”عصر اليخوت”.. مفتاح مصر نحو مزيد من الاستثمارات السياحية
دخلت مصر "عصر اليخوت"، وقطعت خطوات جادة وسريعة فى هذا النوع المهم من السياحة، مدفوعة بأمل زيادة الاستثمارات السياحية، وتنشيط ذلك القطاع المهم، وقريبًا يتم الانتهاء من تطوير وتحديث "مارينا اليخوت" بالإسماعيلية؛ لتصبح أول مارينا نموذجي لسياحة اليخوت في مصر بطاقة استيعابية تتجاوز 100 يخت.
تطوير القناة..
قطعت قناة السويس شوطا كبيرا نحو تشجيع السياحة البحرية وسياحة اليخوت في قناة السويس من خلال تبني استراتيجية متكاملة لتطوير مراين اليخوت التابعة لها لتصبح قادرة على استيعاب كافة أنواع اليخوت بمختلف حمولاتها وأحجامها، من أجل وضع مصر في مكانة بارزة على خريطة سياحة اليخوت العالمية.
وبانتهاء هيئة قناة السويس، من مشروع تطوير مارينا اليخوت بالإسماعيلية، تدخل المرحلة الجديدة ضمن خطة الهيئة لإنشاء 3 مراسٍ لليخوت على طول القناة في بورسعيد والإسماعيلية والسويس، بالإضافة إلى عزم الهيئة على إنشاء ميناء يخوت آخر على مساحة 25 ألف متر مربع لتصبح مارينا خضراء.
تطوير ممتاز..
قال الدكتور حسام هزاع عضو اتحاد الغرف السياحية، حاليًا تضم مصر 23 مارينا ورصيفًا بحريًا مخصصًا لليخوت والسفن السياحية من بين أبرز هذه المراسي مرسى يخوت بورتو مارينا، والذي يعد الأول من نوعه في شمال إفريقيا من الناحية الشرقية، ويستوعب ما يقرب من 500 يخت، كما يوجد مارينا الغردقة الذي يمتد على مساحة 60 ألف متر مربع، ويستوعب نحو 188 يختًا في آن واحد، إضافة إلى مارينا طابا هايتس، الذي يمكنه استقبال ما يصل إلى 50 يختًا، ويوفر خدمات الصيانة.
وأشار"هزاع"، في تصريحات ل"جريدة النهار"، مرسى الإسماعيلية يعتبر إضافة حديثة ومتطورة مقارنة بالمراسي الأخرى التي تحدثت عنها سابقًا. سيتيح لليخوت التي تمر عبر قناة السويس فرصة للاستفادة من مزايا متعددة، بما في ذلك تخفيض رسوم الرسو بنسبة تصل إلى 50٪. المرسي يستوعب حوالي 100 يخت، وهو تطور ممتاز جدًا، تم تفعيل نظام إلكتروني يتيح لأصحاب اليخوت تسجيل بياناتهم والحصول على تصاريح للإقامة تصل إلى ثلاثة أشهر من خلال تطبيق موحد لكل المراسي في مصر، وهذه الخطوة ستسهم بشكل كبير في تعزيز السياحة البحرية، وتجذب اليخوت من مختلف دول العالم التي تعبر قناة السويس.
وأوضح الخبير السياحي أن بالإضافة إلى ذلك، ميناء الإسماعيلية سيشكل رابطًا حيويًا بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، مما سيتيح مساحة واسعة لتقديم خدمات متعددة للمسافرين الذين يأتون من كلا الجانبين، وهذا سيعزز بشكل كبير الجذب السياحي، سواء للقادمين من البحر الأحمر لعبور قناة السويس أو من البحر الأبيض المتوسط، وهناك استثمارات تُقدر بنصف مليار دولار، وأخرى تصل إلى مليار دولار، مما يدل على الجهود الكبيرة التي تُبذل لتطوير هذا المجال.
وأكد إن بالإضافة إلى ذلك، عدد العاملين في هذا المشروع سيكون كبيرًا، مما يساهم في خلق فرص عمل جديدة، ومن المزايا الكبرى، أن رجال الأعمال أو أصحاب اليخوت الفاخرة يمكنهم ترك يخوتهم في مصر أثناء القيام بأعمالهم في أوروبا، ما يتيح لهم الاستفادة من الخدمات المتاحة في المارينا، بما في ذلك التسوق والعمل.
واستكمل عضو اتحاد الغرف السياحية حديثه قائلاً: هذا المشروع سيكون إضافة كبيرة للإسماعيلية، بجانب المراسي الموجودة حاليًا، ونأمل أن نشهد تقدمًا كبيرًا في هذا النوع من السياحة، مع تقديم المزيد من الحوافز والتخفيضات التي تشجع على جذب المزيد من الزوار وسيكون المشروع ناجحًا.
واختتم حديثه قائلاً: تعتبر سياحة اليخوت سياحة مخصصة للأغنياء، حيث يصل متوسط إنفاق الفرد فيها إلى خمسة أضعاف متوسط إنفاق السائح العادي، المرافق المتوفرة في أي مرفأ تشمل مرافق المارينا المخصصة لسياحة اليخوت، بالإضافة إلى المولات التي تتيح التسوق، والمطاعم، وجميع الإمكانيات المتاحة، وهذا من شأنه أن يساهم في إدخال عملة صعبة وزيادة عدد العمالة، كما سيحول المنطقة إلى ساحة دولية، وإلى جانب ذلك، المرسي سيوفر العديد من الخدمات اللوجستية، مما يجعله مركزًا متكاملاً لصيانة وتقديم الدعم لليخوت، وهذا يعزز من أهميته ويزيد من جاذبيته.