النهار
الأحد 20 أبريل 2025 07:51 صـ 22 شوال 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
نائب رئيس جامعة الأزهر: مؤتمر الهندسة الزراعية منصة مهمة لتبادل الخبرات رئيس غرفة البحرين: كلمة الرئيس السيسي تعكس رؤية استراتيجية لتطوير سوق العمل العربي مجلس أمناء جامعة الزقازيق الأهلية يبحث آفاق التوسع الأكاديمي وتعزيز مسيرة التطوير الجامعي محافظ الفيوم يزور الكنائس لتقديم التهنئة للإخوة الأقباط بعيد القيامة المجيد مطران بورسعيد يترأس قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة العذراء مريم نقابة المهندسين بالإسكندرية تطلق ندوة ”أعمال تركيبات وفك السقالات وصيانتها” روما يقفز للمركز السادس بفوز صعب على هيلاس فيرونا 1-0 بالدوري الإيطالي لاس بالماس يخطف الفوز من أتلتيكو مدريد في الوقت القاتل بالدوري الإسباني قدمنا أداء بطولي.. النني يتحدث عن الفوز بلقب كأس رابطة الإمارات رباعي ريال مدريد مهدد بالرحيل عن الفريق نهاية الموسم تقارير| البرازيل تتفق مع أنشيلوتي.. والمدرب يستعد لوداع ريال مدريد صدمة في برشلونة بسبب مدة غياب ليفاندوفسكي

فن

اندثار المجلات الثقافية في مصر.. صراع بين التحديات الاقتصادية والرقمية

طه حسين
طه حسين

لطالما كانت مصر منارة للصحافة الثقافية، حيث أُطلقت أول مجلة متخصصة عام 1892 تحت اسم "الهلال الثقافية"، والتي أصبحت مرجعًا في الصحافة العربية. وتبعتها مجلة "الرسالة" عام 1933، التي ضمت مقالات كبار الأدباء مثل زكي نجيب محمود، العقاد، أحمد أمين، مصطفى صادق الرافعي، طه حسين، محمود محمد شاكر، والشابي.

بمرور الوقت، ظهرت مجلات أخرى، أبرزها "جاليري 68 أدباء"، بمشاركة أحمد مرسي وإدوارد الخراط، لكنها لم تصمد طويلًا. لاحقًا، برزت "القاهرة" كآخر إصدار ثقافي متخصص، لكنها تحولت إلى جريدة تصدر عن وزارة الثقافة المصرية.

هذا التراجع يطرح تساؤلًا هامًا: لماذا تلاشت المجلات الثقافية في مصر؟

يعتقد الناقد الأدبي محمد عبد الرحمن أن السبب الرئيسي وراء اختفاء هذه المجلات يعود إلى الأزمات المالية، إذ لم تحظَ بدعم مستدام يضمن استمرارها. وأوضح لـ"النهار" أن "الرسالة" توقفت بسبب غياب بيئة ثقافية موحدة تدعمها في ظل التغيرات المتلاحقة.

من جانبه، يرى الناقد حسين حمودة أن التطور التكنولوجي أدى إلى تراجع شعبية المجلات الثقافية، حيث باتت الكتب المسموعة أكثر جذبًا للجمهور، مما جعل الإقبال على الصحافة الثقافية التقليدية محدودًا. وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت توفر منصة بديلة للكتاب، حيث يمكنهم نشر مقالاتهم مباشرة والوصول إلى جمهور أوسع، وهو ما أفقد المجلات الثقافية دورها التقليدي.

أما الدكتور عادل ضرغام، أستاذ الأدب بجامعة الفيوم، فيشير إلى أن ارتفاع تكاليف صناعة الصحافة المطبوعة جعل استمرارها أمرًا بالغ الصعوبة. وأوضح أن الإنتاج الصحفي يتطلب ميزانيات ضخمة للطباعة والتوزيع، وهو ما دفع العديد من الناشرين إلى تقليص أو إيقاف إصداراتهم المطبوعة.

ويرى بعض الخبراء أن الحل يكمن في التحول إلى الإصدارات الرقمية التفاعلية، حيث يمكن استغلال الوسائط المتعددة لجذب القارئ. فبدلًا من الاعتماد على الشكل التقليدي، يمكن أن تتبنى المجلات الثقافية نماذج حديثة تعتمد على الفيديوهات التوضيحية، والبودكاست، والمقالات التفاعلية، مما يجعل المحتوى أكثر حيوية ومواكبًا للعصر.

في ظل هذه التحديات، تبقى الصحافة الثقافية في مصر بين مطرقة الأزمات المالية وسندان التحول الرقمي، ما يثير التساؤل حول إمكانية إحيائها بوسائل جديدة تتناسب مع معطيات العصر الحالي. ربما يكون المستقبل للمجلات الإلكترونية التي تحافظ على الهوية الثقافية، مع تقديم محتوى يتناسب مع متغيرات العصر الحديث