النهار
الأحد 22 ديسمبر 2024 11:26 صـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

طوفان الأقصى وتداعياته على منطقة الشرق الأوسط

طوفان الأقصى
طوفان الأقصى

المنطقة تعيش على صفيح ساخن، وتسير على حبل رفيع، وفي هذا السياق فإن المنطقة مقبلة على سيناريوهات ستحدد مستقبل المنطقة أهمها: السيناريو الأول هوالحل السياسي عبر المفاوضات انطلاقًا من وقف العدوان على غزة والانسحاب الشامل من القطاع، ومن ثم وقف القتال مع حزب الله وعودة النازحين الصهاينة إلى مستوطناتهم في الشمال، بينما يأتي السيناريو الثاني في استمرار حرب الاستنزاف وذلك بين الاحتلال الإسرائيلي وبين حماس، وحزب الله، بمساعدة اليمن، والعراق، وإيران، وأخيراً السيناريو الثالث يتمثل في الحرب الإقليمية بدخول إيران على خط المواجهة المباشرة مع إسرائيل.

حول هذا التقرير يقول المحلل الفلسطيني محمد سبيته ، أتفق مع السيناريو الثاني لأنه لا يوجد حالياً في العالم كله من يقف في وجه نتنياهو، ونتنياهو بعد اغتياله لنصر الله وإسماعيل هنية وقادة حزب الله يتصور أنه بطل إسرائيل القومي الآن. وبما أن أمريكا داعم أساسي لإسرائيل، وليست فقط داعم ولكنها شريك في كل ما تقوم به إسرائيل في المنطقة، لذلك أرى أن السيناريو الثاني هو الذي يتم تنفيذه حالياً وسيستمر فيه نتنياهو الذي يتصورنفسه هتلر هذا العصر.

الآن الوضع في المنطقة سيئ جداً المصالحة الفلسطينية تدور وتلف في مكانها ، وقد أنتهت جولة من المباحثات بين فتح وحماس في القاهرة ولكنها لم تسفرعن شئ ، وقبلها في الصين وروسيا ، والسعودية وفي مصر أكثر من عشر مرات ، وبالتالي فما هو موجود الآن على الساحة هو الطرح الإسرائيلي فقط .

وحديث نتنياهيو عن إسرائيل الكبري وعن شرق أوسط جديد يؤكد على نيته على أن يتوغل بعد لبنان ، وقد يتجه إلى الأردن لتهجير سكان الضفة ، لأن غزة بالنسبة لإسرائيل تعتبر ميته حتي ولو عادت ، فغزة عبارة عن كتلة بشرية لا يمكن أحتمالها ، اثنان ونصف مليون إنسان على 364 كيلو متر ، وهذه أكبر كثافة سكانية في العالم ، وهذا لا يفيد إسرائيل ولا ترغب به إسرائيل ، منذ أن قال " اسحق رابين" اتمنى ان أصحوا وأجد غزة قد غرقت في البحر.

وهدف إسرائيل الأول والأخيرهو السيطرة على الضفة الغربية ، لأن بها القدس، و قبة راحيل في بيت لحم ، وفيها قبر سيدنا يوسف في نابلس ومقام سيدنا إبراهيم في الخليل ، مما يجعلها هدف إستراتيجي لإسرائيل وتعمل بكل ما تستطيع للإستيلاء عليه وتهجير أهلها إلى الأردن واعتبار الأردن الوطن البديل للفلسطينين.

وأضاف سبيته حول السيناريو الثالث قائلاً ، إيران قد تساعد وقد تضرب ولكنها لم تدخل حرب لا معا إسرائيل ولا معا أمريكا ، لوجود مصالح كبيرة مع أمريكا ، إيران تريد حماية برنامجها النووي ، وإيران دولة نفطية وتصديرها في العالم الماضي للنفط بحوالي 35 مليار دولار، وهذا لن تسمح له إيران أن يضيع ، فمن الملاحظ أمامنا استمرار نتنياهو في حربه على غزة ، وعلى حزب الله بدون تحديد ملامح ولا وقت لإنتهاء الحرب ولا مفاوضات ولا خزعبلات ولا قبول بالمبادرة الأمريكية الفرنسية ، ولا بقرارت مجلس الأمن ولا بالاعتراف حتى بالقرار الدولي 1701 الذي يحدد الحدود بين لبنان وإسرائيل.

بينما يقول الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس ، أنه يميل إلى السيناريو الثاني أكثر من الأول لعدة أسباب ، السيناريو الأول الاحتلال الإسرائيلي يرفض الوصول إلى أي مسارات سياسية طبقاً لقيام دولة فلسطينة ، أو حل سياسي بين الفلسطينين و الاحتلال الإسرائيلي ، في نفس الوقت هذا سيؤثر على الترتيبات في لبنان.

الاحتلال يريد أن يكون حزب الله منزوع السلاح وتحويله إلى حزب سياسي ، وهذا تدخل واضح وصريح في الشئون الداخلية لدولة مستقلة مثل لبنان ، الأمر الأخر في غزة اليوم وبعد عام لم يحقق كل ما أرده الاحتلال ، لم يقضي على حماس ، صحيح المقاومة تلقت ضربات قاسية ولكنها مازالت تؤلم الاحتلال بشكل أو بأخر ، يبقي الأمر الأهم أن الاحتلال يرفض الوصول إلى مسارات سياسية وبالتالي كل المسارات السياسية لم تنجح طالما الاحتلال يفكر بهذا الاتجاه .

بينما السيناريو الأخر هو استمرار الاستنزاف لفترة طويلة حتي يتالم الاحتلال ، وإذا تالم الاحتلال سنجد أمريكا هي التي تسعي للحل السياسي ، وتدفع إلى أن يكون هناك حلول كاملة لهذا الأمر.

وحرب الاستنزاف تؤلم الاحتلال وأيضاً أمريكا التي تمول الحرب. حتى هذه اللحظة هذا السيناريو الأقرب في الوقت الحالي وفي الشكل الحالي ، يمكن أنا لا اعتقد ان براجماتية إيران لم تتجه إلى حرب مفتوحه ، ونحن سياسياً نقول أن الوضع الجيو سياسي يجعل من الصعب أن تخوض إيران حرب مفتوحه مع الاحتلال ، فالصواريخ والطائرات لا تحسم معارك. حسم المعارك في الحرب البرية جيش مقابل جيش وهذا وضع صعب لان هناك حدود تفصل إيران عن فلسطين منها العراق وسوريا وبالتالي الوصول الى مواجهة مفتوحة مع الاحتلال أمر صعب.

الاحتلال إذا اقدم على ضرب منشآت نووية أو نفطية لايران ، ستضطر ايران للرد حتى لو كان محدوداً ، لكن الرد الذي تم قبل عدة ايام جعل الاحتلال يفكر بشكل كبير في الرد وهو الأن يختار خيارات ومسارات للرد ، وأنا لا اعتقد أن يكون الرد حرب مفتوحة ، لان ايران تعتمد بشكل أساسي على أذرعها ، كما لا اعتقد أن إيران متضطره إلى الخوض بنفسها في هذه الحرب ولكنها تعتمد على المقاومة اللبنانية ممثلة في حزب الله الذي بدأ يعيد ترتيب صفوفه ، والاحتلال حتى الأن لم ينجح في الحرب البرية ، طبعاً إسرائيل متفوقه في سلاح الجو وهو أحسن سلاح جو في المنطقة. ولديها تمويل مفتوح من أمريكا في كافة هجماتها ولكن الي متي سيصمد الاحتلال في كل هذا الاستنزاف الكبير.

الأمر الآخر المقاومة اليمنية والعراقية التي بدأءت تدخل على الخط بشكل متسلسل وترسل مسيرات ، جزاء منها أصاب أجزاء في الجولان وبالتالي حرب حرب الاستنزاف وقد تستمر لمدة أعوام وليست أيام ، كما استبعد حرب إقليمية في الوقت الحالي.

موضوعات متعلقة