اللواء اركان الحرب طارق مهدي القائم بأعمال وزير الاعلام السابق وعضو المجلس الاعلي للقوات المسلحة السابق في حوار للنهار المصرية :
التحرك المصري في القارة الافريقية بغرض الاعمار والبناء والتنمية ونموذج للدبلوماسية العسكرية
- البريكس ستخلق عالم متعدد الاقطاب وعالم اكثر عدالة
- حرب غزة واوكرانيا لابد ان تنتهي بالمفاوضات ولا توجد حربا الي مالا نهاية
- مصر رمانة الميزان في الشرق الاوسط والجميع يتطلع لأستكمال دورها في المفاوضات
- علاقتنا بالاشقاء الافارقة تقوم علي تبادل المنفعة وتاريخنا في مساعدة حركات التحرر الافريقية
- التقارب المصري التركي سينعكس علي ملفات الاقليم
- مصر والخليج وتركيا احد الاقطاب الكبري في العالم الجديد
- مشاركة الرئيس السيسي في قمة البريكس ستضيف اليها زخما سياسيا كبيرا
اللواء اركان الحرب طارق مهدي اسم يسبقه العديد والعديد من المناصب القيادية الكبري في مختلف القطاعات حيث شغل قائم بأعمال وزيرالاعلام ورئيس المجلس الوطني للاعلام في عام 2011 وعضو المجلس الاعلي للقوات المسلحة ابان فترة ثورة 25 يناير عام 2011 ومحافظ الاسكندرية والوادي الجديد والبحر الاحمر السابق حيث تخرج اللواء اركان الحرب طارق مهدي من الكلية الفنية العسكرية في فبراير 1973 وشغل رئيس اركان حرب قوات الدفاع الجوي عام 2005 وقام بتمثيل القوات المسلحة في الاتحاد الاوربي وحلف شمال الاطلسي والاتحاد الافريقي نائبا عن وزير الدفاع عام 2005 .
وحصل اللواء اركان الحرب طارق مهدي علي عشرات الانواط والتكريمات ونذكر منها نوط الواجب العسكري من الطبقة الاولي ونوط الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ونوط 6 اكتوبر ونوط عيد تحرير سيناء ونوط تحرير الكويت وميدالية الذكري الخمسين للثورة وميدالية يوم الدفاع الجوي و لقراءة المشهد الاقليمي وتطورات الاحداث اقليميا ودوليا التقيناه وكان الحوار التالي :
س : ما هو تقييمكم لأخر تطورات الاوضاع في الشرق الاوسط في ظل جمود المفاوضات بين تل ابيب وحماس ؟
ج : شكرا علي الاستضافة وبشكل عام ما يجري من تطورات متسارعة في الشرق الاوسط يجب ان تخضع للقواعد العامة في ان اي حرب لا بد ان تنتهي بالتفاوض واي حرب لا تستمر للابد وفي الداخل الاسرائيلي نيتنياهو يعمل علي اطالة امد الحرب لأهداف سياسية وانتخابية محضة ويوهم الداخل الاسرائيلي انه يحقق اهداف الحرب في غزة وعطل نيتنياهو مرات عديدة الاتفاق علي وقف الحرب واعلان الهدنة وبايدن يحاول وقف الحرب للحفاظ علي القطبية الاحادية في العالم ولتحقيق تقدم يحسب لصالح كاملا هاريس الديمقراطية في احتساب انها نجحت في وقف الحرب ولضمان اصوات العرب والمسلمين في الداخل الامريكي وروسيا والصين مستفيدة وايران تلعب بورقة الحرب لتحقيق نجاحات اقليمية واطالة زمن الحرب معناها جرائم حرب واعداد من الضحايا لا حصر لها والعالم يكيل بمكيالين ويفقد قيمه بشكل عام والوضع العالمي سيء للغاية وللأسف وقت القطبين الشرقي والغربي وبينهما مجموعة عدم الانحياز كانت هناك نوعا من العدالة في القضايا الدولية .
س : ما هو تعليقكم علي التقارب مصر وتركيا واثره علي قضايا المنطقة ؟
ج : سبق وان ذكرت لك كانت مصر ضمن مجموعة عدم الانحياز التي شكلها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع زعيم يوغسلافيا جوزيف تيتو وزعيم الهند وكانت هذه المجموعة فاعلة في كثير من الملفات اليوم هي غير مجموعة واليوم انا من مؤيدي جدا انضمام مصر وتركيا السعودية والامارات تشكل قوة ان تصنع متغيركبير في المنطقة تستطيع ان تقف فيمن يستخدمون القوة ضد القانون الدولي الانساني وسينعكس ايجابا علي ملفات المنطقة الشائكة في ليبيا وسوريا وشمال العراق وانا كنت استبعد ان يساهم زخم العلاقة بين الرئيس السيسي واردوغان في ملف توحيد الجزيرة القبرصية لأن الموضوع شائك لذا نعتبر ان التقارب المصري التركي الخليجي من الممكن جدا ان يشكل محورا كبيرا في النظام العالمي الجديد .
س : ماذا تتوقعون من مشاركة الرئيس السيسي لاول مرة في قمة البريكس القادمة بروسيا اكتوبر القادم ؟
ج : البريكس سيحقق نجاحا كبيرا في الفترة القادمة شريطة ان يعيد انتاج المؤسسات الغربية الكبري مثل البنك الدولي وصندوق النقد الخاص به وسلة العملات الخاصة به داخليا للاستغناء عن الدولارونحن في مصر كنا نتعامل مع افريقيا بطريقة الصفقات المتكافئة من خلال شركتي مصر للتصدير والاستيراد والمقاولون العرب وصنعنا موقفا سياسيا وسوقا افريقيا كبيرا مفتوحا امام صادراتنا فالبريكس ستفتح الاسواق ونقل التكنولوجيا والصفقات المتبادلة وذلك لعلاج التضخم والبطالة من اجل تحقيق اهداف التنمية ونتوقع ان تحقق مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي نجاحا كبيرا في ضوء مشاركته الاولي في اعمال القمة القادمة للبريكس خاصة وان العالم في امس الحاجة لكتلة البريكس وهناك اصرارا من الجميع ومصر في المقدمة في الاصرار علي النجاح في اطار تكتل البريكس الاكبر والاضخم عالميا.
س : لماذا اخفقت الجامعة العربية والاتحاد الافريقي في ملفي السودان وليبيا ؟
ج : جاء الاخفاق بسبب صراع المصالح من خلال الوجهات الدولية والاقليمية متعارضة في ليبيا والسودان وبسبب ذهب السودان وطمعا في نفط ليبيا لذا نجد ان المشكلتين تراوحا مكانهما وهناك تعارض كبير في المصالح والاتجاهات فهناك التواجد الروسي والامريكي وهناك التحالفات الاقليمية والتقاطعات في الاهداف ونتوقع ان يشهد هذين الملفين قدرا من التحسن مدفوعا بتضافر الجهود الاقليمية والاممية الداعمة للوفاق واحلال السلام فيهما .
س : تبذل الدبلوماسية المصرية جهودا كبيرة في التهدئة في الشرق الاوسط تعليق حضرتك ؟
ج : تبذل القيادة السياسية المصرية جهودا كبيرة من اجل منع انزلاق المنطقة الي الحرب الاقليمية الشاملة وذلك من خلال الوساطة وهو جزءا كبيرا من قيمة مصر الكبيرة في المنطقة والتأثير الرئيسي ليسي من ايران واذرعها خاصة وهو صراع متوسط المدي وانما الاثر الاكبر والتأثير الاضخم هو للدولة المصرية فحسب لذا تقوم الدبلوماسية بجهود جبارة لوقف الحرب في الاقليم وتسابق الزمن بالتنسيق مع الاشقاءفي قطر والادارة الامريكية لممارسة الضغوط المطلوبة من الجانب الامريكي لوقف الحرب والتحرك نحو التهدئة ووقف النار.
س : هل ستساهم المانيا في بدء مفاوضات السلام الاوكرانية الروسية ؟
ج : دعوة المانيا مجروحة لانها اكثر انحيازل لاوكرانيا وهي الداعم الثاني لها بعد امريكا وايام حكم ميركيل كانت هناك رؤية للتعاون مع روسيا ونورد ستريم اكبر نتيجة للتعاون الرسي الالماني وكانت هناك تفاهمات كبيرة اقتصادية بين الجانبين كل ذلك انتهي مع شولتس لذا لا تستطيع ان تكون وسيط واستبعد اندلاع حربا مفتوحة عالمية بين روسيا والناتو والكل حريص علي عدم اشعالها رغم الحروب الكلامية بينهما وسنشهد بعد وقف حرب اوكرانيا ظهور اقطاب جدد امام امريكا مثل روسيا والصين ونحن في مصر والخليج سيكون لنا دورا وتمثيلا في النظام العالمي الجديد وان كانت الدول الغربية قد ابدت مرونة نوعا ما في رفض السماح لاوكرانيا بأستهداف العمق الروسي رغبة منهم في عدم تطوير الصراع مع موسكو في اعقاب تهديد ميدفيدف نائب رئيس مجلس الامن القومي الامريكي بالتهديد بتحويل كييف الي كتلة من اللهب من غير استخدام الاسلحة النووية في حال اقدام اوكرانيا علي ضرب العمق الروسي بالصواريخ الغربية بعيدة المدي والتوجه الان هو نحو المفاوضات وان كانت خلال الشهور القليلة القادمة.
س : في ملف الانتخابات الامريكية من تميل اكثر لهاريس ام ترامب ؟
ج : في مصر لنا حظوظا جيدة مع الجمهوريين علي عكس الادرات الديمقراطية تكون العلاقات في الاغلب لصالح الطرف الاخر في الاقليم واخيرا قدرت الادراة الحالية جيدا الان وبداءت في ارسال المساعدات الي مصر بعد انقطاع منذ عام 2020 وتبلغ قيمتها مليار و300 مليون دولار تقديرا من ادارة بايدن هاريس للدور الكبير الذي تضطلع به القيادة السياسية في القاهرة في المساعدة علي حلحلة الصراعات في المنطقة والمساعدة في اطفاء الحرائق في الاقليم منعا لانزلاق المنطقة الي اتون الحرب الاقليمية الشاملة لذا جاء التقدير من امريكا لجهودات القاهرة في هذا الملف الهام اقليميا ودوليا ولكن احتمالية ان هاريس ستفوز في الانتخابات واعتقد ان لها قدرة بحكم السن علي المناورة وربما تختلف بعض الشيء عن ترامب وعن بايدن وان كان كلاهما اعرب عن دعمه المطلق والكبير لاسرائيل .
س : ماذا عن الدور المصري الجديد والتعاون مع دول القرن الافريقي وحوض النيل عسكريا واقتصاديا ؟
ج : تقوم السياسة الخارجية والاستراتيجة المصرية علي خدمة المصالح الحيوية للبلاد وحماية المحاور الاستراتيجية للبلاد وفي القلب منها حماية مياة النيل لذا نستطيع ان نعتبر الخطوات الاخيرة التي تقوم بها الدولة المصرية لتعزيز اواصر الصداقة والتعاون مع الاشقاء الافارقة سواء في السودان او جنوبي السودان او اوغندا او اريتريا والصومال ونيجيريا كلها تصب في حماية المصالح الوطنية ونستطيع ان نسميها بالدبلوماسية العسكرية المصرية في القرن الافريقي وعموم افريقيا وهي تخدم الطرفين في اقامة ودعم العلاقات القائمة وفتح الاسواق الافريقية امام المنتجات العسكرية المصرية الوفيرة وتواجد الخبراء المصريين سواء رجال اقتصاد او عسكريين لسد الحاجة الافريقية التي نشطت فيها تل ابيب جيدا في ملفات تدريب الحرس الجمهوري في افريقيا او خبراء الري والزراعة اليهود الذين انتشروا في القارة والتواجد المصري يعزز المصالح المشتركة لمصر وافريقيا ولحماية الملاحة في البحر الاحمر كذلك وعلينا ان نبني علي قوة مصر الناعمة في ملفات الوافدين الي الازهر والجامعات المصرية والعسكريين في الكليات والمعاهد العسكرية من الافارقة الجميع يمكن ان يكون سفراء للقوة الناعمة المصرية في مختلف انحاء القارة الافريقية وعلينا ان نبني عليما تحقق من نجاحات للقوة الناعمة المصرية والتي وصلت لأوج مجدها في خمسينيات القرن العشرين الماضي عندما ساندت مصر سائر حركات التحرر الوطني الافريقي في عموم القارة وشكل الرئيس الراحل عبد الناصر قمة عدم الانحياز مع عددا من القادة الافارقة كوامي نكروما غانا وعددا من القادة الافارقة الاخرين ومهم جدا ان نبني علي هذا التاريخ الملهم لجمهوريتنا الجديدة .