مظاهرات في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة الأسرى .. هل يستجيب نتنياهو ؟
يشهد المجتمع الإسرائيلي في الأيام الماضية تظاهرات عديدة ، ضد نتنياهو وحكومته ، بشأن التحديات الأمنية الراهنة بعد التصعيد الإسرائيلي مع إيران وحزب الله . كما يرى المجتمع الإسرائيلي، أن الأولوية اليوم يجب أن تُمنح لإعادة الأسرى، لأن هذا الأمر سيؤدي إلى وقف إطلاق النار، وعودة الاستقرار داخل المجتمع ، لإن الوضع في إسرائيل متوتر منذ 10 أشهر.
حول هذا الموضوع ... يقول الدكتور أحمد يوسف أحمد ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في تصريحات خاصة لجريدة النهار ، هناك نقطتين لتعليق على تلك الدعوات الإسرائيلية ، النقطة الأولى بخصوص التظاهرات ضد نتنياهو، والإلحاح على صفقة التبادل، ورأى المؤسسة الأمنية والعسكرية كل هذا حتى الآن لا يصل للتعبير عن أغلبية المجتمع الإسرائيلي.
لأن الرأى العام في إسرائيل في الوقت الحالي يتصاعد فيه شعبية نتنياهو بعد عمليات الاغتيال الأخيرة ، كما أن حزب الليكود استعاد موقعة في الصدارة بعد هذه العمليات.
أما بالنسبة للنقطة الثانية ، أشار الدكتور أحمد يوسف ، بأن المجتمع الإسرائيلي بطبيعة الحال مجتمع متطرف ، والعمليات الأخيرة شجعت على زيادة التطرف ،وكل المظاهرات المطالبة بصفقة التبادل كانت أساساً من عائلات الأسرى ، ولم تصل في أي وقت من الأوقات إلى نقطة الضغط على نتنياهو لكي يغير سلوكه ، وأنا لا أُعول على الإطلاق على تلك الضغوط الداخلية لنتنياهو.
وفي حالة استمرار صمود المقاومة ، واستمرار وقوع الخسائر بإسرائيل ، واستمرار عجز إسرائيل عن حسم الحرب ، ربما يتغير الموقف الداخلي في إسرائيل ، لأن نتنياهو حتى الآن يعتمد على لجنته البرلمانية المتماسكة.
بينما يقول أيضاً الدكتور أيمن الرقب ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس ، عن تقرير نُشر بصحيفة هاآرتس الإسرائيلية ، يشير إلى موافقة يحيي السنوار على صفقة تبادل الأسرى ، ولكن من يعيقها قد يكون نتنياهو ، وفي الحقيقة حجم التظاهرات التي تخرج في الشارع الإسرائيلي للوصول إلى صفقة تبادل الأسرى بصراحة عدد محدود وليس عدد كبير للضغط على إسرائيل.
كما أن هناك توصية من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ومن الجيش الإسرائيلي ، للوصول إلى الصفقة وتبادل الأسرى ، وصرح نتنياهو سابقاً قائلاً نحن نستطيع أن نعود للحرب وقتما شئنا ، ونستطيع أن نعود حتى لو انسحبنا من محور صلاح الدين إليه مره أخرى ، حيثُ قمنا باحتلال محور فيلادلفيا ومعبر رفح في خلال ساعات.
وبالتالي لا مشكلة لدينا في العودة لاحتلال محور فيلادلفيا إذا انسحبنا منه ، وبالتالي عملية التحريض جاهزة. لكن نتنياهو الذي يدرك ، إذا ذهب لهذه الصفقة التي ستفضي بناءاً على قرار 2735 أو التي يطلق عليها مبادرة بايدن، إنها ستفضي لوقف إطلاق النار بعد جولات الهدن هذا بالنبسة له نهاية حكمه لسببين.
السبب الأول هو أن حلفائه، سموتريتش وبنغفير يهددوا نتنياهو ، إذا وافق على الهدنة ووافق عليها ، فقد ينسحبوا من هذا الإتلاف، وبالتالي انهيار الحكومة والدعوة إلى انتخابات مبكرة .
أما بالنسبة للسبب الثاني ، وهو لو وضعت الحرب أوزرها ، مطلوب أن يجيب نتنياهو بشكل واضح على الناخب الإسرائيلي ، وبالتالي الدعوة إلى انتخابات مبكرة.
وحسب التقديرات الأولية يشير الدكتور أيمن الرقب ، احتمال كبير الا يكون نتنياهو رئيس الوزراء القادم في دولة الاحتلال ، وبالتالي نتنياهو يرى أن فترة حكمه تنتهى في نوفمبر عام 2026 لا يريد لهذه الحرب أن تنتهى بشكل أو بأخر ، وبالتالي يضع دائماً معوقات تؤدي إلى عدم الوصول إلى اي اتفاق بخصوص وقف إطلاق النار أو حتى تبادل الأسرى .
الدكتور أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة
الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس