د. هبة جمال الدين: على المؤسسات الدينية وخاصة الصوفية الحذر من الصهيونية الصوفية
في تصريح خاص لـ "النهار" تحذر فيه من مخططات الصهيونية الصوفية الجديدة قالت دكتورة هبة جمال الدين، رئيس قسم الدراسات المستقبلية بمعهد التخطيط القومي، الصوفية المقصودة هي الصوفية الروحية العالمية و ليست الإسلامية، غير أنها بكل أسف يشارك أتباعها في العديد من المؤتمرات الدولية للطرق الصوفية كأحد روافدها رغم أنها لا تمت للأديان بصلة، إذ تعود جذورها إلى عنايت خان (1902)، و هو هندي موسيقي إنبثق عن فكره العديد من المنظمات الصوفية الروحية، حيث تؤمن صوفيته بأن الفرد بصرف النظر عما يؤمن به سواء كان مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو ملحداً، بينه و بين معتقده مسار مفتوح و بينهما مرشد يدله علي طرق الوصل الروحي، ولاؤه ليس للأديان و إنما للكرة الأرضية، يؤمن أن بقاء الكوكب هو الأهم من الدين و الوطن.
مضيفة، أن الصوفية الروحية ليس لها مقدسات أو دور عبادة مقدسة، و من أهم مؤسساتها الطريقة الصوفية العالمية International Sufi Way، و مرشدها هو إلياس عميدون، يهودى درس المسيحية في فرنسا و الإسلام بالمغرب، و يعد من أخطر القيادات الحركية.
وأشارت د. هبة جمال الدين، تروج الصوفية الروحية لمفهوم المواطن العالمي الذي لا يؤمن بالحدود السياسية و لا بالمدن المقدسة و لا بدور العبادة المقدسة، وتعتبر الطريقة الصوفية العالمية أن الماسونية القديمة من أهم الروافد الفكرية لها، ويعد جورج سورس واحد من أهم مموليها و هو ممول ما يسمي بثورات الربيع العربي، و تدعو إلى أهمية التواصل مع المجتمع المحلي للحشد و التعبئة و التغيير من الداخل، كما تسعي لبناء الأتباع عبر الحشد من خلال آلية أصدقاء المسار، و هم أناس فقراء ينالون 100 دولار من أجل ضمان ولائهم، و من المهم أن يستمروا في فقرهم المدقع كي يتمكنوا منهم وفقا لذاك الفكر وقتما شاءوا.
و إذا عدنا مرة أخري إلي
إلياس عميدون، و هو من أهم مؤسسي مبادرة مسار إبراهيم بجامعة هارفارد و له دوره في الحديث عن تدويل ارض المسار بإكتماله، فهو قيادي خطير يسافر و يسافر إلى العديد من الدول، بل و صلى بالمسلمين في دولة مسلمة عربية قريبة سنة 2010 بإعتباره صوفي، و خطب فيهم يوم الجمعة بحضور مفتي البلاد عن جهل بتلك الحركة، كما يزور أغلب دول المنطقة و يحتك بالشارع العربي و الإسلامي ليجمع المعلومات و يبني الشبكات علي الارض من الأتباع و المريدين.
وهنا تجدر الإشارة إلى خمس سنوات مضت تقريباً، حينما جاء البعض ممن يرقصون بالصاجات إلى خارج الأزهر بإدعاء أنهم صوفيون، إلا أن الأزهر الشريف رفضهم، وقال هذه ليست صوفية، نعم هذا صحيح إنها الصوفية الروحية العالمية و ليست الإسلامية، فصاحب فكرة الرقص العالمي هو يهودي صهيوني يدعي صامويل لويس، صوفي روحي إبتكر آلية الرقص العالمي لحل النزاعات ذات البعد الديني.
وشددت د. هبة جمال الدين، إن تلك المؤسسات خطيرة جدا، فهي تنشر الجهل فى المجتمعات العربية و الإسلامية، و يلزمنا نبذها، وموقف الأزهر الشريف واضح في أن الصوفية فقط هي الصوفية الإسلامية، و لكن بعض الطرق الصوفية العربية تعتبرهم صوفيون، لذا يشاركون في مؤتمراتها السنوية، و هذا هو الخطر بعينه، كما أنها تؤمن بالحج المشترك بين الأديان و الثقافات و المناسك الدينية المشتركة و الصلوات المشتركة، و المستهدف هو ضياع الأديان و الهوية، وهنا ليس الأمر بغريب، فممولها جورج سوروس، ومن المؤسف أنها مسجلة كذلك بالمجلس الاقتصادي و الإجتماعي بالأمم المتحدة،
لذا وجب علينا الانتباه وتوخي الحذر و الحرص، فتلك المنظمات الشبكية تنتشر بداخل مجتمعاتنا، وتبني علاقات ظاهرها الود و الرحمة و باطنها العذاب و الهلاك، وعلى مؤسساتنا الدينية خاصة الصوفية الحرص ومنعها من المشاركة في مؤتمراتها، فهي ليست صوفية البتة، و لكنها ماسونية تخريبية صهيونية، وجد سورس فيها الملجأ لتحقيق الحلم الصهيوني حتى و إن كان مرشدها جاء قبل إنشاء الكيان الصهيوني، و لكن أباطرة الصهاينة يجيدون إنتهاز الفرص و إستخدام الأدوات الناجزة، فالقادم خطر داهم من خلال اتباع لا نفهمهم، يدعون أنهم مثلنا و نقبلهم و نكرمهم، فيما هم يسعون لقتلنا و ضياع أوطاننا عبر تزييف الأديان و المعتقدات، حمى الله مصر و المنطقة العربية والإسلامية بأسرها من تلك المخططات الشيطانية، مخططات الصهيونية الصوفية الجديدة.