النهار
الأحد 22 ديسمبر 2024 01:46 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رياضة

أولمبياد باريس 2024.. إيمان خليف جزائرية حاول الغرب تشوية أنوثتها فـ فضحت عنصريتهم

إيمان خليف
إيمان خليف

لم يسع الجزائرية إيمان خليف إلا أن تنفجر بالبكاء، بعد الفوز على المجرية لوكا هاموري بنتيجة 5/0 ضمن منافسات الدور ربع النهائي للملاكمة وزن 66 كيلوجراما.

إيمان خليف

ووثقت عدسات الكاميرات لحظة بكاء إيمان أثناء خروجها من الحلبة، دموع إيمان لم تكن فرحا، بل لوما وعتابا للعالم الذي طعنها في أنوثتها واتهمها بالغش في جنسها، بسبب هيئتها وقتها التي ميزتها عن كل منافساتها، فماذا حدث؟!.

بدأت القصة بعد 46 ثانية فقط من مباراة إيمان خليف مع منافستها اللاعبة الإيطالية أنجيلا كاريني، التي انسحبت بسبب لكمات إيمان القوية، معربة عن اعتراضها على المواجهة بسبب عدم تكافؤ الفرص، وعدم وجود عدالة، وأخذت بالبكاء في زاوية الحلبة، ومن هذه اللحظة بدأ الحديث عن إيمان خليف المتحول البيولوجي الجزائري الذي لكم الأيطالية حتى الإنسحاب.

انتفضت الصحف العالمية وقنوات الأخبار في كل مكان بالعالم، مطالبين بإقصاء هذه الرجل المتحول، على الرغم من أن فرنسا في افتتاح البطولة دعت للسلام والحب مع هؤلاء.

في الوقت الذي بدأ العالم الغربي يغتال البطلة العالمية الجزائرية إيمان خليف نفسيا، وقفت قيادات الجزائر من أول اللجنة الأولمبية وحتى رئيس الدولة بجانب إيمان وانتصروا لها، قبل أن تكرر انتصارها في الحلبة بمنافسات ربع النهائي، لتضرب موعدا مع التايلاندية جانجيم سيوانافانج الثلاثاء المقبل في الدور ما قبل النهائي.

وكان من ضمن المنتقدين كتن الملياردير إيلون ماسك الذي قال، إتع من الواضح أن هذا غير عادل أن تتنافس خليف وهي تتهم بامتلاك قدرات بدنية تتجاوز ما هو مألوف في المنافسات النسائية".

ومؤخرا أثبت الواقع أن رواية الغرب دائما كاذبة، فقد أكدوا أن إيمان رجل متحور جنسيا، ينافس بشكل غير عادل في مسابقات السيدات.

لكن الحقيقة أن إيمان خليف فتاة جزائرية دخلت عالم الملاكمة بمحض الصدفة، لم تكن تتخيل ان تصبح ملاكمة في يوم من الأيام بل وبطلة العالم، خاصة أن لعبتها المفضلة في الطفولة كانت كرة القدم، التي لعبتها كثيرا في قريتها، وكان يدعمها والدها في ذلك.

ومن جه أخرى كان أستاذ إيمان في المدرسة يشجعها على أن تصبح ملاكمة، كونها تتمتع بخصائص بدنيى جيدة، وهنا وقعت خليف في حب الملاكمة منذ الوهلة الأولى داخل الحلبة.

عاشت إيمان طفولة صعبة، تتنقل من قرية لأخرى من أجل التدريب، باعت الخبز في الشارع وجمعت الأطباق وغيرها من الأشياء لكسب المال، لكي تكمل حلمها، خاصة أنها أبنة عائلة فقيرة.

كانت أعظم الأزمات التي تتعرض لها، بعض التنمر على هيئتها والرياضة التي اختارت أن تمارسها، وكما نقول «كلام عيال»، لكن عاة ما يبدو أن هؤلاء الصغار بمرور الزمن تحولوا إلى فكرة ينتهجها الكبار.

من جانبها تقدمت اللجنة الأولمبية الجزائرية بشكوى للجنة الأولمبية الدولية، بشأن العنصرية التي تعرض لها إيمان، واصفة ما حدث بأنه "انتهاك وتجاوز خطير" لأخلاقيات الرياضة والمساس بالميثاق الأوليمبى وبشخص البطلة الجزائرية، وردت اللجنة الأولمبية الدولية ببيان أكدت خلاله "أهلية" الملاكمة الجزائرية للمشاركة فى أولمبياد باريس 2024.

دافعت أيضا اللجنة الاولمبية الدولية عن إيمان، مؤكدة في بيانها أن جميع الملاكمات خضعن للتحليلات اللازمة وكل الملاكمات الموجودات في باريس مقبولات مائة بالمائة للمشارك.

وأضاف المتحدث باسم اللجنة:" كل المتنافسات سيدات كما هو مذكور في جوازات سفرهن. كما أكد أن اختبار التستوستيرون ليس هو الاختبار المثالي، وأن العديد من النساء لديهن نسبة عالية من هرمون التستوستيرون، ولكنهنّ تبقين نساء، وستتنافسن كنساء".

وبحسب لا جازيتا ديلو سبورت الإيطالية، نقلا عن أطباء، أكدت أن إيمان لسيت عابرة جنسيا، ويجب احترام مشاركتها باعتبارها أنثى، كما نشرت صورا لها أثناء طفولتها مرتيده ملابس بنت صغيرة.

وفي حوار مع الصحيفة، قال رئيس الجمعية الإيطالية للغدد الصماء إن هناك أشكال مرضية نادرة تسبب مشكلة في الكروموسومات، وإن خليف في هذه الحالة لديها نسبة مرتفعة من هرمون التستوستيرون، "هرمون الذكورة".

تنافست إيمان بشكل طبيعي على مدار مسيرتها، حيث خسرت في بطولة العالم 2018 و2019 من الدور الأول، ثم شاركت في أولمبياد طوكيو عام 2021، حيث خسرت في ربع النهائي أمام ملاكمة إيرلندية. وصلت إلى نهائي بطولة العالم للملاكمة في 2022، وخسرت أمام ملاكمة أيرلندية أخرى، قبل الوصول مرة أخرى لنهائي بطولة العالم في 2023، قبل أن تُستبعد لارتفاع مستوى هرمون الذكورة (التستوستيرون) لديها، وهو القرار الذي استند إليه المنتقدين.

الاتحاد الدولي للملاكمة استبعد خليف التي وصلت للنهائي مع التايوانية لين يو-تينج، لأنهما لم تنجحا في الاختبارات التي تسمح لهما بالمشاركة في منافسات النساء.

قبل أن تعترف اللجنة الأولمبية الدولية أن الرياضيتين المستبعدتين من بطولة العالم كانتا ضحيتي قرار مفاجئ ومتعسف.

بكاء إيمان في مباراتها الأخيرة كان تعبيرا عما حاولت كتمانه من غصة في قلبها، بسبب الإهانات المتكررة التي تتعرض لها بسبب خلل هرموني لم تكن مسؤولة عنه يوما، سلبها من هيئتها الأنثوية، واليوم يريد الغرب سلبها حقها بممارسة رياضتها كأنثى.

ولكنها تحظى الآن بدعم عربي وعالمي، وأكبر الداعمين رئيس دولتها عبد المجيد تبون، الذي هنئها عبر حسابه على موقع إكس قائلا:"مبروك التأهل ‎إيمان خليف، لقد شرّفتِ الجزائر والمرأة الجزائرية والملاكمة الجزائرية..سنقف إلى جانبك مهما كانت نتائجك..بالتوفيق في الدورين القادمين.. و إلى الأمام ‎إيمان خليف".