المخدرات ونجوم الفن.. ظاهرة متجددة أم مصير محتوم؟

يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، وكأن الزمن لم يمحُ الذكريات القاتمة، فكما شهدت حقبتي الثمانينات والتسعينات أزمات تعاطي المخدرات بين بعض النجوم، يتكرر المشهد اليوم مع جيل جديد من الفنانين.

حالات متكررة و صدمة للجمهور

في السنوات الأخيرة، تصدرت عناوين الأخبار حالات تعاطي المخدرات بين نجوم الصف الأول، مثل منة شلبي، شيرين عبد الوهاب، وسعد الصغير، حيث ألقي القبض على بعضهم وبحوزتهم مواد مخدرة، بينما خضع آخرون للعلاج من الإدمان.

هذا المشهد المتكرر يثير تساؤلًا جوهريًا: هل هناك رابط بين الشهرة والمخدرات؟ أم أن الأمر مجرد مصادفة؟

وجهة نظر علم الاجتماع

ترى الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع، أن هذه الظاهرة ليست جديدة على الوسط الفني، فقد اعتاد الجمهور على سماع أخبار اعتقال فنانين بسبب تعاطي المخدرات، مهما بلغ حجم شهرتهم. وتؤكد أن ضغط العمل المستمر يدفع بعض الفنانين إلى تناول منشطات مثل الكوكايين لمساعدتهم على السهر لفترات طويلة، إلا أن الأمر قد يتطور إلى إدمان يحتاج إلى علاج مكثف.

المال والشهرة.. عوامل خطر؟

من جانبه، يوضح الدكتور علي سالم، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة حلوان، أن الوفرة المالية وسهولة الوصول إلى المخدرات بين طبقات المشاهير وأصحاب النفوذ تلعب دورًا رئيسيًا في الإدمان، خصوصًا في بداية مشوار الفنان عندما يكون عرضة للتأثيرات المحيطة، مشيراً إلى أن بعض الفنانين يستخدمون المخدرات كوسيلة للهروب من ضغوط الحياة والشهرة، ما يجعلهم أكثر عرضة للوقوع في فخ الإدمان.

تأثير الإدمان على النجومية

يؤكد الناقد الفني رامي المتولي أن إدمان الفنان قد يكون ضربة قاضية لمستقبله الفني، حيث يتأثر الجمهور سلبًا بصورته الشخصية أكثر من أعماله الفنية، ويستشهد بحالة دينا الشربيني، التي تعرضت لعقوبة المنع من التمثيل بعد تورطها في قضية تعاطي مخدرات، إلا أن القرار ألغي لاحقًا بعد تدخلات داخل النقابة، مما يعكس مدى تأثير هذه القضايا على مسيرة الفنان.