هل تراجعت شعبية حماس في غزة والخارج بعد 10 شهور من الحرب ؟
قرابة الشهور العشر علي الحرب المدمرة التي شنتهااسرائيل علي سكان غزة العزل من السلاح وحالة من الدمار الشامل في كل مكان وهنا سؤال هام وهوهل أثر طول أمد الحرب في غزة على شعبية حماس داخل وخارج القطاع وأين اختفت المعارضة الإسرائيلية؟
واشارت صحيفة هآرتس في مقال كتبته داليا شيندلين بعنوان كيف أصبحت شعبية حماس في غزة وخارجها بعد عشرة أشهر من الحرب؟
تقول الكاتبة إن استطلاعا أجراه مركز العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد) في رام الله في مايو الماضي، أظهر أن ربع سكان غزة فقط (24 في المئة) لديهم مشاعر "إيجابية" بشأن دور حماس - وهو انخفاض بمقدار 36 نقطة عن استطلاع أُجري في نوفمبر.
وتضيف أن "انهيار التأييد في غزة" أدى إلى انخفاض المتوسط الإجمالي (للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وغزة) بأكثر من 20 نقطة، ليصل إلى 55 في المئة ممن قيموا دور حماس بشكل إيجابي الآن، مقارنة بـ 76 في المئة في نوفمبر في حين لا يزال ثلاثة أرباع المشاركين في الاستطلاع من الضفة الغربية ينظرون إلى دور حماس بشكل إيجابي.
وتوضح شيندلين أن النتائج التي توصلت إليها ثلاث وكالات استطلاع بارزة تختلف بشكل كبير. إذ قيم ما يقرب من ثلثي سكان غزة، بحسب مركز خليل الشقاقي الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، دور حماس بشكل إيجابي في يونيو وقال "إن ما يقرب من نصف سكان غزة (46 بالمئة) يفضلون سيطرة حماس على غزة بعد الحرب - وهو الخيار الأفضل من بين سبعة اختيارات."
ووجد الاستطلاع الذي أجراه المعهد أن أقل من 5 في المئة من سكان غزة اختاروا حماس في سؤال مماثل مع أربعة اختيارات، مضيفا أن الإكراه الشديد والحرب يجعلان من الصعب الحصول على نتائج متسقة. وأن صعود حماس المؤقت آخذ في التراجع.
وتقول الكاتبة إن استطلاعات الرأي المبكرة التي أجراها مركز العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد) أظهرت أن أكثر من 70 في المئة من الفلسطينيين يعتقدون أن حماس "على حق في مهاجمتها" الأمر الذي أصبح نقطة بيانات معتمدة بين الإسرائيليين مضيفا أن الفجوة بين الضفة الغربية وقطاع غزة لافتة للنظر ففي استطلاع الرأي الذي أجراه مركز استطلاع الرأي في يونيو أيد 57 بالمئة في غزة قرار حماس بالهجوم، مقارنة بـ 73 بالمئة في الضفة الغربية.
ويرى الكاتب أن أحد التفسيرات لهذا الدعم هو الإجماع الكبيرعلى عودة الفلسطينيين والقضية الفلسطينية إلى الخريطة. وأن الهجوم"أحيى الاهتمام الدولي بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني وأنه يمكن أن يؤدي إلى زيادة الاعتراف بالدولة الفلسطينية". وهو أمر صحيح تجريبيا.
وينقل المقال عن شهود اخرين قولهم إنه "على الرغم من الدعم الكبير الذي ما زال سكان الضفة الغربية يظهرونه، فإن الأمر لا يعني أنهم يحبون حماس. بل هو العجز، وتمثل حماس ما يحلمون به - القليل من الكرامة والتحرر وإنهاء الاحتلال - على النقيض من أولئك الذين ليس لديهم رؤية سياسية". وتضيف أن السبب الثاني هو الكراهية المطلقة للرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة الفلسطينية على ما جاء في المقال.