مقتل السنوار هل هي نهاية العدوان الإسرائيلى على غزة ؟
بعدما أعلن رسميا مقتل مهندس" طوفان الأقصى" يحيى السنوار مصادفةً، خلال قصف لجيش الإحتلال الإسرائيلي على منزل في رفح جنوب قطاع غزة هل أنتهي العدوان رسميا على القطاع المدمر بعد شكلت وفاة "السنوار" ضربة قوية لحماس، التي حولها إلى قوة مقاتلة ألحقت أكبر هزيمة بالدولة العبرية طوال تاريخها الدموي,وقبلة حياة لحكومة بنيامين نتنياهو التى تمثل "فرصة" لاسترجاع أسراهم المحتجزين داخل القطاع.
وظهر الصورة الملتقطة في مكان الحادث السنوار، وهو مرتدياً ملابس قتالية، ملقى ميتاً بين أنقاض مبنى أصيب بقذيفة دبابة إسرائيلية , فهو لم يُقتل في عملية مخطط لها من قِبل القوات خاصة الإسرائيلية ، بل جمعته الصدفة بقوات الإحتلال في رفح جنوب غزة.
وأشاد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بالجنود وأوضح أنه مهما كان النصر كبيراً، فإنه لا يعني نهاية الحرب.
وأضاف نتنياهو "لقد أوضحنا اليوم مرة أخرى ما يحدث لأولئك الذين يؤذوننا. اليوم أظهرنا للعالم مرة أخرى انتصار الخير على الشر، لكن الحرب لم تنته بعد. إنها صعبة، وندفع فيها أثماناً غالية".
وقال نتنياهو إنه "ما تزال هناك تحديات كبيرة تنتظرنا. نحن بحاجة إلى التحمل والوحدة والشجاعة والصمود، سوف نقاتل معاً، وبمساعدة الله سوف ننتصر معاً".
وفى محاولة لبحث نتنياهو والأغلبية الساحقة من الإسرائيليين الذين يؤيدون الحرب عن نصر مزيف في غزة جاء الإعلان عن وفاة صانع "طوفان الإقصى" .
فقد كان قتل السنوار هو النصر الذي أرادته إسرائيل. ولكن إلى أن يتمكن نتنياهو من الادعاء بأن أهداف الحرب الأخرى قد تحققت، فإن الحرب، كما يقول، ستستمر حتى لا يأتى وقت المحاسبة على التقصير الأمنى من قبل حكومتة كما تتهمه أسر المختطفين.
وهذا ما كرره رئيس الوزراء عن أهدافه في الحرب عدة مرات "تدمير حماس كقوة عسكرية وسياسية وإعادة الرهائن إلى الوطن". ولم يتحقق أي من الهدفين، رغم مرور عام من الحرب التي قتلت ما لا يقل عن 42 ألف فلسطيني وتركت قطاع غزة في حالة خراب والتدمير الذى يفوق أي أصلاح .
فقد ولد يحيى السنوار عام 1962 في مخيم للاجئين في خان يونس، في قطاع غزة. كان عمره خمس سنوات عندما استولت إسرائيل على القطاع عام 1967.
كانت عائلته من بين أكثر من 700 ألف فلسطيني فروا أو طردوا من منازلهم على يد القوات الإحتلال الإسرائيلي في حرب عام 1948 التي انتصرت فيها العصابات الصهيونية وأعلنت استقلالها .
وتنحدرعائلته"السنوار" من المدينة المعروفة الآن باسم عسقلان، والتي تقع بالقرب من الحدود الشمالية لقطاع غزة.
وتلقى السنوار تعليمه في مدارس المخيم حتى أنهى دراسته الثانوية، ليلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة لإكمال تعليمه الجامعي، ويحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية.
وفي عام 1982 أُلقي القبض على السنوار ووضع رهن الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر بتهمة الانخراط في "أنشطة تخريبية".
وفي عام 1988، قضت محكمة إسرائيلية على السنوار بالسجن مدى الحياة أربع مرّات (مدة 426 عاماً)، أمضى منها 24 عاماً في السجن.
وجاءت صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011 وتم أطلق سراح السنوار ضمن أكثر من 1000 سجين فلسطيني .
وتعد التطورات بمقتل زعيم حركة "حماس" يحيي السنوار باتت أقرب إلى أن تكون من قبل قيادة الخارج مع تصفية كبار القادة داخل القطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلي .
بدوره، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن مقتل السنوار يمثل "لحظة ارتياح للإسرائيليين، ويوفر في الوقت نفسه فرصة لمستقبل لقطاع غزة خالٍ من سيطرة (حماس).
وأضاف بايدن في بيان: "كان يحيى السنوار حجر عثرة أمام تحقيق كل هذه الأهداف. لم يعد ذلك العائق موجوداً. لكن يظل أمامنا عمل كثير".
فيما رحّبت نائبة الرئيس الأميركي المرشحة الديمقراطية لانتخابات البيت الأبيض، كامالا هاريس، بمقتل السنوار، وقالت: "هذه اللحظة تمنحنا فرصة لإنهاء الحرب في غزة أخيراً. يجب أن تنتهي الحرب بحيث تكون إسرائيل آمنة، ويتم إطلاق سراح الرهائن، وتنتهي المعاناة في غزة".