رعب إسرائيلى في انتظار الرد الإيرانى
في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة بعد اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وتوعد إيران برد قاسٍ ومؤلم لتل أبيب، حول هذا الموضوع هناك عدة تساؤلات تجاه طبيعة وشكل الرد الإيراني وهل فعلا سترد طهران أم لا ؟
وهل السيناريوهات المحتملة للرد الإيراني أو لحزب الله على تل أبيب؟ ستكون ضربة لحفظ ماء الوجه، أو ضربة محدودة من أجل التفاوض، أو يكون الخيار هو عدم توجيه أي ضربة مقابل وقف إطلاق النار في غزة، أو ضربة شاملة ترمي فيها إيران وحزب الله بكل ما لديهم من أوراق، مع إضافة خيار خامس يتمثل في ضربة استباقية من جانب أميركا وإسرائيل.
حول تلك السيناريوهات العديدة ، يقول الدكتور أيمن الرقب ، استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس ، إن دولة الاحتلال لاتقبل مرحلة اللاحرب واللاسلم لذلك يهدد نتنياهو خوض عدة حروب في وقت واحد وبالتالي هو يهدد الجميع ، لإعتقاده القدرة علي فتح حرب اقليمية ولا يخشاها بشكل أو بآخر ، وهو قادر علي أن ينفذ عمليات اصطدامية ضد حزب الله ، وقال إذا أقدمت ايران وضربت لنا مقرات فنحن سنضرب بشكل كبير ومباشر إيران وبالتالي فهو قد يقدم علي ذلك .
وفي تجربة عام ٢٠٠٦ كان هناك عملية انتظار لرد حزب الله ولأن الانتظار طال قام الاحتلال الإسرائيلي كما في الوقت الحالي تقريبا وشن حرب بشكل مباشر استباقية علي لبنان قد يقوم نتنياهو بنفس السياق وفي نفس الفترة بالقيام بمثل هذه المهام لإنهاء حالة الانتظار وفتح حرب حتي لو كانت محدودة الرد وبالتالي يخرج من فترة الانتظار التي يريد أنها تطول وكلما طالت لاتكون في مصلحته.
كما أشار الدكتور أيمن الرقب ، أن اقدام الاحتلال الإسرائيلي علي اغتيال اسماعيل هنية في قلب طهران له دلالات قوية جدا ، ويعتبر تحدي كبير جدا لطهران كما نعلم جميعا في شهر ابريل الماضي قام الاحتلال الإسرائيلي بقصف قنصلية إيران في دمشق وردت طهران برد محدود كما تابعنا وكان رد اعلامي اكتر منه رد تفجيري ، لكن هذا الأمر بالتأكيد حتي الآن واضح أن إيران تردد في هذا الأمر لحسابات سياسية آخري.
وفسر الدكتور أيمن الرقب أيضا على اغتيال فؤاد شكر في العاصمة بيروت أو الضاحية الجنوبية أيضا هذا تحدي كبير لحزب الله ومطلوب منه أن يرد خلال فترة الحرب الطويلة كان هناك قواعد تأسيس لقواعد الاشتباك من قبل ، حيثُ أن حزب الله والاحتلال الإسرائيلي علي مدار عشرة أشهر دون الوصول إلى اشتباك مفتوح .
أما عن حدوث حرب واسعة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي وبين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي ، يؤكد الدكتور أيمن قائلاً بصراحة استبعد أن يكون هناك حرب شاملة و واسعة لكن الاقرب مجرد فقط أن تكون رد متبادل أو قصف متبادل وهناك فلسفة لدي كل الأطراف بتبني ما يطلق عليه حرب الاستنزاف الطويلة .
وإذا كان هناك فعلا حرب الاستنزاف الطويلة فهذا يعني أن كل الأطراف لم يدخلوا حرب شاملة و سيستمروا بنفس المنهج الذي شهدناه خلال العشر أشهر الماضية ومن خلال الحفاظ علي قواعد الاشتباك بين الطرفين دون الدخول في حرب شاملة.
وختم حديثه على أن هناك ضغوط علي طهران لعدم الرد ولكن إيران مجبره علي الرد أقل تقدير لو حتي محدود أو مؤلم جزئيا للاحتلال الإسرائيلي لكن عدم الرد مشكلة وهناك رغبة لدي الكثيرون الحفاظ على هذا الوضع .
الدكتور أيمن الرقب - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس