لماذا تجاهل العرب دعوة ابو مازن لدخول قطاع غزة ؟
علي هامش زيارته الي العاصمة التركية انقرة اطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن دعوة للشعوب العربية والاسلامية وللدول المحبة للسلام بمصاحبته في زيارة جريئة لكسر الحصار المفروض علي غزة والمتابع للاحداث يلاحظ تجاهل كبير من الدول العربية والاسلامية .
يقول اللواء اركان الحرب دكتور طارق سعد الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي ان الدول العربية للأسف الشديد تفتقر الي الاجماع العربي والاسلامي في دعم المحنة التي يعيشها الاشقاء في غزة والتي راح ضحيتها بين شهيد ومفقود ومصاب قرابة المائتا الف فلسطيني حتي الان ودمارا شاملا في جميع ارجاء قطاع غزة من شماله الي جنوبه وحتي الان وبعد انعقاد قمة عربية واسلامية مشتركة في السعودية لم تفلح في خلق اجماع داعم للقضية الفلسطينية فحتي الان هناك عدة دول اسلامية اعضاء في منظمة التعاون الاسلامي علي قائمة المصدرين للنفط والغاز والمواد الغذائية الي دولة الكيان ولم تفلح دعوات المقاطعة الاقتصادية لتل ابيب وهو التفسير الاولي لتجاهل دعوة الرئيس ابو مازن لزيارة قطاع غزة .
واضاف اللواء دكتور سعد ان المواقع الاخبارية اقتطعت واساءت تفسير تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في احد المؤتمرات الانتخابية في قسنطينة عندما تحدث ان جيش بلاده مستعد لدخول غزة من خلال معبر رفح مع مصر لبناء مستشفيات ومراكز ايواء وتقديم المساعدات الانسانية والغذائية واعمار ما هدمه الصهاينه وهو ما لم تنشره المواقع واجتزئت تصريحات تبون من سياقها وما يهمنا هنا في مناقشة لماذا لم يكترث العرب كثيرا بدعوة الرئيس عباس هو ان الدول العربية لا تزال منقسمة في قبول خروج شبه منتصر لحماس من حربها مع الكيان الصهيوني بل ان الدول الداعمة لمحاور المقاومة هي نفسها بينها انقسام واضح للعيان خوفا من اغضاب البيت الابيض الامريكي وفي افساح الطريق ولو نظريا لمفاوضات القاهرة الهادفة الي وقف اطلاق النار وتبادل الاسري .
واستبعد اللواء دكتور سعد ان تأخذ امريكا وتل ابيب تهديدات الرئيس التركي اردوغان باحتلال اسرائيل كما فعلنا في العراق وسوريا وهو ما لم يحدث خاصة وان تركيا واسرائيل حلفاء خاصة وان تركيا عضوا في حلف الناتو وتل ابيب ربيبة امريكا القائد الاكبر والاعلي للناتو واسرائيل الشريك الاستراتيجي الاول للناتو والاتحاد الاوربي وامريكا تعتبر تل ابيب اكبر حاملة طائرات برية لها في العالم لذا نعتبر تصريحات اردوغان للاستهلاك المحلي ليس اكثر وهو ما يفسر عدم اهتمام الكثير من الدول العربية بدعوة الرئيس ابو مازن .