رانيا شرعان: أنشطة مكتبات مصر العامة تتماشى مع أهداف الجمهورية الجديدة
تحرص مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، برئاسة السفير عبد الرؤوف الريدي، على مشاركة المصريين احتفالاتهم بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، والتي تستمر على مدار الشهر الجاري من خلال الفعاليات الثقافية والفنية التي تنظمها المكتبة سواء في فرع المكتبة، أو من خلال المكتبات المتنقلة التابعة لها والتي تقيمها المكتبة ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان» والتي تتماشى مع رؤية الجمهورية الجديدة.
وقالت رانيا شرعان مديرة المكتبة: «فى ظل احتفال مصر بالعيد الـ51 لانتصارات أكتوبر نود التأكيد على أن انتصار أكتوبر 1973، يُعد حجر الأساس الذي تنطلق منه الجمهورية الجديدة في مصر، حيث يظل رمزًا للقدرة على التغيير والتحدي وتحقيق المستحيل، وكما استطاع الجيش المصري في حرب أكتوبر استعادة الأرض واسترداد الكرامة، تسعى الدولة المصرية اليوم إلى استعادة دورها الريادي والارتقاء بمستويات المعيشة من خلال بناء دولة حديثة ومتطورة قائمة على العلم، الابتكار، والعدالة الاجتماعية».
وأضافت: «تسعى الجمهورية الجديدة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى تحقيق نقلة نوعية في حياة المصريين على جميع الأصعدة، وهذه الرؤية ترتكز على تطوير الإنسان المصري باعتباره المحرك الرئيسي للتنمية، ولذلك جاءت المبادرات الرئاسية مثل "حياة كريمة"، و"بداية" لتوفير بيئة مناسبة لبناء المواطن المصري من خلال تحسين التعليم، الرعاية الصحية، وتطوير البنية التحتية في مختلف المناطق، وخاصة في المناطق الريفية والنائية».
وتابعت: «المبادرة الرئاسية "بداية" تهدف إلى إرساء أساس قوي لتنمية الإنسان المصري من خلال بناء القدرات وتعزيز المهارات، لتأهيل المواطنين للمشاركة بفعالية في عملية بناء الجمهورية الجديدة، ويتم ذلك عبر توفير فرص تعليمية متطورة وبرامج تدريبية تعزز من إمكانيات الشباب وتؤهلهم لسوق العمل المحلي والعالمي، وتماماً كما وحدت حرب أكتوبر الشعب المصري خلف هدف قومي مشترك، تسعى هذه المبادرات إلى خلق وحدة وطنية قائمة على التكاتف والعمل الجماعي لبناء مستقبل مشرق».
وأكملت: «الجمهورية الجديدة تعتمد أيضًا على الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والتحول الرقمي كركيزة للتنمية المستدامة، وكما كان التخطيط والإعداد العسكري المحكم وراء نجاح أكتوبر، فإن التخطيط السليم والرؤية الاستراتيجية هما العنصران الأساسيان في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية اليوم، من خلال هذه الرؤية، يتم التركيز على بناء الإنسان ليكون مستعدًا لمواجهة تحديات العصر الحديث، مسلحًا بالعلم والمعرفة والإبداع».
وأوضحت: «في إطار "الجمهورية الجديدة" والمبادرة الرئاسية "بداية" التي تهدف إلى بناء الإنسان المصري وتطوير قدراته، تلعب مكتبات مصر العامة دورًا حيويًا في تعزيز الثقافة والمعرفة لدى المواطنين، هذه المكتبات تُعتبر منارة تعليمية وثقافية تسهم في تمكين الأفراد من خلال إتاحة المعرفة وتوفير الفرص التعليمية للجميع، وتعمل مكتبات مصر العامة على تقديم برامج تعليمية، وورش عمل، ومحاضرات تهدف إلى تطوير المهارات الشخصية والمهنية، مما ينسجم تمامًا مع أهداف مبادرة "بداية" في إعداد مواطن مصري مؤهل للمشاركة الفعالة في بناء مستقبل مصر».
وأكدت: «تساهم مكتبات مصر العامة في توفير بيئة تعليمية متكاملة لجميع الفئات العمرية، حيث تقدم خدمات متنوعة تشمل الوصول إلى مصادر المعرفة الحديثة، مثل الكتب والمجلات وقواعد البيانات الإلكترونية، إضافةً إلى ذلك، تقدم المكتبات دورات تدريبية في مجالات مثل تعلم اللغات، الحاسب الآلي، والبرمجة، والتي تسهم في تطوير قدرات الشباب وتمكينهم من المنافسة في سوق العمل المحلي والعالمي. هذا الدور التعليمي والتثقيفي يدعم رؤية "بداية" التي تركز على بناء الإنسان من خلال المعرفة والمهارات.
أما المكتبات المتنقلة، فهي عنصر مهم في توسيع نطاق الاستفادة من المعرفة والوصول إلى الفئات التي قد لا تتمكن من الوصول إلى المكتبات العامة التقليدية، خاصة في المناطق الريفية والنائية، من خلال هذه المكتبات، يمكن تقديم الخدمات التعليمية والثقافية في الأماكن البعيدة، مما يساهم في سد الفجوة التعليمية وتعزيز التنمية المتوازنة في جميع أنحاء البلاد. تقوم المكتبات المتنقلة بتوفير الكتب والمواد التعليمية، وتنظيم ورش عمل وأنشطة تفاعلية تسهم في تعزيز القراءة والاهتمام بالمعرفة لدى الأطفال والشباب في تلك المناطق.
هذا الدور التوعوي والتثقيفي الذي تلعبه مكتبات مصر العامة والمكتبات المتنقلة يتماشى مع أهداف الجمهورية الجديدة، حيث تسعى الدولة إلى تحقيق نهضة تعليمية شاملة تشمل كافة الفئات الاجتماعية والمناطق الجغرافية، إن تمكين الإنسان المصري ثقافيًا وتعليميًا من خلال المكتبات هو خطوة أساسية في تحقيق رؤية "بداية"، التي تهدف إلى إعداد مواطن مصري قادر على مواجهة تحديات العصر والمساهمة بفاعلية في بناء مستقبل مصر.
إن نجاح حرب أكتوبر لا يُقاس فقط بالنصر العسكري، بل أيضًا بما أرساه من قيم التضحية والتحدي والإصرار، وهذه هي الروح التي يجب أن توجه مسيرة البناء والتطوير في الجمهورية الجديدة».