مابين طعام غير كاف وآسرة غير مريحة وأمراض وتجسس.. هل باريس 2024 أسوأ أولمبياد في التاريخ؟
أوشكت أولمبياد باريس على الانتهاء، ولاتزال الانتقادات تلاحق فرنسا على التنظيم، حيث وصفها الكثير حول العالم بأنها الدورة الصيفية الأسوأ في التاريخ.
ومنذ اليوم الأول لمنافسات باريس 2024، والأحداث المثيرة داخل أروقة العاصمة الفرنسية لا تتوقف، بدأت بحفل الافتتاح الأسوأ في تاريخ الألعاب الأولمبية، وتجسيد مهين للوحة العشاء الأخير المقدسة عند المسيحيين في العالم كله، وشهدت اعتراضات كبيرة وانتقادات من الجميع سياسيين ووزراء ومواطنون ينتمون للمسيحية حول العالم، اجبرت اللجنة المنظمة على الاعتزال.
وعلى الرغم من أن فرنسا حاولت في حفل الافتتاح التأكيد على احترام الاختلاف وارساء مبدأ المحبة بين الجميع، بما فيهم المتحولون جنسيا وأصحاب البيدوفيليا، وعند أول اختبار للغرب نفسهم رسبوا جميعا، وكشف عوارهم، عندما ظهرت البطلة الجزائرية إيمان خليف وهزمت كل من واجهها فما كان منهم إلا أن يتهموها بأنها ذكر متحول، وتواجدها في مسابقات السيدات غير عادل، حتى انصفتها اللجنة الأولمبية الدولية وأكدت أنها ولدت وعاشت أنثي.
كما أن التجسس كان من فضائح هذه الدورة بعدما أعلنت اللجنة الأولمبية الكندية استبعاد المدربة بيف بريستمان المدير الفني لمنتخب السيدات لكرة القدم، بعد قرار ايقافها واثنين اخرين، بسبب اتهامهم باستخدام طائرة مسيرة للتجسس على تدريب نيوزيلندا في أولمبياد باريس، وذلك قبل مواجهة المنتخبين في الجولة الأولى من دور المجموعات، والتي انتهت بفوز كندا على نيوزيليندا بثنائية.
وما حدث من منتخب كندا لم يكن الأغرب في هذه الدورة، فالأغرب كان بمباراة المغرب والأرجنيتين، بعد 4 ساعات من الدراما، التي انتهت بفوز أسود أطلس، بهدفين مقابل هدف.
وكان المنتخب المغربي تقدم بهدف في الشوط الأول قبل أن يعزز النتيجة في الشوط الثاني، ليقلص حوليانو سميوني النتيجة بهدف لراقصي التانجو، كل هذه الأمور عادية في كرة القدم، ولكن مع اقتراب نهاية الوقت الأصلي خدف كريستيان ميدينا هدف التعادل للأرجنتين، في الوقت الإضافي.
بدأت الإثارة الحقيقية عند هذه الهدف بعدما اشتعلت أعمال الشغب في المدرجات ما أدى لتوقفها لأكثر من نصف ساعة، ثم عاد اللاعبون لاستكمال الـ 3 دقائق المتبقة من المباراة، ليكتمل السيناريو المجنون بإلغاء هدف الأرجنتين الثاني بداعي التسلل.
قبل هذه المباراة كانت أكدت احدى القنوات الفرنسية أن تياجو ألمادا لاعب الأرجنتين تعرض للسرقة في غرفة خلع الملابس الخاصة به بمدينة سانت إيتيان، وبلغت قيمة المسروقات حوالي 50 ألف يورو.
استكمالا لسلسة التنظيم السيء، تتضرر عدد من الرياضيين منهم منتخب باراجواي الذي احتج رسميا قبل مباراته أمام منتخب مصر، بسبب تعطل حركة السكك الحديدية، التي تعرضت لأعمال تخريبيه، بالرغم من التأمينات الكبيرة في العاصمة الفرنسية.
كما تعرض العديد من المتسابقات في الدراجات الهوائية للانزلاق بدراجاتهن بسبب سقوط الأمطار الغزيرة، كما أنها تسببت في تأخير العديد من الأحداث الرياضية بالأولمبياد.
وكانت الأمطار حجة فرنسا في تأجيل بعض الرياضات التي تطلب النزول إلى نهر السين، ولكن بحسب العديد من التقارير فإن التحذيرات كانت كثيرة من خطر النزول إلى نهر الحب، بسبب البكتيريا الموجودة به بسبب بول الفئران التي تملئ العاصمة الفرنسية، وتسبب العديد من الأمراض.
وعلى الرغم من السمعة العظيمة للطعام الفرنسي، إلا أن أكبر مشاكل الرياضيون في أولمبياد باريس 2024، كانت الطعام المقدم لهم في القرية الأولمبية، حيث اشتكى أغلب الرياضيون من قلة البروتينات واللحوم المقدمة لهم، كما أن الكميات قليلة جدا لا تكفي رياضيون بهذا الحجم.
وكان رئيس اللجنة المنظمة للألعاب توني إستانجيه أكد خلال تجربة تشغيلية في مطعم القرية الأولمبية في يونيو، أن باريس 2024 تهدف إلى خفض متوسط انبعاثات الكربون لكل وجبة إلى النصف، مقارنة بالألعاب الأولمبية السابقة في طوكيو (2021) من خلال جعل 50 في المائة من الأطباق نباتية، واعدا بعد خذلان زوار فرنسا.
لكن الأيام القليلة الأولى في القرية شهدت طلباً على مزيد من اللحوم والبيض وكميات أكبر من الطعام، لما له من تأثير كبير على الرياضيين الساعين لتجديد طاقتهم بعد المسابقات الشاقة أو التمارين في الصالة الرياضية.
لم يكن الطعام هو الأزمة الوحيدة في القرية الأولمبية، بل كان هناك الأسوأ، قد تفهمها عندما تجد السباح الإيطالي الحائز على الميدالية الذهبية توماس سيكون، يفترش الحديقة وينام على منشفه، حيث أشتكى اللاعب من الأوضاع داخل القرية قائلا: "لا يوجد تكييف ولا نتناول طعاما جيدا هذا ليس ذريعة بل هو سرد محض لما قد لا يعرفه الجميع".
بنيت القرية الأولمبية بدون تركيب أجهزة تكييف، مما دفع فرق مثل الولايات المتحدة وفرنسا وهولندا لتركيب مبردات محمولة للاعبيها، فضلا عن الأسرة المصنوعة من الورق المقوى، ومراتب من البلاستيك المعاد تدويره، مما دفع الكثير من الرياضيين للسخرية وانتقاد الأمر.
لكن في النهاية كان هناك بعض الرياضيون الذين أشادو بفكرة بناء القرية الأولمبية بطريقة مستدامة، مما يجعل في نهاية هذه الدورة، عبء التخلص من 10 ألاف سرير غير موجودة.