النهار
الإثنين 23 سبتمبر 2024 08:29 صـ 20 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

حزب الدستور يعلن مقاطعة الانتخابات

محمد البرادعى
محمد البرادعى

أكد الدكتور محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور والمنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطنى أن إجراء الانتخابات التشريعية فى إبريل المقبل فى مصر سيقود البلاد إلى "الفوضى"، موضحا أن استمرار الأوضاع كما هى سيقود البلاد إلى "الفوضى وزعزعة الاستقرار".

ودعا البرادعى إلى مقاطعة الانتخابات ترشحا وتصويتا، مؤكدا أن حزب الدستور لن يشارك فى انتخابات "صورية"، قائلا: "نرغب فى توصيل رسالة واضحة للشعب المصرى أن هذه ليست ديمقراطية، وأننا لم نقم بثورة لينتهى بنا الحال بإعادة تدوير نظام مبارك. واستمرار التعذيب والاختطاف وانعدام العدالة الاجتماعية، وكان نظاما لم يسقط وكان ثورة لم تقم فكل ممارسات النظام السابق كما هى لم تتغير".

وأوضح رئيس حزب الدستور أنه إذا كانت مصر على شفا الإفلاس، وإذا كان القانون والنظام غائبين، فإنه "على الجيش واجب وطنى للتدخل"، مؤكدا أن المشكلة الأساسية هى أن "جماعة الرئيس ظلت 80 عاما فى المعارضة، والآن أسكرتهم السلطة".

وحذر البرادعى، فى تصريحات صحفية للـ"بى بى سى" من القدرة على إجراء انتخابات برلمانية فى ظل حالة من الاستقطاب الشديد، وفى إطار الموقف الاقتصادى المتدهور، مؤكدا أن الإقدام على إجراء الانتخابات فى إبريل يعنى المخاطرة بوضع مصر على "طريقها إلى الفوضى الشاملة وعدم الاستقرار"، وساعتها سيكون تدخل الجيش أمرا منطقيا لتحقيق استقرار قبل استئناف العملية السياسية، مشيرا إلى أن العالم لن يقدم مساعدات اقتصادية إلى مصر، فى غياب التوافق المجتمعى. وفى ظل استمرار الأوضاع السياسية غير المستقرة.

وبعد اجتماع مغلق مساء الاثنين الهيئة العليا لحزب الدستور أعلن حزب الدستور مقاطعة الانتخابات ترشحا وتصويتا، داعيا كل القوى والأحزاب والتيارات السياسية وجماهير الشعب المصرى إلى مقاطعتها، وعدم الاعتراف بشرعية المجلس الذى ستأتى به، مشيرا إلى أن حزب الدستور سيتقدم بهذه التوصية إلى جبهة الإنقاذ الوطنى فى إطار التزام الحزب بوحدة الجبهة واستمرارها.

وأوضح الحزب فى بيان رسمى: "إن قرارنا الدعوة لمقاطعة الانتخابات لا يعنى التوقف عن مواصلة الالتحام بالجماهير التى تعبر عن غضبها بكافة أشكال الاحتجاج السلمى، على مدى الشهور الثلاثة الماضية، وسنواصل النضال سويا لتحقيق أهداف الثورة ولمنع فصيل سياسى واحد من السيطرة على كافة مفاصل الدولة".

وأعلنت الهيئة العليا لحزب الدستور أنها فى حال انعقاد دائم لمتابعة الموقف أولا بأول بالتنسيق مع بقية الأحزاب المنضوية تحت لواء جبهة الإنقاذ الوطنى، موضحا أن إجراء الانتخابات فى مثل هذه الأجواء وقبل التوقف عن تلك الممارسات والمحاسبة الجنائية لمن قاموا بها، أمر غير وارد، فى ظل هذه الأوضاع، وفى السياق المتواصل من ممارسات النظام غير القانونية على مدى الأشهر الماضية، خاصة منذ إصدار الإعلان الدستورى فى 22 نوفمبر 2012.

وأوضح البيان أنه منذ أن بدأ الحديث عن انتخابات مجلس النواب، طالبت القوى السياسية بمجموعة من المطالب لضمان نزاهة الانتخابات، وكان على رأس هذه المطالب قانون انتخابات متوافق عليه من القوى السياسية، فإذا بنا أمام قانون مشكوك فى دستوريته انفرد بوضعه فصيل واحد، ونظام غير عادل لتقسيم الدوائر الانتخابية وحكومة محايدة تشرف على عملية إجراء الانتخابات، فنواجه بإصرار على استمرار الحكومة الحالية التى يسيطر فيها حزب الحرية والعدالة ومناصروه، خاصة فى الوزارات ذات التأثير على مسار الانتخابات مثل وزارات العدل والداخلية والتنمية المحلية، ويأتى هذا فى إطار مخطط واضح لتمكين جماعة الإخوان المسلمين و"أخونة" مؤسسات الدولة وإلغاء قرار تعيين النائب العام الذى جاء بالمخالفة للدستور ولقانون السلطة القضائية، فيتم الإصرار على استمراره فى منصبه.

ورغم ذلك فلقد تم تجاهل هذه المطالب بشكل كامل، وأعلن رئيس الجمهورية عن دعوة الناخبين والجدول الزمنى للانتخابات بشكل منفرد. وجاءت تلك الدعوة فى نفس الوقت الذى تتصاعد فيه حركات الاحتجاج الجماهيرى فى عدة مدن مصرية، وعلى رأسها بورسعيد التى تطالب بالقصاص للشهداء الذين سقطوا فى مواجهات دامية مع قوات الأمن يوم 26 يناير 2013.

وأضاف البيان أن الدعوة للانتخابات البرلمانية تزامنت فى ظل تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان بصورة غير مسبوقة على يد وزارة الداخلية، تلك الانتهاكات التى تحولت إلى منهج ثابت فى تعامل الشرطة مع من يتم احتجازهم فى معسكرات الأمن المركزى وأماكن الاحتجاز الأخرى. كما أصبح التعذيب الذى وصل فى بعض الحالات إلى هتك العرض والاغتصاب، سلوكا معتادا من الشرطة دون محاسبة، ووصل الأمر إلى استهداف عدد من النشطاء بما يشكل ظاهرة للقتل خارج نطاق القانون. هذا التصعيد يستوجب بوضوح إقالة وزير الداخلية ومحاسبته قانونيا، بجانب تشكيل لجنة قضائية لتقصى الحقائق فى هذه الوقائع. وفى نفس الوقت تتعرض النساء المشاركات فى التظاهرات للتحرش الجماعى الذى وصل إلى حد الاغتصاب. ونشهد كذلك تصعيدا متواصلا ضد الحركة العمالية واعتقال عدد من قيادتها، واستخدام العنف المفرط فى مواجهة الإضرابات العمالية السلمية، ومحاصرة لمنظمات المجتمع المدنى خاصة منظمات حقوق الإنسان.