فرص التفاوض وتفرض الحل العسكري ليحقق نتنياهو مكاسبا داخلية ؟
اسرائيل منذ اليوم الأول لا تريد حلا سياسيا ، فهي تريد حلا على طريقتها الخاصة ، بفرض سياسة الأمر الواقع الاسرائيلي على لبنان وعلى فلسطين والمنطقة ، ونتنياهو يريد ان يحقق انتصارا في الداخل الإسرائيلي ، وهو اليوم بعد عام من الحرب على غزة ولبنان لم يحقق الإنجاز الذي تحدث عنه ، فقد اراد القضاء على حماس وحتى الان لم يحدث ذلك ويريد إخلاء غزة من سكانها ولم يستطع ذلك ….فماهو الإنجاز الذي حققه ؟! هنا يمكن القول بان هذا الإنجاز هو " التدمير الشامل وحرب الابادة الجماعية والتطهير العرقي وإسقاط اكثر من 140 الف شهيد وجريح " وهو ليس بإنجاز سياسي مطلقا ، وايضا ما فعله بلبنان لا يشكل اي انتصار فهو يقول " أريد ان أعيد النازحين إلى مستوطناتهم واقضي على المقاومة وانزع سلاحها وابعادها عن الحدود اللبنانية " ولم يتحقق شيء من ذلك ، فعودة النازحين التابعين للمستوطنات لا يمكن ان يعودوا إلى الشمال قبل عودة اللبنانيين فيجب ان يكون هناك تزامن في العودة وان يكون هناك وقف إطلاق نار مسبق وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث.. ونحن لن نقبل بسياسة الأمر الواقع التي يريد نتنياهو فرضها على لبنان واللبنانيين .