بتكنولوجيا التحكم الرقمي.. «منة» تقتحم سوق صناعة الحُلي الخزفية
«الحاجة أم الاختراع»، هذا ما استطاعت «منة» أن تخلقه لنفسها بعدما عشقت فن الخزف وصناعة الحُلي المصنوعة منه، لكنها أرادت أن يكون مسارها مختلفًا عن غيرها، واعتمدت على التجديد والبعد عن التقليدية في صناعة الحُلي من الخزف، لتنشأ لنفسها أول علامة لصناعة الحُلي عن طريق استخدام التكنولوجيا، وهذا ما ستشرحه أثناء حديثها لـ«النهار» في السطور التالية.
«الفكرة جاتلي أثناء تسجيل فكرة موضوع الماجستير عام 2018، وكمان أنا كان نفسي اشتغل في الحُلي الخزفي».. هذه كانت بداية حديث منة الله عبد الجواد، 30 عامًا، مهندسة في تكنولوجيا إنتاج الخزف، وخريجة كلية الفنون التطبيقية تخصص خزف لـ«النهار»، فكان إعجابها بالحُلي المصنوعة من الخزف يزداد يومًا بعد يوم، إلا أنها نتيجة لاستفادتها من رسالة الماجستير الخاصة بها، استطاعت أن تقتحم هذا السوق ولكن بطريقة أكثر إبداعًا وتطورًا من خلال استخدام التكنولوجيا.
شرحت «منة» أن موضوع رسالة الماجستير الخاصة بها، كان عن الاستفادة من تكنولوجيا التحكم الرقمي لتصميم وإنتاج مكملات أزياء من الخزف ذات دقة عالية، لافتة:«الحُلي الخزفي موجود وهو مش اختراع وكمان في منه قطع الزينة الخزفية في المتاحف، لكن كنت حابة أوسع نطاق دخوله في الأزياء».
سردت «منة» أن دكتور محمد سعد شومان كان داعمًا لها، من خلال الاستعانة بالبحث الخاص به عن استخدام ماكينات التحكم الرقمي بالحاسب الآلي للحصول على منتج خزفي، وحينها أنتج بالفعل خزف عن طريق استخدام تكنولوجيا التحكم الرقمي، مضيفة:«الدكتور كان مُشرفي وأقترح عليا استخدام التكنولوجيا في إنتاج الحُلي الخزفي، وده علشان نحصل على تفاصيل أكثر دقة في الأحجام الصغيرة، والفكرة دي وفرت وقت وحلينا مشكلة صعوبة تشكيل بعض الخلطات الخزفية».
استطاعت «منة» في هذا التوقيت التعامل مع الماكينة والبرامج الخاصة بالتصميم والتنفيذ، وبالتالي أصبح هناك قدرة على التصميم والتنفيذ معًا عن طريق الحاسب الآلي، موضحة:«أول حاجة بنعمل تصميم ونرسمه عن طريق البرامج، وبعد كده مرحلة التنفيذ من خلال الماكينة وبرده دي بتكون عن طريق التكنولوجيا».
كشفت «منة» طريقة التنفيذ على الخزف من خلال الحفر المباشر للتصميم على الطينات الخزفية، أو حفر على قالب جبس، ومن خلال الأسلوب الثاني يمكن إنتاج نسخ أخرى، لافتة:«الطينات الخزفية كل منتج له خواص ومواصفات، وعلشان كده ببدأ اعمل تركيبة تكون ملائمة مع المواصفات المطلوبة».
8 شهور، هذه هي المدة التي كشفت فيها «منة» عن أول علامة لإنتاج مكملات الأزياء الخزفية باستخدام تكنولوجيا التحكم الرقمي، موضحة:« في البداية كان الوضع صعب، لأن ثقافة الحُلي الخزفية مش منتشرة، وكمان الناس مكانتش متخيلة إزاي مكملات أزياء من الخزف برغم أنه موجود».
تحاول «منة» إدخال الحُلي الخزفية في الوقت الحالي في الحقائب والأحزمة بالإضافة إلى المكملات المنفصلة، قائلة:«بدأنا ننزل بازارات علشان الناس حابة تشوف على الطبيعة أكتر وتفهم المنتج وتاريخ الخامة، وكل ده كان بمساعدة أهلي ودكتور محمد شومان».
حالة من الانبهار شاهدتها «منة» في عيون الناس بعد الاطلاع على المنتجات والحُلي المصنوعة من الخزف، مما تتسبب في تشجيعها على التواجد في مجموعات التواصل المتعلقة بالفنون، موضحة:«في خطتي اللي جاية في تطوير من خلال بعض التقنيات، ونفسي المشروع بتاعي يكبر وأحاول أساعد الناس بورش عمل علشان يتعلموا ونوفر فرص عمل للشباب».