النهار
الخميس 19 سبتمبر 2024 09:58 مـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

المحافظات

إسراء الفيشاوي حصلت على 91% وحفظت القرآن الكريم رغم مرضها بنقص الأكسجين

أم بالمنوفية تحمل ابنتها للمدرسة والدروس على كتفها حتى تفوقت في الثانوية العامة

إسراء ووالدتها
إسراء ووالدتها

الأم دائما مصدر القوة والنجاح، هذا ما سطرته سيدة في قرية زاوية رزين التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، التي رزقها الله بطفلة مريضة بنقص الأكسجين، لا تقوى على الحركة وضعف بصرها تدريجيا، فلم تتركها لحظة ورفضت الاستسلام للمحبطين من حولها، وأخذت على نفسها عهدًا ألا تترك طفلتها للموت، وجابت بها شرفا وغربا بحثا عن طبيب يعالج هذا المرض اللعين الذي يفتك بنجلتها يوما بعد يوم.

الأم الصابرة ظلت أعواما تتنقل بين محافظات مصر لعرض الطفلة على الأطباء، وفي الوقت ذاته تحمل طفلتها يوميا إلى الكُتاب لحفظ القرآن الكريم وإلى المدرسة والدروس لتتعلم مثل الأطفال في سنها.
اليوم وبعد سنوات من العناء تنفست الأم الصعداء وحصدت الأم نتاج تعبها مع ابنتها إسراء الفيشاوي التي تفوقت في الثانوية العامة بحصولها على مجموع 91%، فترى الأم الفرحة لأول مرة بعد سنوات من التعب.
هذه السعادة التي تبدو على وجه الأم، سبقها أعواما من العناء والبكاء أحيانا، حيث تولت الأم مهمة شاقة وكلها ثقة في الله أنه سيلهمها القوة، وبالفعل أراد الله أن يكافئ هذه السيدة بتفوق ابنتها في الثانوية العامة وحفظها أجزاءً من القرآن الكريم، وتحسن في صحتها إلى حد ما.


تقول أم إسراء، إن أحد الأطباء بقريتها اكتشف مرض ابنتها منذ نعومة أظافرها، فأخذت تعرضها على أكثر من طبيب حتى اكتشفت أنها مريضة بنقص في الأكسجين، ومنذ هذه اللحظة ظن الجميع في أسرتها أن هذه الطفلة لن تحيا كثيرا، لكن الأم كانت تظن بالله خيرا وسخرت كل طاقتها لخدمة وعلاج هذه الطفلة البريئة.
وأضافت الأم: " لم تعد إسراء تقوى على الحركة وضعف بصرها، فقررت أن أحملها يوميا إلى مكتب تحفيظ القرآن بالقرية وإلى المدرسة للتعلم وحفظ القرآن، واستمر هذا العمل يوميا نظرا لعدم وجود «تكاتك» بالقرية، وبعد أن توفرت أصبحت أرافقها يوميا حتى فرحت بنجاحها في الثانوية العامة".
وأشارت إسراء الفيشاوي، إلى أنها لولا والدتها لم تكن على قيد الحياة، فهي كما وصفتها سبب كل شيء جيد في حياتها، مؤكدة أنها تعبت وبذلت جهدا كبيرا حتى تعلمها وتهتم بحالتها الصحية، لافتة إلى أنها تشعر بسعادة كبيرة بعد التفوق في الثانوية العامة لأنها أدخلت السرور على أمها التي لم تر الفرحة طوال سنوات عديدة مضت.
وتابعت إسراء: «حلمت في المنام إني جبت 95%، فشعرت أنها بشرة خير من الله، وبالفعل حصلت على 91%، وأحمد الله على هذا التفوق وأتمنى أن أتفوق علميا وأسعد والدتي وأسرتي".

الطالبة إسراء الفيشاوي: أتمنى أن يكرّمني محافظ المنوفية


وتمنت إسراء الفيشاوي أن يُكرّمها اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، لأنها حققت تفوقا رغم الظروف المرضية الصعبة، وأن التكريم في الثانوية العامة كان حلم لها، مثل الأوائل التي كانت تشاهدهم كل عام على المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي".

والدة إسراء: سأظل رفيقة لها في المرحلة الجامعية وأتمنى تكريمها من محافظ المنوفية

واختتمت والدتها حديثها للنهار، قائلة: "الحمد لله إني وصلت مع ابنتي لهذا النجاح ولن أتركها في الجامعة، سأكمل رحلتي معها وسأرافقها إلى الكلية ذهابا وإيابا نظرا لحالتها المرضية، مؤكدة أن الله أنعم عليها بالصحة منذ مرض إسراء، فلم تتعرض لوعكات صحية في حياتها، وتشعر أن هذا الفضل من الله لكي تقوى على خدمة وتعليم إسراء".

موضوعات متعلقة