كيف نمت السوق العالمية للأمن السيبراني للسيارات الذكية؟ وكيف يؤثر اختراق سيارتك الذكية على سلامتك؟

لقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة في الطلب على حلول الامن السيبراني لتأمين سلامة السيارات الذكية من الهجمات السيبرانية ونتيجة لذلك فقد نمت السوق العالمية للأمن السيبراني للسيارات نمواً كبيراً نتيجة لهذا الطلب المتزايد على حلول الامن السيبراني فبحسب تقرير لشركة DATA BRIDGEالمتخصصة في أبحاث واستشارات السوق قُدر حجم سوق الأمن السيبراني للسيارات بـ 2.4 مليار دولار أمريكي في عام 2023 ومن المتوقع أن يصل إلى7.6 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 18.3خلال عام2024 إلى عام2030.

الأمن السيبراني جزءًا لا يتجزأ من التصميم
ويعد الأمن السيبراني جزءًا لا يتجزأ من عملية تصميم السيارات وتطويرها، فمع تزايد الترابط بين السيارات والإنترنت، أصبح من الضروري حماية هذه السيارات من الهجمات الإلكترونية حيث يمكن للقراصنة استغلال ثغرات بسيطة في مواقع الويب للسيطرة على علي السيارات.
وكان على الشركات المصنعة للسيارات تحقيق التوازن بين الرغبة في تقديم أحدث المزايا وبين الحاجة إلى ضمان أمان المستخدمين، إذ إن الثغرات الأمنية في السيارات ليست مجرد مشكلة تقنية، بل هي مشكلة تهدد سلامة الأشخاص وأمنهم، مثل سرقة محتويات السيارة وتنفيذ أعمال تخريبية، فضلًا عن انتهاك الخصوصية من خلال الوصول إلى المعلومات الشخصية وتتبع الموقع.
مزيد من المزايا الذكية يعني مزيد من الثغرات الأمنية
وكلما زادت المزايا الذكية في السيارات ادي ذلك إلى المزيد من الثغرات الأمنية فوفقاً لتقرير نشرته بلومبرج يقول ستيفان سافاج، أستاذ علوم الحاسوب في جامعة كاليفورنيا في سان دييجو، "إن العدد الاستثنائي للثغرات الأمنية في مواقع شركات صناعة السيارات التي تسمح بالتحكم من بعد في السيارات، هو نتيجة مباشرة لسعي الشركات إلى جذب المستهلكين، وخاصة الشباب، باستخدام مزايا جديدة مدعومة بالهواتف الذكية".
ويوضح سافاج أستاذ علوم الحاسوب قائلاً: "بمجرد ربط المزايا الجديدة في السيارة بالهاتف والإنترنت، فإنك تصنع نقاط ضعف جديدة لم تكن موجودة من قبل، ومع ذلك فإن العديد من شركات صناعة السيارات لم تولِ أمن الويب الذي يدير هذه المزايا اهتمامًا كافيًا، مما يجعل السيارات عرضة للاختراق بسهولة”.
وتتخذ الهجمات السيبرانية اشكال منها:
إختراق أنظمة السيارة عن طريق الشبكات غير الامنة
تستخدم السيارات الذكية شبكات اتصال لاسلكية مختلفة، مثل: البلوتوث والواي فاي، وإذا لم تكن هذه الشبكات آمنة؛ فإنها تتيح للهجوم السيبراني إختراق أنظمة السيارة.
إختراق السيارة عن طريق نقاط ضعف في برنامجها مثل حدوث خطأ برمجي أوعدم الحصول على تحديثات أمنية، بالتالي إمكانية السيطرة على النظام.
اختراق السيارة عن طريق عدم التشفير القوي والحماية غير الكافية للبيانات مما يتيح إمكانية الوصول إلى البيانات الشخصية وإساءة استخدامها.
كذلك عدم وجود بروتوكولات أمان موحدة من خلال الشركات المصنعة للسيارات الذكية، قد يؤدي الي وجود ثغرات في التدابير الأمنية والوصول الي نظام السيارة.
بالإضافة الي إمكانية استغلال أنظمة الدخول عن بُعد دون مفتاح من خلال تشويش الإشارة لاعتراض الاتصال بين المفتاح والسيارة، مما يعمل على اختراق أنظمتها.
ولمواجهة مخاطر الهجمات السيبرانية تعمل الحكومات في جميع أنحاء العالم على إنشاء لوائح جديدة وقيام الشركات المصنعة للسيارات الذكية باتخاذ تدابير الامن السيبراني بموجب هذه اللوائح.