وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني في حوار ل” النهار” :
نتطلع لتوسيع افاق التعاون مع مصر … ونستبعد تكرار سيناريو غزة في اليمن
نتعاون مع مصر لحماية الملاحة في البحر الأحمر.. و تعيين "سفير"إيراني جديد لدى الحوثيين ينافي القانون الدولي
تطبيع العلاقات المصرية التركية ينعكس ايجابيا على علاقات انقرة بالعالم العربي .. ولدينا خطة لتطوير الدبلوماسية اليمنية وهيكلة البعثات !
أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني شائع الزنداني على عمق العلاقات الأخوية بين بلاده ومصر والتنسيق المستمر لمواجهة كافة التحديات التي تمر بها المنطقة في ظل الحرب الاسرائيلية المتصاعدة على قطاع غزة .
واعرب الزنداني في حواره ل" النهار" بالقاهرة عن تطلع اليمن لتعزيز العلاقات المشتركة في كافة المجالات بما يحقق تطلعات البلدين الشقيقين .
وقال وزير الخارجية اليمني أن المنطقة تمر بظروف بالغة الحساسية وتحديات خطيرة في ظل استمرار الحرب الاسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة ومحاولات الاحتلال تصفية القضية الفلسطينية واستمرار الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني حتى في الضفة الغربية وغيرها من المناطق ومن ثم فان أمامنا مسؤولية عربية كبيرة تجاه ما يحدث وهو ما اكد عليه مجلس جامعة الدول العربية في دورته ال١٦٢ التي تسلمت اليمن رئاستها مؤخرا بضرورة توفير الدعم العربي الكامل للقضية الفلسطينية ودعم قطاع غزة في حربه ضد الاحتلال الاسرائيلي معتبرا ان التوافق العربي في هذا الصدد هو احد الخطوات التي يمكن البناء عليها لمواصلة العمل المستقبلي وحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية والاعتراف بالدولة الفلسطينية والعمل على إنفاذ حل الدولتين .
دعم اليمن :
وحول الدعم العربي لليمن الذي يعاني ازمة كبيرة خاصة مع ترؤس اليمن لمجلس الجامعة العربية في دورته الجديدة قال الزنداني ان قرارات الجامعة العربية ودولها الاعضاء داعمة ومساندة للحكومة اليمنية الشرعية وقرارات الشرعية الدولية والمرجعيات الخاصة باليمن ولاشك ان الجهود العربية جميعها تدعم اليمن في سبيل انهاء الحرب والوصول إلى حل سلمي يضمن الأمن والاستقرار في اليمن ونتطلع إلى تحقيق هذه الاهداف واحلال الامن والسلام في البلاد .
وحول افاق الحل السلمي بين الحكومة والحوثيين وإمكانية عقد مفاوضات مباشرة قال الزنداني : ان هناك جهودا كبيرة ومقدرة بذلت من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية منذ اكثر من عامين وكذلك من قبل الاشقاء في سلطنة عمان ضمن مساع حثيثة لايجاد مقاربة مع الحوثيين وتم الاتفاق على خارطة طريق من شأنها ان تمهد في مرحلة لاحقة للحوار أو المشاورات السياسية ، موضحا ان هذه الخارطة تعاملت مع مجموعة من الملفات المهمة ذات العلاقة بالجوانب الانسانية والاقتصادية وكل ما يتصل بحياة الشعب اليمني .
التصعيد الحوثي وحركة الملاحة العالمية :
وفي رده على سؤال حول المخاوف من تكرار سيناريو غزة في اليمن في ظل دخول الحوثيين على خط الحرب وهجومهم على السفن في البحر الأحمر وتوجيه ضربات لاسرائيل ، استبعد الزنداني تكرار هذا السيناريو ، مضيفا اننا توصلنا إلى الهدنة وحريصون على استمرارها رغم الخروقات الكبيرة من قبل الحوثيين ونامل انهاء التصعيد الحوثي في البحر الأحمر لان هذا التصعيد اضر اليمن وشعبه وكذلك تسبب في ضرر الاشقاء في مصر ويشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين ، ويؤثر على حرية الملاحة والتجارة العالمية ولذلك نأمل انهاء هذا الأمر الذي يتطلب بدوره انهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة .
التنسيق المصري -اليمني :
وعن التنسيق الامني المصري اليمني لتجنب عسكرة البحر الأحمر قال الزنداني : للأسف ان العسكرة اصبحت واقعا في البحر الأحمر لان التصعيد من قبل الحوثيين أعطى مبررا للعديد من القوى الدولية للتواجد في البحر الأحمر ، ومنذ القدم كان المطروح هو ان يكون البحر الأحمر بحيرة عربية للدول المتشاطئة عليه "وجميعها عربية فيما عدا اريتريا" ، ولذلك نواصل الجهود والتنسيق ونأمل ان يكون هناك جهد مشترك يساعد في الخروج من الأزمة الراهنة بشكل عام لاننا نعتبر ما يجري في باب المندب والبحر الأحمر لا تقتصر علاقته فقط بأمن اليمن وانما بالامن القومي المصري أيضا .
افاق التعاون المصري اليمني:
وحول مجالات التعاون بين البلدين خاصة في ضوء اجتماعات اللجنة العليا المصرية اليمنية التي اجتمعت مؤخرا بعد سنوات طويلة من التوقف، قال الزنداني : ان العلاقات مع مصر وطيدة ومتميزة والتعاون المشترك متعدد في مجالات كثيرة لكن ظروف الحرب في اليمن القت بظلالها على هذا التعاون خاصة في المجالات الاقتصادية ، لكن لا تزال حتى الان هناك افاق واسعة وجيدة لتعزيز العلاقات بين مصر واليمن ، وقبل شهرين أجرينا حوارا استراتيجيا مع وزارة الخارجية المصرية بعد توقف ١٤ عاما وبالتالي فان احياء هذا الحوار يشكل خطوة مهمة باتجاه الدفع نحو تطوير العلاقات بشكل اكبر ونحن نعلق امالا كبيرة على دور مصر ليس فقط في المساعدة في الدفع قدما بعملية السلام في اليمن وانما نتطلع لتواجد مصري واسع في اليمن من خلال الشركات المصرية وتوسع العلاقات التجارية وضخ الاستثمارات من قبل رجال الاعمال خاصة في الأماكن التي تخضع لسيطرة الحكومة .
سفير ايران لدى الحوثيين :
وفي رؤيته لتعيين سفير إيراني جديد لدى الحوثيين قال الزنداني : ان هذه الخطوة التي اقدمت عليها ايران تتنافى تماما مع الجهود التي تبذل من اجل وضع نهاية للحرب في اليمن ،وخاصة العمل من اجل احياءً خارطة الطريق وتنفيذها ، فتعيين ما اسموه سفيرا في اليمن امر ينافي قواعد القانون الدولي فلا يوجد سفير لدى جماعة انقلابية ، فالسفراء يتواجدون لدى الدول والحكومات ، وهذا نعتبره مشرفا من قبل ايران على الجماعة الحوثية ولا تجوز تسميته ب"سفير" .
التقارب الإيراني - العربي :
وفي رده على سؤال حول التقارب الإيراني مع عديد الدول العربية هل يمكن ان ينعكس بشكل ايجابي على الازمة اليمنية قال الزنداني : نأمل ذلك ، لكن نشك في النوايا الإيرانية واستعدادها لذلك خاصة في ظل تدخلها في الشؤون الداخلية ليس في اليمن فقط ولكن في كل بلد عربي، وبالتالي هذا يتوقف على ايران ونيتها في خلق علاقات طبيعية مع البلدان العربية بشكل عام وعدم التدخل بالشؤون الداخليه لها .
التعاون العربي - التركي :
وحول افاق التعاون العربي التركي خاصة بحضور وزير خارجية انقرة الوزاري العربي ، قال الزنداني : ان العلاقات العربية التركية شهدت تينا كبيرا خلال العامين الأخيرين بعد حل الخلافات مع بعض الدول العربية ونعتقد ان تطبيع العلاقات المصرية التركية سيلعب دورا كبيرا في تطوير هذه العلاقات بشكل ايجابي .
تطوير الدبلوماسية اليمنية :
وكشف الزنداني عن خطته لتطوير الدبلوماسية اليمنية موضحا ان وزارة الخارجية تعمل في ظل ظروف الحرب ولكن لدينا النية في تطوير البنية التنظيمية للوزارة واعادة هيكلتها وهيكلة البعثات في الخارج لتكون اكثر كفاءة لتأدية مهامها في خدمة الدبلوماسية اليمنية بشكل عام والنهوض بالسياسة الخارجية.
واشار في هذا الاطار إلى تغييرات في البعثات وفق القانون واللوائح وسيتم ذلك بشكل طبيعي قريبا ، لافتا إلى وجود تمثيل نسائي للدبلوماسية اليمنية في العديد من الدول بالخارج ، معربا في نفس الوقت عن امله في زيادة نسبة تمثيل المرأة بوزارة الخارجية لمنحها دور اكبر للقيام بواجباتها في هذا المجال
القمة العربية بالعراق:
وحول المأمول من القمة المقبلة بالعراق قال الزنداني نأمل ان تحدث نقلة نوعية نحو تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة الوضع الراهن واستعادة التضامن العربي لحل الأزمات سواء في اليمن او السودان او ليبيا وتطوير العلاقات بين البلدان العربية بشكل عام وتجسيد المصالح القومية .