واشنطن تكثف جهودها الدبلوماسية لوقف الحرب في غزة وسط استمرار القتال

تواصل الإدارة الأمريكية تكثيف جهودها الدبلوماسية بهدف التوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة، وسط استمرار القصف والاشتباكات.
ورغم تعثر المحادثات، فإن البيت الأبيض يبدي تفاؤله بإمكانية تحقيق اختراق قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن، في وقت تتزايد الضغوط الشعبية داخل إسرائيل للتوصل إلى اتفاق، رغم تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم تقديم أي تنازلات. وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، أن واشنطن تواصل الضغط على الطرفين للتوصل إلى اتفاق، مشيرًا إلى أن المفاوضات بلغت مراحل متقدمة، حيث تم إنجاز 90% من الاتفاق، لكن القضايا العالقة لا تزال تعرقل الإعلان الرسمي عنه. وشدد على أن الوضع قد يتغير في أي لحظة، محذرًا من أن أي حدث جديد قد يؤدي إلى انهيار الجهود الدبلوماسية.
عقبات أمام الاتفاق تتمثل أبرز نقاط الخلاف في الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر، المعروف باسم "محور فيلادلفيا"، حيث يصرّ نتنياهو على إبقاء قوات إسرائيلية فيه، فيما تطالب حماس بانسحاب كامل من القطاع.
وتسعى الولايات المتحدة، بالتعاون مع الوسيطين المصري والقطري، إلى تقريب وجهات النظر، لا سيما فيما يتعلق بجدول زمني لانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق "المكتظة بالسكان"، بالإضافة إلى معالجة المخاوف المصرية بشأن أمن الحدود.
وتتزامن هذه الجهود مع تصاعد الاحتجاجات في إسرائيل للمطالبة باتفاق يعيد الأسرى المحتجزين لدى حماس، خاصة بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، مطلع سبتمبر، العثور على جثث ستة رهائن قتلوا في غزة، أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية.
أبعاد سياسية وضغوط متزايدة تأخذ الأزمة أبعادًا سياسية في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، حيث يرى محللون أن نتنياهو وزعيم حماس يحيى السنوار يربطان مصيرهما السياسي بمواصلة القتال.
كما أن تحقيق تقدم في المفاوضات قد يمثل دفعة سياسية للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، التي تستعد لخوض السباق الرئاسي الأمريكي، وسط انقسام في الداخل الأمريكي بشأن دعم إسرائيل.
ورغم الدعم العسكري الأمريكي المستمر لإسرائيل، إلا أن بايدن واجه انتقادات متزايدة داخل حزبه بسبب عدم اتخاذه موقفًا أكثر صرامة ضد القصف الإسرائيلي، حيث لم يستخدم سوى مرة واحدة ورقة الضغط الرئيسية المتمثلة في الحد من مبيعات الأسلحة لتل أبيب.
استمرار القتال في غزة على الأرض، تواصلت العمليات العسكرية في القطاع، حيث أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أن حصيلة القتلى منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023 تجاوزت 40,972 شخصًا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فيما أصيب أكثر من 94,761 آخرين.
وفي ظل تعثر جهود وقف إطلاق النار، تتزايد المخاوف من تصعيد إقليمي، حيث يرى مراقبون أن استمرار الحرب قد يؤثر على استقرار منطقة البحر الأحمر، ويزيد من خطر اندلاع مواجهة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
ورغم هذه التحديات، تأمل واشنطن في تحقيق تقدم في ملف غزة، على أمل أن يكون ذلك مدخلًا لإعادة تفعيل مسار تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وهو ما اعتبره بلينكن ممكنًا إذا ما تم التوصل إلى هدنة في القطاع المحاصر.