النهار
الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 11:08 صـ 14 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

”انجازات على أرض المحروسة”.. تطورات في الذكاء الاصطناعي والتعليم والمشروعات الصغيرة

نتائج جديدة ومبشرة كشفت عنها بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فى مجلته النصف سنوية، أشارت إلى أحراز مصر تقدم كبير فى العديد من المجالات، من بينها الذكاء الاصطناعي وسوق العمل، وتعاظم دور المرأة المصرية فى العديد من المجالات، وارتفاع نسبة المقبلين على التعليم قبل الجامعي، وانخفاض معدل ختان الإناث.

وتسلط جريدة "النهار المصرية" الضوء على أبرز ما جاء فى تلك النتائج، وطرحت العديد من الأسئلة على خبراء ليتناولوا تلك النتائج بالتحليل.

أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، مصر تقدمت في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي لتصبح في المركز الـ 62 عالميًا من بين 193 دولة في عام 2023، مقارنة بمرتبتها الـ 65 في عام 2022.

تقدمت مصر في المؤشر العام إلى 52.69 بزيادة 3.5 نقطة خلال السنوات الأربع الماضية-وفق الدراسة، كما حققت تقدما ملحوظا في درجة التكافؤ بين الجنسين في مؤشر المساواة في الأجر، ومؤشر المشرعون وكبار المسؤولين والمديرين.

وكشفت الدراسة عن ارتفاع نسبة تمثيل المرأة بالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة، ودخول الفتيات اعمال كانت مقصورة على الذكور مثل مهنة المأذون والسائق، وارتفاع نسبة مشاركة السيدات فى الجهاز الإداري للدولة، ونسب استفادتها من المشروعات والقروض.

كما كشفت الدراسة عن انخفاض نسبة الوفيات بين الأطفال، مع ارتفاع نسبة الحاصلين على التطعيمات، وانخفضت نسب ختان الإناث بشكل ملحوظ خلال أخر 10 سنوات، فى محافظة القاهرة ومختلف مستوى جميع محافظات الجمهورية باستثناء محافظة سوهاج.

وعلى مستوى التعليم كشفت الدراسة عن العديد من النجاحات، والتى تمثلت فى ارتفاع نسب الملتحقين بالتعليم قبل الجامعي، وانخفاض نسبة التسرب من التعليم، في كلا المرحلتين الابتدائية والإعدادية.

انفقنا 200 مليار جنيه لتطوير البنية الرقمية ولدينا 170 خدمة رقمية

يقول الدكتور عبد الوهاب غنيم، نائب رئيس الاتحاد العربى للاقتصاد الرقمى، مصر عملت علي تطوير البنية التحتية الرقمية لتعميم الرقمنة فى القطاعات الحكومية والخاصة علي مستوي مصر، ولكي نطور مؤشراتنا العالمية كان لأبد من أن نطور البنية التحتية الرقمية، والتي كلفت أكثر من 200 مليار جنيه استثمارات، وأدت إلي زيادة سرعة الإنترنت من 5 ميجابايت/ثانية إلي ما يقرب 65 ميجابايت/ثانية والتي أصبحت سرعة الانترنت الأعلي.

وأشار"غنيم"، في تصريحات لـ"جريدة النهار المصرية"، نحن الأن في عصر التعليم الرقمي، والحكومة إنشأت جامعة مصر الرقمية، بجانب العديد من الكليات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، بجانب كليات تطبيق المعلومات، وكل ذلك قاد في النهاية إلي هذه المؤشرات، فكل مؤشر عام مكون من مجموعة من مؤشرات فرعية مثل التعليم الخدمي، والخدمات الحكومية الرقمية، فأصبح لدينا 170 خدمة رقمية، منها تطبيقات السجل المدني، والمرور في الثلاث قطاعات، والشهر العقاري والمحاكم وغيرها.

وأوضح نائب رئيس الاتحاد العربى للاقتصاد الرقمى، أن مصر دخلت عصر المدن الذكية وهي تدار بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية الرقمية، وساهم فى انتشار الذكاء الاصطناعى، تخريج دفعات متخصصة في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومصر تملك أشخاص ذوات خبرات يعملون لصالح شركات أجنبية كبرى.

وأستكمل حديثه قائلًا، لدينا العديد من النماذج المشرفة ومنهم من يعمل في شركات أجنبية ويقود أنظمة كبرى بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، لذلك تزداد المؤشرات يوم تلو الأخر، وأتوقع أن تلك المؤشرات ستشهد طفرة فى المستقبل وتقدم أكبر، ويساعد على ذلك افتتاح الرئيس السيسي مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية فى إبريل الماضي.

التوقعات المستقبلية تؤكد نجاح مصر

يقول الدكتور طارق البرديسى، الخبير السياسي، أن تقدم الدولة المصرية هذا التقدم مع المؤشر الصادر من الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، يسلط الضوء علي الجهود التي بذلتها الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن التوقعات المستقبلية تؤكد نجاح مصر فى مختلف المجالات، وخاصة التكنولوجيا الحديثة، مع تأكيد القيادة السياسية على أهمية هذا المجال، مرارًا وتكرارًا.

وتابع "البرديسي"، أنه بالنسبة لتقدم مصر فى مؤشر الذكاء الاصطناعى، فيجب أن نؤكد أولًا أننا نعيش فى عصر التطور التكنولوجي والرقمنة، وقد أصبح الذكاء الاصطناعي فى طريقه للهيمنة على العديد من المجالات، وأعتقد أن هذا التقدم الذي أحرزته مصر، سيتبعه تقدم أخر خلال السنوات المقبلة، مع اهتمام القيادة السياسية بالرقمنة، ولفت أنظار الشباب إلى أهمية هذا المجال.

وأشار الخبير السياسي، إلى أن الإحصائيات تؤكد إن عشرات الملايين التحقوا بالتعليم قبل الجامعي، وكيف أن أزمة التسرب من التعليم أصبحت منخفضة، وكل هذه النتائج، هى ثمار مجهود بذل خلال السنوات الماضية، وسيستمر مع بداية عمل الحكومة الجديدة، التى عليها أن تضع تلك النتائج نصب أعينها وتعمل على تعزيزها نحو الأفضل".

وقال البرديسي، أن الاهتمام بالمرأة المصرية خلال أخر 10 سنوات بات واضحًا وجليًا، مع الإعلان عن نتائج تلك الدراسة، فقد كشفت عن استفادة المراة بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، كما كشفت عن دور كبير للمرأة فى الجهاز الإداري، واهتمام بالغة بصحتها، والقضاء على الظواهر السلبية التى كانت تطاردها، ومن بينها ظاهرة "الختان"، فقد أنطلقت المراة انطلاقة كبيرة لتحقق انجازات فى مختلف المجالات، كما تقلدت العديد من المناصب د، سواء كانت وزيرة، أو نائبة برلمانية، وغيرها.

الحملات التوعوية تدعم النتائج

فيما تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع، أن النسب الورادة فى التقرير رائعة، ويجب أن نبنى عليها من خلال تبني حملات تعليمية وتثقيفية وتوعوية لتدعيم تلك النتائج، والوصول إلى نتائج أفضل فى ملفات مهمة كمحاربة الختان والتسرب من التعليم، ودعم وتمكين المرأة اقتصاديًا وسياسيًا.

وتابعت، أن نسبة 46% من المشروعات الصغيرة الموجهة للمرأة تعتبر جيدة خاصة في ظل عصر ظهر فيه الذكاء الاصطناعي، وما يشهده العالم من ثورة كبيرة في التكنولوجيا المعلوماتية.

وأشارت "خضر" إلي أن دور المراة في سوق العمل أصبح متزايد بشكل كبير، وهو ما تعكسه نتائج الدراسات التي أجراها المركز الوطني للإحصاء، حول التحول الإيجابي في دور المرأة في المجتمع ومشاركتها المتزايدة في سوق العمل، ودخول الفتيات أعمال كانت مقصورة على الذكور مثل مهنة المأذون والسائق.

وتابعت "خضر" هذا التحول له أهمية كبيرة، فمشاركة المرأة في سوق العمل يعزز النمو الاقتصادي بشكل عام للمجتمع، فهي تسهم في زيادة الإنتاجية، وتوسيع قاعدة العمالة المؤهلة، كما تعزز مشاركة المرأة في العمل المساواة بين الجنسين، وتعكس العدالة الاجتماعية، وتعمل علي تحسين وضع الأسرة المالي، مما يساهم فى توفير حياة أفضل للأسرة بشكل عام.