بالصور ..المنوفية تحتفل بمولد ”الشبراوي” بمشاركة مشايخ الطرق الصوفية وشخصيات عامة وإعلامية
تحتفل محافظة المنوفية في الاسبوع الأول من سبتمبر كل عام بمولد العارف بالله عمر جعفر الشبراوي المعروف بـ "البحر الراوي"، حيث تقيم الطريقة الشبراوية الخلوتية مولد البحر الراوي في قرية شبرا زنجي بمركز الباجور محافظة المنوفية، في ساحتها الكبيرة الكائنة إلى جوار مسجد وضريح سيدي عمر الشبراوي، وقد توافد أبناء الطريقة الشبراوية الخلوتية من شتى المحافظات منذ أيام للإحتفال بالمولد.
وأكد المهندس محمد عبدالخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية الخلوتية، أن هذا الإحتفال يأتي إحياءاً لذكرى قطب الغوث مربي المريدين البحر الراوي سيدي عمر الشبراوي، الذي لطالما أخذ بأيدينا لنعرف صحيح ديننا، والذي لازالت مؤلفاته تزخر بها المكتبة الإسلامية والتي تشكل مرجعاً لكل باحث ومتفقهه في الدين وكل طالب علم، هذا وقد شارك في الليلة الرئيسية للاحتفال الدكتور جمال مختار علي محمد الدسوقي، شيخ الطريقة الدسوقية المحمدية، والشيخ عيسى الجوهري، شيخ الطريقة الجوهرية، وعدد من القيادات التنفيذية بمحافظة المنوفية وشخصيات عامة وإعلاميين.
البحر الراوي سيدي عمر جعفر الشبراوي .. في سطور
نسبه ومولده .... هو رضي الله عنه سيدي الشيخ عمر بن الشيخ هيكل بن الشيخ جعفر الشبراوى العمرى ، ينتهي نسبه - رضي الله عنه - إلى
أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -كما اخبر بذلك ، ولد سنة 1235 هـ بين أبوين كريمين ، وكان أبوه - رضي الله عنه - من أغنياء بلده شبرا زنجى من قرى المنوفية ، ولقد حدث قبيل مولده : أن والده رأى في منامه شخصا أعطاه ورقة فيها كلام ، معناة : أن ستة عشر ألفا صح منهم ألفان إن اهتممت كتبناك منهم ، وإلا كتبنا أحد أولادك . فلما استيقظ رأى الورقة مكتوبة بمداد أخضر تحت وسادته ، فحفظها عنده ، ثم عاد إلى تلقى العلم بالأزهر ، بعد أن فارقه ، عساه أن يحظى بما رأى ، إلا أنه لم يستطع الاستمرار في الأزهر ، فبقى في بلدته لمباشرة أرضه ، وعندئذ ولد له صاحب الترجمة ، فاستبشر به ، ووضع الورقة في صفيحة ، وعلقها له ، كتميمة ، تيمنا ورجاء منه أن يكون هو المقصود بالرؤيا
نشأته وتعليمه .... نشأ رضي الله عنه نشأة طيبة في بيت طيب ، لا ينقطع منه ذكر الله تعالى ، فقد كان أهل الله بالمنوفية يجتمعون عند والده وهو رضيع ، وقد بنى لهم منزلاً خاصاً وسماه " دار أهل الله " ولقد حفظ القرآن وهو صغــير السـن جداً ، وحـدث أنـه لما كان في سورة يوسف ، رأى ســيدنا يـوسـف الصـديق علــيه الســلام في منامه ، فقال له : في أي سورة أنت تقرأ ؟
فأجاب في سورتك ، فقال له : اقرأ ، فقرأها من أولها إلى أخرها ، فقال له الصديق عليه السلام : " فتح الله عليك " .
وكانت تعتريه أحوال في صغره ، منها : أنه قطع ماء النيل وهو فائض ، فأغرق الأرض ،فشكاه أصحابها إلى أبيه فضربه ، ثم فعل ذلك مرة أخرى ، ولما خاف عقاب أبيه هاجر إلى طنطا ، ودخل مسجد سيدي أحمد البدوي - رضي الله عنه - معتقداً أنه حي ، وأن جميع ما يقدمه الناس في مولده إنما هي هدايا تقدم إليه . فقال : يا سيد ، أنا عمر ابن هيكل جعفر ، وأبى يحضر لك كل ستة وكذا وكذا ، وأنا جوعان ، وإذا بإنسان ملثم يمد يده برغيفين من خبز القمح ، وفيها لحم محمر وعشرون فضة - يعنى نصف قرش - فأخذ كل هذا وخرج من المقام ، فرأى شيخا يقرىء القرآن ، فقال له خذ نصف ما معي واسمع لي القرآن فرضي الشيخ بذلك ، واستمر نحو شهر يذهب إلى المقام صباحا ، فيأخذ من الرجل الملثم راتبه ، ويذهب إلى المقرىء ، فيقرأ عليه القرآن ، أما والده فقد تفقده في كل مكان فلم يجده ، وأرسل الرسل في طلبه إلى البلاد المجاورة ، فلم يعثروا عليه ، وبينما هو كذلك إذا بفتى من شبرا زنجى كان مجاور بالمسجد عاد إلى بلده ، وأخبره بأن ابنه في طنطا ، يقرأ القرآن على الشيخ فلان ، وقد جوده بالأحكام ، وقرأ رواية ورش ، وهو مثال الذكاء ففرح والده بذلك ، وأخذ له ( زواده ) وذهب إلى طنطا ، وهذا كله وهو رضي الله عنه دائب على قراءة القرآن ، وراتبه لا ينقطع عنه ، إلا أن نفسه اشتاقت إلى طعام آخر غير اللحم ، فقال يا سيدي ( يشير إلى سيدي أحمد البدوي ) أليس عندكم من طعام غير هذا ؟ فما أتم هذه العبارة حتى قيل له : إن أباك بباب المسجد .
وفى السنة الثانية رحل في طلب العلم إلى الأزهر ، فلم يفتح عليه ، فقابله رجل من أهل الله وقال له : يا ولدى ، أكنت مجاوراً بالمسجد الأحمدي بطنطا ؟ قال : نعم . فقال له الرجل : لذلك لا يفتح عليك ، لأنك جئت من غير إذن السيد البدوي ، فقال رضي الله عنه : وماذا أفعل ؟ قال : أذهب إلى طنطا , وقل : يا سيد كنت مجاورا فهل تأذن لي ؟ فإن سمعت أحداً يقول سافر ، فاعلم أنه أذن لك ، فقال رضي الله عنه : وأين أنا الآن من طنطا " ولا أعرف لها طريقا " فأشار إليها الرجل وقال : ها هي ذي قريبة ، فجرى سيدي حتى دخلها قبيل الغروب ، فبات ليلته ، وقرأ سورة يس ، واستأذن كما علمه الرجل ، فسمع من وراء المقصورة صوتا يقول له : سافر سافر ، فدار حولها ليرى مصدر الصوت ، فسمعه من الجهة الأخرى ، وهكذا كلما دار سمع الصوت من الجهة المقابلة ، ثم عاد إلى مصر ، فقابله زميل له من بلده ، هو العلامة عبد الفتاح الشبراوى ، وكان عالما شريفا وكان أكبر من سيدي سنا ، ولذلك فقد كان يعنى بأمره ، سأله الشيخ عبد الفتاح وقال له : أين كنت ؟ فأجاب : كنت في بولاق ، ولم يقل كنت في طنطا ، خشية ألا يصدقه ، فغضب الشيخ عبد الفتاح وقال له : لابد أن أكنت إلى أبيك بذلك . وبعد أيام كان سيدي رضي الله عنه يجلس مع الشيخ عبد الفتاح ، فقام بغية ومشى بسرعة ، فاقتفى الشيخ عبد الفتاح أثره ، حتى وصلا إلى باب الشعرية ، وهناك وجد سرادقا فيه كراسي ، ووقف أمام كل كرسي رجل ،إلا كرسيا واحدا في صدر السرادق ، لم يقف أمامه أحد ، فلما وصل سيدي إلى هذا الكرسي ، ووقف أمامه ، انفض السرادق ولم يجد الشيخ عبد الفتاح بعد ذلك إلا سيدي صاحب الترجمة رضي الله عنه ، فخاف منه وجرى ، وعلم أن له شأنا كبيرا مع الله سبحانه ، فكف لومه عنه ، واستمر رضي الله عنه بعد ذلك يطلب العلم في الأزهر ، والتفوق رائده .