النهار
السبت 21 ديسمبر 2024 08:24 مـ 20 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
بمشاركة عمر مرموش آينتراخت يسقط أمام ماينز بثلاثية أول تعليق من جوارديولا بعد الخسارة أمام أستون فيلا محافظ كفر الشيخ: تغيير خط الطرد بمحطة مياه «الجرايدة» بتكلفة 2.5 مليون جنيه انتهكا حرمة الموتى.. حبس حفاران أخرجا هياكل بشرية من قبر لإبعاد زميلهما عن العمل معهما في قنا شاهد بالفيديو..أبو يطرح أغنية ”الحرب العالمية ” تعيين رؤساء إحياء جدد في المنتزه والجمرك والعجمي بالإسكندرية فرقة السبعة وأربعين توثق حكاية الطفلة الفلسطينية أمينة في أغنية ”يخو” النائب أسامة شرشر يهنئ الأستاذ محمد شرشر والأستاذ إسلام العريني بزفاف المهندس أحمد والمهندسة سولي رئيس قطاع صحية القاهرة يستلم تكريمه من وزارة الصحة مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيان يعربان عن شكرهما للمغرب على جهوده لإنهاء الأزمة وإعادة الاستقرار لليبيا القصيبي يتفقد أعمال «مسام» في عدن والساحل الغربي تقرير الطب الشرعي يكشف مفاجأة في واقعة وفاة زوجة عبد الله رشدي

تقارير ومتابعات

نصر مزعوم وهزيمة كاذبة!.. حرب اكتوبر من منظور أمريكي من واقع سجلات ملفات الاستخبارات الامريكية

ملفات الأستخبارات الأمريكية في حرب اكتوبر
ملفات الأستخبارات الأمريكية في حرب اكتوبر

قصه نرويها جيلاً بعد جيل، قصة نصر لمصر وإسترداد للأرض وتأكيداً لكرامة المصريين، قصة نصر اكتوبر تختلف بحد كبير عن مفهوم الحروب السابقة لها، من حيث استعانة اسرائيل لمعدات وافراد وخبرات اجنبية وبالتحديد امريكية في الصراع المصري الإسرائيلي، وعلى الرغم من التطور التكنولوجي الكبير للجانب الإسرائيلي كانت الغلبة لمصر، لم تكن فقط بالتدريبات الجيدة للمقاتل المصري بل كانت ايضاً بالأهتمام بأهم جانب من جوانب الحروب الحديثة الا وهي الخداع الأستراتيجي، والذي لعب الدور الأهم ليس فقط في التلاعب بالمخابرات الإسرائيلية بل والأمريكية ايضاُ، والتي كانت مسيطرة في ذلك الوقت على صناع القرار في العديد من دول العالم بما فيها إسرائيل نفسها والتي كانت تعتمد تلك التقارير كمصادر ثقة للمعلومات عن مصر.

CIA

ولفهم الأنتصار ورواية القصة من جانبنا بالشكل الأدق والذي يشكك فيها العديد أرتأينا ان نرويها من وجهه نظر أخرى، وهي وجهه النظر الأمريكية، ورؤيتهم للوضع في مصر قبيل وأثناء حرب اكتوبر، من خلال سجلاتهم هم أنفسهم، ومقارناتها بما حدث في الواقع، رداً على المشككين في النصر من خلال توجه حديث يُدفع من أجله ملايين الدولارات كحملات مقصودة للتلاعب بالمفاهيم وتحويل هزيمة العدو لـ أنتصار معنوي وتحويل رموز الهزيمة لأبطال في تاريخ يكتبوه حالياً بأيديهم للتأصيل للأجيال القادمة

القسم الأول: رؤية امريكا للوضع في مصر قبل 6 اكتوبر

في الجبهة المعلوماتية كانت امريكا ترصد الوضع في مصر داخلياً وخارجياً، من خلال تحليل المعطيات من كافة القطاعات، لوضع تصور حقيقي عن تهديد مصر لإسرائيل وبخاصة بعد التصريحات العديدة التي قام بها الرئيس السادات والتي كان دورها في الأساس الخداع الأستراتيجي للخارج وايضاً لقياس مدى تقبل الشارع المصري الوضع الحالي للعمل على اصلاح اوجه القصور به، حيث لا يمكن مواجهه العدو الخارجي قبل فهم وتنظيم الجبهه الداخلية.

السادات

"ولكن مصداقية السادات لا تزال منخفضة، ويبدو أن أغلب المصريين متشككون في أن الحكومة منخرطة في خلق أي شيء أكثر من التوترات المفتعلة المعتادة. ولكن قسم المصالح الأميركية في القاهرة أفاد بأن هناك تكهنات محلية بأن النظام ربما يخطط في واقع الأمر لتحرك عسكري ضد إسرائيل قريباً. ففي العام الماضي قال السادات إن القاهرة سوف تحتفل بانتصارها على الإسرائيليين بحلول ذكرى مولد النبي محمد في الخامس عشر من إبريل/نيسان. "

تلك التصريحات الساداتية أكدت لأسرائيل "عدم نية السادات ويشاركه في الرأي اغلب قادة القوات المسلحة في القيام بأي عملية عسكرية تجاة إسرائيل"، حتى انهم رأوو ان تلك التحركات كانت بهدف امتضاض الغضب الشعبي وحالة الأحباط المصرية الداخلية ليس الا.

القسم الثاني: تحجيم وضع مصر خارجياً سياسياً وعسكرياً

CIA

الخداع الأستراتيجي الذي قام به السادات على كافة المستويات لعب الدور الأهم في تلك الحرب، سواء شكك بذلك العديد من الخبراء من الداخل او الخارج، ولكن بأعتراف المخابرات الأمريكية نفسها نرى ان تواصلها مع دول عربية لفرض حصار عسكري قد نجح، وهذا ما لم يحدث فعلياً، فالسعودية وليبيا والعراق وغيرهم لعبوا دوراً كبيراً في التأكيد لامريكا بأنهم لن يساعدوا بأي شكل كان لمصر في حالة الحرب.

CIA

فحتى تطوير سلاح الجو المصري قد حظى على اهتمام امريكا من حيث تعزيز القدرات، كما صدر في ملف الأستخبرات الأمريكية الصادر في الشهر الخامس لعام 1973، الا ان تلك التحركات المصرية كانت محسوبة، حيث كانت الطائرات من وجهه النظر الأمريكية تأتي كمجرد تدعيم للجيش ولا خطر منها حيث ان اسرائيل مازالت متفوقة برغم ذلك على السلاح الجوي المصري بأعترافاتهم، وهو ما لم يأخذوه بالحسبان من قدرة الجيش المصري على تطويع السلاح وتطوية بما يتناسب مع متطلبات المعركة.

القسم الثالث: أعتراف المخابرات الأمريكية بفشلها في اكتشاف قدرات الجيش المصري، وفهم عقلية السادات

لن نقوم بسرد التقرير الصادر في السابع والعشرين من مايو 1973 حيث انه يتحدث عن نفسه، لذا نورده كما هو:

"إن التكهن بنوايا رؤساء الدول هو لعنة محللي الاستخبارات. ففي مصر، نصبح تحت رحمة المقابلات والخطابات العامة للسادات ـ ونعرف ما يريدنا أن نسمعه في الواقع ـ ولا نحصل إلا على لمحات نادرة من معرفة عقلية السادات الخاصة. إن السادات يبدي مشاعره على نحو أكثر وضوحاً من أغلب نظرائه، ولكن تحديد مزاجه، ونظرته إلى القوى العاملة في الشرق الأوسط، وإدراكه للضغوط التي يتعرض لها، يشكل فناً غير دقيق –بالنسبة لنا-. فضلاً عن ذلك فإننا لا نعرف إلا القليل عن المؤسسة العسكرية المصرية ـ عن معنوياتها؛ واستعدادها للقتال أو ميلها إلى الضغط على السادات للقتال؛ وإدراكها للمخاطر الجسيمة التي ينطوي عليها استئناف الحرب. وعلى هذا فإن التحليل التالي يشكل تفسيراً يستند إلى بعض الحقائق، ولكنه يعتمد أيضاً إلى حد كبير على التخمينات".

CIA

وما يتضح ان الإدارة الأمريكية بعد السادس من اكتوبر اصبحت تلجأ لمحاولة فهم السادات وتوقع طلباته في مرحلة المفاوضات مع امريكا والجانب الأسرائيلي بالتخمين بحسب الاحداث وعقلية السادات، حيث تم التطرق في الملفات لطلب السادات ايجاد حل جاد وسريع لكافة القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط بما فيها فلسطين في مباحثاته، اي انه كان مصر على ايجاد حل دائم وليس مجرد مسكنات، الأمر الذي حدى بهم إلى محاولة توقع طلبات السادات في لقائاته مع موفدي الإدارة الأمريكية بشكل عام، بل وايضاً تحديد الأجابات لأسئلته والموافقة على بعض طلباته ومحاولة المماطلة في البعض منها بقدر الإمكان، عن طريق اتخاذ المسلك الدبلوماسي الطويل والذي بأعترافهم سيفشلون فيه ايضاً ولكنه يمنحهم الوقت الكاف لترتيب الأوراق من جديد.

القسم الرابع: قلب الحقائق لكتابة تاريخ مزور بدعوى "النصر المعنوي"!

كل تلك الحقائق بالمستندات التي اوردناها ليست الا نقطة في بحار من المستندات المتشابكة والمترابطة بشأن حرب 73، ولكن تحاول إسرائيل مع ذلك زرع افكار في اجيال الأسرائيليين الجدد بخصوص نصر لم يتحقق الا في مخيلاتهم، وهو اعتراف مصر بالدولة الإسرائيلية كما يروى في اعمالهم الفنية الاخيرة على الساحة.

تعتمد إسرائيل على منطق الكذب والأستمرار فيه حتى النهاية، فان الكذبة ما تلبث ان تصبح حقيقة ان وجدت افراد مؤمنين بها، وبالتالي تعزز من ايدولوجيتها في أحقية وجودها بأختزال القصة الحقيقية وراء التأسيس للكيان، فهي تلغي الماضي لديها وتحاول تشوية ماضي الأخرين؛ مرة بزرع وجودها في تواريخ الأخرين لاضفاء شرعية تاريخية، ومرة بتدعيم قوميات اخرى لسلب اعداهم ميزاتهم التاريخية وزرع الشك بداخلهم حول انتمائهم لأرضهم وبالتالي إضعاف مفهوم الوطنية والولاء للأرض لديهم، فيتضح انها تلعب على الجانب النفسي وهو الاخطر في حروب الجيل الجديد.

موضوعات متعلقة