النهار
السبت 21 ديسمبر 2024 06:21 مـ 20 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

الكنيسة طوعت أمكانياتها لخدمة الوطن.. وراهبات ”قلب يسوع” قدمن الرعاية الصحية والمساعدة الميدانية في حرب 73

الكنيسة طوعت أمكانياتها لخدمة الوطن في 73
الكنيسة طوعت أمكانياتها لخدمة الوطن في 73

للكنيسة القبطية دور فعال في تعزيز الوحدة الوطنية، في خضم التحديات التي واجهتها مصر خلال حرب أكتوبر 1973، ولم تقتصر مساهماتها على الجانب الروحي فحسب، بل امتدت لتشمل الدعم الإنساني والمساعدات للمحتاجين، مما أظهر تلاحم الشعب المصري في سعيه نحو النصر واستعادة الأرض.

صلاة من أجل الحرب..

عندما أعلنت الدولة عن بدء حرب أكتوبر 1973، عُقد اجتماع عاجل في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئاسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بحضور الآباء الكهنة من القاهرة، كان الهدف من الاجتماع مناقشة الدور الرعوي والوطني خلال أزمة الحرب، حيث أمر البابا بإقامة "صلاة من أجل مصر" تُقرع أجراسها في جميع الكنائس القبطية في مختلف المحافظات، كما دعا إلى تقديم المساعدات للأسر والمواطنين، وتقديم تقارير يومية حول ما تم إنجازه من كل إيبارشية ليتابعها قداسة البابا.

قرارات تتعلق بدور الكنيسة..

وبعد انتهاء الاجتماع، أصدر البابا شنودة عدة قرارات تتعلق بدور الكنيسة الوطني، حيث تم تحديد محاور رئيسية تتضمن الاهتمام بالدفاع المدني وتدريب الشباب عليه، كما أُعلن عن تحويل كنيسة مارجرجس بالجيوشي في منطقة شبرا إلى مركز للدفاع المدني، وقامت الكنائس بإعطاء عظات تهدف إلى توعية الشعب وتدريبه على كيفية التعامل مع ظروف الحرب، كما عمل البابا شنودة على تشكيل لجنة خارجية للإعلام تهدف إلى التواصل مع العالم ودعم الموقف المصري على الساحة الدولية، كما حرص على زيارة المصابين في المستشفيات العسكرية بشكل دوري، حيث سجل التاريخ أنه استمر في القيام بهذه الزيارات لتفقد المصابين في مختلف محافظات مصر لسنوات عديدة.

دور الرهبان في الحرب..

كان للرهبان والراهبات الأقباط دور بارز خلال حرب أكتوبر، حيث تألقت راهبات "قلب يسوع" في تقديم الرعاية الصحية والمساعدة الميدانية في المستشفيات، شهدت تلك الفترة لحظة فريدة من الوحدة بين الأقباط وجميع الطوائف المسيحية في مصر، حيث اجتمعوا معًا للمساهمة في هذه المرحلة الحرجة. تجسدت جهودهم في حماية الوطن واستعادة أراضيه، مما عكس عزم هذا الشعب وقوة تلاحم أطيافه، وقدّم درسًا للعالم في حب الوطن والتضامن.

ذكري راسخة..

"مصر ليست وطناً نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا"، كانت هذه العبارة تردّد على لسان مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في العديد من المحافل الدولية، حرص مُعلم الأجيال على تأكيد وطنية الأقباط وترابطهم مع هذا البلد، مشدداً على تناغمهم في الحياة الاجتماعية، إذ يمثلون نسيجاً واحداً لا ينفصل.

رفيق جريش: قاتلوا معًا من أجل الوطن

قال الأب رفيق جريش المتحدث باسم الكنيسة القبطية الكاثوليكية سابقا، أن المسيحين لم يكن لهم دور خلاف دورهم الأصيل في مشاركة أخوانهم المسلمين في الدفاع عن الوطن، وقد أرتوت أرض سيناء بدماء المسلمين والمسيحين معًا، والذين لم يبخلوا عن الوطن بكل نفيس وغال، في سبيل العزة والكرامة، واسترداد الأرض المسلوبة، وهذا شيء طبيعي لأن المسلمين والمسيحين يشكلون نسيج الوطن، وصمام أمانه ضد التهديدات الخارجية، وهذا أمر ليس غريب على مصر، فتركيبتها متماسكة، مترابطة قوية، وهذا سر انتصارها.

وتابع "جريش" في حديثه لـ"النهار"، عقب نكسة 1967، كان الشباب المسلمون والمسيحيون ينتظرون بفارغ الصبر، أن يصدر قرار العبور وتحرير الأرض، وانتظروا لسنوات طويلة، كانت خمس سنوات، ولكنها مرت كالدهر كله، حتي أتى قرار الحرب، وعبر المصريون مسلمون ومسيحيون، وقاتلوا بكل قوة واستشهدوا وحققوا النصر، سقط الشهداء المسلمين والمسيحين، ولكنهم حققوا غايتهم الأسمى، وكان في ذلك الوقت للكنيسة دور مهم كمؤسسة شاركت في المجهود الحربي والمجهود الصحي، سواء في تقديم الدعم والأدوية والعلاج في المستشفيات المختلفة، ونظمت الزيارات التي كانت تهدف إلى رفع الروح المعنوية.