المهندس محمود غزال : التكنولوجيا الخضراء وإعادة التدوير من أهم جوانب الحلول المستدامة لصناعة النسيج
أكد المهندس محمود غزال، أن صناعة الغزل والنسيج تعتبر من أقدم الصناعات وأكثرها تأثيرًا في الاقتصاد العالمي، حيث توفر فرص عمل لملايين الأشخاص وتلبي احتياجات المستهلكين اليومية، فهي صناعة ضرورية ومستمرة؛ إذ تخدم متطلبات حياتية أساسية. وعلى الرغم مما تواجهه هذه الصناعة تحديات بيئية كبيرة تتعلق بتوافر الموارد الطبيعية والتلوث، فإن القائمين على هذه الصناعة أصبحوا وبشكل متزايد يبدون اهتمامًا كبيرا بالحفاظ على البيئة وتبني حلول وممارسات مستدامة تقلل من الأثر البيئي. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت العديد من الحكومات تضع اشتراطات محددة لضمان التزام هذه الصناعة باتفاقية باريس للمناخ، مستفيدة من التكنولوجيا الحديثة لتحسين عمليات الإنتاج وتقليل الأضرار البيئية. في هذا المقال، سنلقي الضوء على الجوانب الإيجابية لصناعة الغزل والنسيج، مع التركيز على الجهود المبذولة لتعزيز الاستدامة البيئية والتحديات التي لا تزال قائمة.
وأشار غزال، إلى أن من بين الجوانب الإيجابية والحلول المستدامة، المتعلقة بصناعة الغزل والنسيج التكنولوجيا الخضراء والتطوير المستدام، حيث أن القائمون على صناعة الغزل والنسيج باتوا يحرصون بشكل متزايد على استخدام اللتكنولوجيا الخضراء التي تهدف إلى تقليل استهلاك المياه والطاقة والمواد الكيميائية الضارة. من خلال اعتماد الأصباغ الطبيعية والمواد المعاد تدويرها، تسعى الصناعة إلى تقليل الأثر البيئي الناتج عن عمليات الإنتاج، مما يتوافق مع الهدف "9" من أهداف التنمية المستدامة الذي يدعو إلى تعزيز الابتكار والتصنيع المستدام، وكذلك الممارسات الزراعية المستدامة، حيث أن هناك توجه متزايد نحو تعزيز الزراعة العضوية للقطن واستخدام الألياف المعاد تدويرها. هذه الممارسات تهدف إلى تقليل الاعتماد على الموارد الطبيعية وتقليل الأثر البيئي للزراعة التقليدية، ما يدعم الهدف "2" القضاء التام على الجوع من خلال تعزيز الزراعة المستدامة والاستخدام المسؤول للموارد.
مضيفاً أن إعادة التدوير وإعادة الاستخدام باتت تمثل أحد الحلول، حيث أن القائمون على الصناعة يشجعون على إعادة تدوير الملابس والأقمشة للحد من النفايات الصلبة وتجنب تراكمها في المكبات أو حرقها. هذه الجهود تسهم في الحد من التلوث البيئي وتتماشى مع الهدف "12" الاستهلاك والإنتاج المسؤولان، وأيضاً تحسين ظروف العمل والنمو الاقتصادي وفيها تلتزم الصناعة بتحسين ظروف العمل من خلال توفير بيئة عمل آمنة وعادلة، مما يعزز الهدف "8" العمل اللائق والنمو الاقتصادي. هذا الالتزام يساهم في تحسين جودة حياة العاملين ويعزز من الاقتصاد المحلي عبر تقديم فرص عمل مستدامة، وأيضاً الشراكات لتحقيق الأهداف البيئية، حيث يسعى القائمون على الصناعة إلى تعزيز الشراكات بين الحكومات، والشركات، والمنظمات غير الحكومية، والمجتمعات المحلية لتبني ممارسات مستدامة على نطاق واسع. العمل الجماعي والتعاون الدولي ضروريان لتبادل المعرفة والابتكارات وتعزيز الممارسات المستدامة على نطاق واسع، مما يتماشى مع الهدف "17" الشراكات لتحقيق الأهداف.
واختتم المهندس محمود غزال حديثة قائلاً، على الرغم من التحديات البيئية، يبذل القائمون على صناعة الغزل والنسيج جهودًا كبيرة لتقليل تأثيراتها البيئية من خلال تبني التكنولوجيا الخضراء والممارسات المستدامة. إن تعزيز التعاون بين الحكومات، والشركات، والمستهلكين يعد خطوة ضرورية لتحويل هذه الصناعة إلى قطاع أكثر مراعاة للبيئة، مما يضمن استدامة مواردنا الطبيعية للأجيال القادمة. إن التزام الصناعة بالابتكار البيئي والتعاون المشترك يعكس حرصها على تحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.