بعد مرور 51 عام لم تخنه الذاكرة..
سعيد يروي تفاصيل مشاركته في حرب أكتوبر المجيدة: نسينا الخوف وقت الحرب و«تعلمنا نحب بعضنا بجد»
مرّ على ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة نحو 51 عام، سنوات طوال وزمن بعيد، إلا أن ذكرياته محفورة في وجدان الجنود المصريين الذين شاركوا في الحرب، يذكرونها لأبنائهم وأحفادهم على الدوام اعتزازا بالنصر واسترجاعا لأيام مضت لكنها باقية في قلوب كل المصريين، ولعل أحد هؤلاء الوطنيين هو سعيد حجاج الذي شارك في الحرب، ورغم بلوزه منتصف السبعينات لم تجرؤ ذاكرته على النسيان.
سعيد حجاج مواطن مصري من إحدى قرى محافظة الشرقية يقول في حديث خاص ل جريدة النهار المصرية إنه التحق بسلاح الدفاع الجوي بالجيش المصري في عام 1969، مشيرا إلى أنه تاريخ ما بعد النكسة وظل في الجيش حتى الحرب المجيدة 1973.
يتابع قائلا: كنت وقت التحاقي بالجيش وكان عمري وقتئذ 23 عام أو أقل بقليل، كانت مرت مصر بحرب النكسة في 1967 إلا أنني عندما التحقت بالجيش وجدت الجنود زملائي والضباط على قدر كبير من التفاؤل رغم الحزن، معلقا: أعتقد أن إيمانهم بالله سبب التفاؤل وثقة في الجبر والنصر القريب الذي حققه لنا رب العالمين في الحرب المجيدة"..حسب وصفه.
ويتابع الجندي المصري: كان الجنود في الجيش يتلقون تدريبات عسكرية شاقة وقاسية بكل حب وكانوا على استعداد دائم وفي انتظار الحرب في أي وقت انتظارا واملا في النصر، مضيفا أن الجنود كانوا يتعاملون بأخوّة ومحبة، وكان الجندي طائع جدا للقادة وأوامرهم، معلقا: "كان العسكري يقول سمعا وطاعة لو خد أمر حتى لو قالوا له ارمي نفسك في البحر أو هتموت، كان أهم حاجة عنده مصر ونصرها"..حسب قوله.
ظل سعيد الجندي المصري الشاب في الجيش 5 سنوات، وكان رفقة الجنود والضباط ينتظر الحرب مع بدء كل يوم جديد وكان الجنود يتعاملون على أن الحرب من المتوقع أن تقوم في أي لحظة لذا كانوا على استعداد بالتدريبات العسكرية دون كلل أو ملل، مسترجعا ذكريات أيامه في الجيش إذ كان الجنود على قلب رجل واحد وجميعهم ينتظرون الحرب، منتظرين واحدا من أمرين إما النصر أو الشهادة.
ويؤكد على أنهم جميعا كانوا يتعاملون على أنهم أخوة لا فرق بينهم جمعت الحرب قلوبهم في المحبة فمصلحتهم واحدة وهي حماية الوطن، مؤكدا على أنهم اشتركوا في هدف واحد لا يشغلهم عنه شيء، معلقا: كنا أنا والعساكر معنوياتنا حلوة وبنحب بعض وكنا دايما نشجع بعض بأغاني وطنية وكان كل همنا إعلان الريس عن بدء ساعة الصفر.
أغاني عبد الحليم حافظ الوطنية واغاني المطربين العرب والمصريين كان صداها في كل مكان بالراديو تسري في عروق الجنود وتعزز روح الانتماء وتبعث فيهم الأمل بالنصر القريب، وتهون كل شيء حتى الموت فداء للوطن الغالي، معلقا: مكناش خايفين من حاجة ولا الموت وكل همنا نحارب وننتصر
ويضيف: جاء اليوم الموعود وانطلقت الحرب في الوقت ذاته لم يخف الجنود من دوي الدبابات والصواريخ وكلما سقط مصري شهيد ازدادوا حماسة وشجاعة وكل همنا النصر وكانت أصوات اغنياتهم الحماسية ترج الصحراء خاصة أنه في سلاح المدفعية وكانت مهمتهم حماية الرادارات.
لم يريبني أنا وزملائي استشهاد الجنود المصريين أمامنا إذ استشهد 3 من بيننا لكنهم زادونا قوة وثبات، وعندما انتهت الحرب المجيدة وانتصرنا كنا بنحضن بعض على الجبهة وكنا بنغني أغاني النصر.
ويختتم كنت بجوار مقام الشيخ سلامة في الصحراء الغربية بالقاهرة” ولم تشهد منطقتي خسائر بشرية إلا قليل، مسترجعا ذنرى طيبة إذ مدحه ثابته هو وزملائه لصد هجوم الطيران الإسرائيلي وحماية الرادارات، مشيرا إلى أنه رفقة زملائه لم يشعروا بالخوف مرة إلى أن انتهت الحرب وأخبرهم قادتهم بعد نروح 6 ساعات متواصلة من الحرب، مؤكدا على أن السادات منحه وزملائه وظيفة ظل يقتات منها هو وأسرته إلى اليوم الحالي.