العمر مجرد رقم.. «منى» حطمت تابوه السن لتصبح ضمن أفضل 200 رئيس تنفيذي لتكنولوجيا الاتصالات
لم يكن العمر عائقًا بالنسبة لـ«منى»، بل كان حافزًا كي تستمر وتطور من ذاتها في مجال عملها المتعلق بتكنولوجيا التعليم، كي لا تظل ثابتة في مكانها، وتسابق أيضًا الشباب رغم تخطيها الخمسين من عمرها، وتصل إلى ما تريد وتصبح ضمن أفضل 200 رئيس تنفيذي لتكنوجيا الاتصالات وأمن المعلومات في الشرق الأوسط.
«حياتي مراحل وكل مرحلة بحب أعمل فيها أقصى مجهود أقدر عليه».. هكذا بدأت منى مراد، خريجة كلية عين شمس، قسم رياضة بحتة، ورئيسة قسم تكنولوجيا التعليم في فيوتشر للنظم التعليمية، وخبيرة في مايكروسوفت، واستشاري تحويل التعليم، أن حياتها المهنية كانت تسير بشكلها التقليدي من خلال تدريسها للرياضة لمدة تصل إلى 20 عامًا، ولكن التطوير والتغيير الذي يشهده العالم جعلها تكون جزءًا منه، وخاصًة أنها كانت أم لولد وفتاة قررت أن تهتم بتعليمهما بالطريقة التي نشأت عليها، حتى اعتمدا على أنفسهما وبدأت في التطوير كي تواكب العصر وتغيراته.
بعد اعتماد أولاد «منى» على أنفسهم في حياتهم العلمية والشخصية، كان لديها وقتًا تستطيع من خلاله أن تطور من حياتها المهنية في مجال التدريس والذي لم تحلم يومًا أن تعمل به، كي لا تظل في مكانها ثابتة دون أي تغير، لافتة:«حبيت مجال التدريس، وحاسة أني في مكاني المناسب علشان أقدر أعلم أجيال مختلفة».
انتقلت بمرور الوقت بعد عملها داخل المدرسة كُمعلمة ثم رئيس قسم الرياضة، وصولًا إلى القسم التكنولوجي على مستوى الشرق الأوسط، حينها لم تستطع مواكبة التكنولوجيا بسبب عدم القدرة على استخدام الكمبيوتر بالإضافة إلى امتلاكها لغة إنجليزية غير مُتقنة، فضلًا عن سنها الكبير كونها جدة لأطفال، مضيفة:«وقتها اختروني لعمل مشروع وعلشان كده اشتغلت بكامل طاقتي، وبأخذ كورسات وبعلم نفسي علشان أقدر أطور من أدائي».
«لما بدخل أي حاجة جديدة بحاول أخلصلها جدًا، وبحلم أطلع أفضل حاجة ممكنة».. شرحت «منى» بهذه الكلمات الحماسية أنها استطاعت بعمل مشروعات فازت على مستوى العالم تابعة لمايكروسوفت ووزارة التربية والتعليم المصرية، كما أنها تم تكريمها من 7 من الوزراء المصريين عن دورها في تدريب آلاف المعلمين المصريين والعرب، بالإضافة إلى ذلك سفرها في عدد كبير من الدول حول العالم مثل المغرب، وأمريكا، وكندا، ولندن ودبي.
استطاعت أن تكسر الكثير من العقبات التي قابلتها، لتصبح واحدة من ضمن المحكمين في مؤتمر عالمي لمايكروسوفت باللغة الإنجليزية، كما أنها مثلت مصر في 8 مؤتمرات عالمية في أمريكا، وكندا، ودبي، ومصر، وجنوب أفريقيا، كما أنها أصبحت استشاري التحول الرقمي في أكثر من شركة ومدرسة وصولًا إلى رئيس قسم تكنولوجيا التعليم في مدارس «فيوتشرز»، قائلة:«لم اقتصر عند هذا الحد، أنا كمان أعطي تدريبات في الجامعات المصرية، وكل ما أوصل لمرحلة بحس أني لسه عندي طاقة لحاجة أكبر».
لم يتوقف الشغف عند هذا الحد بالنسبة لـ«منى»، بل استطاعت أيضًا المشاركة في مسابقة في قمة «CIO 200» لتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني، وكانت المفاجأة فوزها على مستوى الشرق الأوسط، لافتة:«ده كان تحديًا قويًا بالنسبة ليا، وكنت مبسوطة أن مشروعي فاز ولاقتلي مكان في وسط ناس عملاقة في مجالها».
حكت «منى» عن علاقتها بأحفادها القوية، كما أنها تقوم بتشجيع أحفادها من تطوير أنفسهم مُنذ الصغر، فكانت البداية مع حفيدها التي تقوم بشرح بعض البرامج عبر مقاطع فيديو على «السوشيال ميديا» حتى أنها فازت في مشروع خاص بها بالمركز الثاني على مستوى الوطن العربي، مضيفة:«بحاول أعمل معاهم زي ما عملت مع أولادي، ويكون ليا تأثير حلو في حياتهم».
بالنسبة لعلاقتها بزوجها فهو الداعم لها رغم انشغالها الدائم بحياتها العلمية والعملية وأخذ وقتًا طويلًا من حياتها الخاصة، إلا أنه يظل جانبها في كل خطوة في حياتها، لافتة:«دايمًا حاسس بمجهودي وعارف أني استحق النجاح، ودايمًا راضي بأي تقصير مني».
تعطي حاليًا «منى» تدريبات وكورسات «أونلاين» للكثير من المهتمين على مستوى العالم وليس الوطن العربي، كما أنها أصبحت مؤثرة بالفعل في حياة المُتدربين، والذين يتواصلون معها عبر «السوشيال ميديا» للتعبير عن الحب والامتنان لمجهودها، مضيفة:«دايمًا بعمل اللي عليا والتوفيق من عند ربنا».
شرحت «منى» أكبر تحدي تعرضت له، أثناء تواجدها في كندا عندما طُلب منها التقديم باللغة الإنجليزية وحينها كانت غير مُتقنة، في هذا التوقيت بذلت أقصى جهد لها وكان لديها إصرارًا خلال مدة شهرين للتجهيز من أجل التقديم باللغة الإنجليزية، موضحة:«عرضتها بشكل سيء جدًا رغم مجهودي، علشان كده اتعلمت وقتها أنه رغم المجهود الكبير مينفعش أتوتر واسيبها على الله».